أسمع كلامك أصدقك، أشوف أمورك استعجب.. استفزني حد النرفزة الخبر (المكرور): السيد النائب الأول لرئيس الجمهورية يوجه بإنفاذ الحقوق الدستورية للمعاقين في أولوية التعيين.. والله إنه (الكلام ساكت) المشهورين بيهو ويعرفه (طوب الأرض) عن السودانيين على وجه العموم، وعن حكومة الإنقاذ على وجه الخصوص.. أقول قولي هذا والحسرة تملؤني والندامة والحزن والوجع والألم والإحباط.. وأحياناً..عدم الرجا.. الحمد- بلا حدود- لله سبحانه وتعالى من قبل ومن بعد؛ فأنا ماتعودت الفشل ولا التراخ ولا الانصياع لصعوبات الحياة.. أنوي (العمل الصالح) وأتوكل على الله مثابراً حتى أتذوق (طعم النجاح) ومن ثم أبدأ عملاُ صالحاً جديداً، وما عمود اليوم إلا تأكيداً على هذه المثابرة.. منذ سنوات بدأت (ماراثون) عمل خير لتوظيف فتاة درست تقنية معامل طبية، معوقة في حاسة السمع، تقطن ببورتسودان.. عند بداية (الماراثون) كان وضع (البنت) كالآتي: هي كبيرة المنزل بعد وفاة والدها الطبيب بالمهجر واضطرار أسرتها للعودة والبدء من الزيرو في مناحِ عدة، وكانت شقيقاتها الثلاث وشقيق رابع في مختلف مراحل التعليم.. الآن تخرجت شقيقتها في ذات التخصص وسخر (الله عزَّ وجلّ) لها عملاً في القطاع الخاص وكذا سخر (الله سبحانه وتعالى) فاعل خير تولى أمر تعليم شقيقها بإحدى جامعات الخرطوم وتزوجت شقيقتها الثانية بينما الأخيرة تستعد للالتحاق بالجامعة بإذن الله.. ولكن للأسف تزايد مرض والدتها بسبب (قعاد البيت) لابنتنا هذه.. قصدت من السرد الأخير أن أنوه لأن المشكلة بدأت مادية، ولكنها الآن بدأت تأخذ أبعاداً اجتماعية ونفسية لها كلفتها في مقبل الآيام القادمات.. ف (قعاد ساي) هو أسوأ مايحدث لإنسان بذل جهداً كبيراً ليتعلم، ويعطيه الدستور (ذات نفسه) حق الأولوية في التعيين للوظائف العامة.. حتماً لو كانت هذه البنت ولداً لتغير حالها وحال أسرتها من خلال (ركشة) تقودها، أو لعملت كمسارياً أو سواقاً بحافلةً، أو بأي وظيفة تتعلم مهاراتها من جديد. ليس تشهيراً بأحد ولكن، تأكيداً ل: كَم وحجم (ونوعية) المجهودات التي بُذلت في هذه المهمة؛ فلقد اجتهدت ووظفت كل العلاقات (الممكنة) بدءاً من الأخ الدكتور/ المدير العام السابق لوزارة الصحة بولاية البحر الأحمر (زميل دراسة بالإسكندرية لنا ولوالد البنية)، ثم الأخ المحترم/ وزير الصحة الحالي بذات الوزارة والأخ الدكتور/ مدير عام الوزارة الحالي؛ واللذين تعرفت عليهما من خلال عمل خير طبي مشترك، عمل ضخم ومستمر يشمل (كل) ولاية البحر الأحمر، بل يتعداها لحدود كل الوطن.. ولا أغالي إن قلت إن فائدته شملت سودانيي المهجر.. يا حكومة السودان.. حق تعيين هذه البنت معلق في رقابكم؛ بنص الدستور (الحالي).. ولواضعي الدستور الجديد أقول: لا تضعوا نصاً بالدستور لا(تقوى) الحكومة على تنفيذه..