* إن نظام الوقف قديم قدم رسالة الإسلام السامية، وقد أوقف المصطفى صلى الله عليه وسلم، كما أوقف الصحابة رضوان الله عليهم، وقد أجمعوا على ذلك، ومن ذلك قول جابر بن عبد الله: "لم يكن أحد من أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم ذا مقدرة إلا أوقف" قال ابن قدامة بعد أن نقل هذا : "وهذا إجماع"(1) . * حينما تنزل سيدنا جبريل عليه السلام على رسول الله صلى الله عليه وسلم وبادره بكلمة (اقرأ)، لم تكن تلك الكلمة الأولى من كلمات القرآن الكريم إلا دستوراً في باب الفتح الرباني على المسلمين ولم تكن إلا قدرا مقدورا آمراً لكونها الكلمة المدخل إلى الحياة الكريمة، فلا حياة بلا تعليم. *لقد ساهمت الأموال الوقفية في تنمية قطاع التعليم والبحث العلمي سواء كانت في داخل المساجد أم خلاوى تحفيظ القرآن الكريم قبل ظهور المدارس والجامعات، حيث لم تكن هنالك وزارات للتعليم، ومن الأمثلة البارزة أن غطى الوقف رسالة التعليم المتكاملة بالأزهر الشريف منذ مئات السنين مثلما غطت حديثاً أوقاف البغدادي حاجات فقراء طلاب العلم بكلية الطب بجامعة الخرطوم ولا زالت، الأمر الذي أسهم في النهضة الفكرية والحركة العلمية وإتاحة العلم والمعرفة لجميع المسلمين. * وإذا ألقينا نظرة على واقع العملية التعليمية بالسودان نجد أننا أمام تحديات كبيرة، إذ يقف التعليم حائرا أمام الأعداد الهائلة من طلاب العلم غير المقتدرين مالياً، الذين يتطلعون لتوفير عناصر العملية التعليمية المكلفة من رسوم في جو من الفقر، وفي عصر أقل ما يقال عن تحدياته إنه عصر الثورات المعرفية والتقنية والمعلوماتية، عصر لا وجود فيه لضعيف. * وفي ظل الأوضاع الاقتصادية السائدة بالبلاد تجد الدولة معضلة كبرى في توفير التمويل اللازم للقيام بدورها في دعم المجالات الخدمية المتعددة لا سيما رسالة التعليم، ومن ثم لا مناص من العودة إلى المجتمع وحث القادرين فيه – كل القادرين – من باب أن الإنسان هو أساس تقدم المجتمع وهو أيضا السبب المباشر في التخلف والفقر، وقد أدرك آخرون ذلك مبكرا في دول أخرى، فنهضوا بدورهم وشجعوا على إحياء سنة الوقف لسد ما قصرت عنه يد الدولة في خدمات التعليم فسدت ذلك القصور، ويزداد الإلحاح للمطلع بعد أن أصبح التعليم عند كثير من التلاميذ والطلاب منزليا وليس مؤسسيا بسبب تنامي الحاجة للدروس الخصوصية التي انتشرت في كافة المراحل التعليمية، وهذا المؤشر الخطير إنما يشير إلى سوء الخدمات التعليمية بالمدارس الأمر الذي يدفع إلى التفكير في تلمس الحلول التي نأمل أن تعيد إلى رسالة التربية والتعليم بريقها ودورها في دعم التعليم بصفة عامة والطلاب غير المقتدرين بصفة خاصة في ظل تقلص قدرات الدولة المالية بفعل خصخصة التعليم إلى درجة جعلت من التعليم الفعال سلعة لا يحوزها غير القادر في غالب الأحوال، بينما ظل القدر المتاح من مجانية التعليم يترجم المجانية باهظة التكاليف لكونها لا تؤتي أكلها إلا بالدروس الخصوصية تحت عناوين مخففة مثل "دروس التقوية " و"المراجعة" وما إلى ذلك * لقد استهدفت رسالة الوقف الإنسان بوصفه الثروة الحقيقة للمجتمع، ولكونه هدف التنمية الأصيل ومن هذا المنطلق أشيد بالدعم السخي الذي قدمه فخامة المشير عمر حسن أحمد البشير رئيس الجمهورية راعي حملة إحياء سنة الوقف بتبرعه بمبلغ مالي كبير لدعم الباحثين والبحث العلمي تشجيعا للبحث العلمي والباحثين، ونأمل توجيه هذا الدعم لاستثماره من خلال المصرف الوقفي لطلاب العلم والباحثين الذي استحدثته حملة إحياء سنة الوقف تحت رعاية فخامته وإشراف ديوان الأوقاف القومية الإسلامية تأسيسا على فكرة الوقف بوصفها من الصدقات الجارية لا التبرع بوصفه من الصدقات المنقطعة، ولقناعتنا بديمومة رسالة الوقف في التنمية والاستثمار، كما أهيب بكافة المواطنين من جمهور الشعب السوداني الكريم والجاليات الكريمة المقيمة بالسودان لدعم مشروع وقف طلاب العلم والباحثين عبر إرسال رسائل نصية قصيرة فارغة على الرقم 2121 لكافة مشتركي شركات الاتصالات العاملة بالسودان (MTN - زين – سوداني) . مدير عام حملة إحياء سنة الوقف مستشار متطوع: عبد الرحمن سليمان محمد هذا البريد الإلكتروني محمي من المتطفلين و برامج التطفل، تحتاج إلى تفعيل جافا سكريبت لتتمكن من مشاهدته