رفضت حكومة جنوب السودان تسليم المتهم بقتل تاجر عطبرة شقيق أشهر محامٍ بولاية نهر النيل. وقالت السلطات الجنوبية في سياق رفضها إن اتفاقيات تسليم وتبادل المتهمين بين البلدين، لم تكتمل بعد، ولم يتم تفعيلها؛ وأضافت حكومة الجنوب أنها ستكتفي بإبعاد المتهم الموجود حالياً بسجونها بمدينة ملكال إلى خارج بلادها، لمخالفته قوانين الهجرة والدخول بطريقة غير شرعية لبلادها. وكان المتهم قد فرّ إلى دولة الجنوب عقب ارتكابه الحادثة قبيل ساعات من عيد الأضحى المبارك، ليتم البحث عنه، إلى أن توافرت معلومات لدى مباحث شرطة ولاية نهر النيل عن سقوط المتهم في أيدي السلطات الجنوبية، التي زجت به في حراساتها؛ وبمخاطبة دولة الجنوب ردت برفضها تسليم المتهم. وتعود تفاصيل الجريمة التي راح ضحيتها شاب في السادسة والعشرين من عمره، يعمل بإحدى مناطق التعدين، وشقيق أشهر محامٍ بمدينة عطبرة؛ تعود إلى أن بعض سكان حي الدرجة وأثناء سيرهم في الشارع العام وقرب منزل القتيل، عثروا على شخص مُمدّد على الأرض وهو يتأوه، وعندما اقتربوا منه اكتشفوا أنه جارهم، وأن ملابسه ملطخة بالدماء، ليسارعوا في إنقاذه وبينما كانوا يهمون بنقله إلى المستشفى شاهدوا شخصاً غريباً يخرج من (حمام) ملحق بالمنزل الذي يقيم فيه القتيل، وقاموا بنقل القتيل للمستشفى، إلا أنه لفظ أنفاسه الأخيرة داخل المستشفى، قبل اتخاذ الأطباء للإجراءات الإسعافية اللازمة، ودون أن يُفصح عن هوية قاتله، ليتم تدوين بلاغ بقسم الشرطة تحت المادة 130 ق ج القتل العمد، وأحيلت الجثة للمشرحة. وحسب إفادات الطبيب؛ فإن المجني عليه تلقى (3) طعنات بأجزاء متفرقة بجسمه، بجانب جرح قطعي على عنقه، مما يشير إلى أن الجاني شرع في ذبحه، لتبدأ الشرطة تحرياتها، وبعد مجهود مضنٍ بذلته شرطة عطبرة، تمكنت من إيقاف الشخص الذي شاهده أهالي الحي المسعفون، وهو يخرج مسرعاً من منزل القتيل لحظة وقوع الجريمة، وبالتحري معه اتضح أنه يعمل سائق ركشة، وأرشد في أقواله إلى مرتكب الجريمة، إذ أفاد أن القاتل يعمل بإحدى الكافتيريات الشهيرة بعطبرة، وبالبحث عنه اتضح أن المتهم الحقيقي قد أخفى نفسه منذ ارتكابه الجريمة. من جهتها سلمت الشرطة الجثة عقب تشريحها لذويها، حيث وورى الثرى بالفاضلاب غرب عطبرة، ولا زالت توالي بحثها عن القاتل الحقيقي. وفي السياق؛ كشف إمام المسجد المجاور لمنزل القتيل أنه أحد الذين نقلوا القتيل للمستشفى لإسعافه، وذلك بعد أن استعان به بعض أهالي الحي الذين عثروا عليه ممدداً على الأرض، وكشف في أقواله أنه تفاجأ بالجريمة، خاصة أن القتيل قبيل دقائق من وقوع الجريمة قد حضر إليه، وأحضر له وجبة عشاء عبارة عن فراخ بروست، وتناولا العشاء معاً، وبعدها ودعه ببشاشة، وغادر متجهاً إلى منزله، ولم تمضِ دقائق حتى فاجأه الجيران بالعثور عليه مطعوناً، كما اتضح من خلال التحريات أن القتيل شقيق أحد أشهر المستشارين القانونيين بعطبرة، كما أفاد عدد من معارفه أأن القتيل لم يكن لديه أعداء، وكان شاباً مرحاً وحسن التعامل، الأمر الذي أدهشهم حينما وقعت الجريمة.