ليس أجمل ولا أروع من أن يتصل بك أحد القراء (أو إحدى القارئات) معقباً على عمود لك أو تصحيحاً لمعلومة أو لمدك بجديد.. فلقد ذكر لي من قبل المرحوم الدكتور/ كمال حنفي صاحب عمود "إلا قليلا" بالرأي العام الغراء، عندما كنت أواصله كقاريء، أن القراء المتواصلون مع الكاتب يشكلون أهم مصادر المعلومات ويوحون بأجمل العناوين للعمود.. أما الأكثر روعة بحق، فهم القراء الذين ينتقدون بعض الأعمدة وما جاء بها، بغرض الإفادة والتنبيه والتحسين.. وليس لأي سبب أخر.. بالأمس القريب إتصل بي، وفي يوم واحد وزيران (ياااا ولد).. أولهما معاتباً، وكان على حق بمثلما كان عمودنا على ذات الحق، وبيَّن كلُ مِنَّا وجهة نظره- الخافية- عن الآخر، ثم لكم فيما بعد.. أيها القراء الأعزاء.. حيث عقبنا على سيادته بعمود كله حليب وقشطة.. أما وزير اليوم فهو الأخ الأستاذ/ عبد الرحمن بلال وزير الصحة بولاية البحر الأحمر وعاصمتها بورتسودان وسيرتها التي يمشي بها الركبان وجمالها الساحر الفتان.. والما مصدقنا يسأل رئيس التحرير.. العاشق الولهان.. أخونا عبد الرحمن بلال، تعرض لعمودنا عن المعاقين وحكومة السودان، وموضوع الفتاة البورتسودانية التي تستحق أولوية في التعيين في الوظائف العامة بنص الدستور، نسبة لظروفها الخاصة والتي بيناها بالعمود.. سيادة الوزير ذكر أنه لم ينس الأمر وأن طلب التوظيف موجود بمكتبه، إلا أنه نوه لطول وروتينية بعض الإجراءات التي تخص مجال الوظائف بعموم أنحاء السودان والتي لا تخفى على أحد.. ثم (تمنى) سيادة الوزير أن يقرأ (المسئولون) هذا العمود ليسارعوا في فتح التعيينات بالنسبة لتخصصات تقنيي المعامل!! ومع هذا وجه سيادته باستيعاب الفتاة بإحدى الجهات المتخصصة ك(متعاونة)!!.. نحمدك يا رب.. فالأمر الأهم (في هذه المرحلة) هو الإقرار بأن يشعر أصحاب الإعاقات بأنهم جزء لا يتجزأ من المجتمع وأنهم يستطيعون العطاء (أسوة) بنظرائهم الأسوياء، هذا من ناحية، ومن الناحية الأخرى هو الخروج من السجون المنزلية التي تجلب الزهج والملل واليأس؛ فكون الإنسان يخرج صباحاً لينضم لجماعة تؤدي خدمة (إنسانية في المقام الأول) ثم يعود لأسرته ليحكي لهم، كما باقي الأسرة، عما لاقاه في يومه من أحداث وما فعله من أفعال، يشاركونه فرحته إن سرَه شيء، ويسروا عنه إن أحزنه شيء.. صدقوني ما حدث لهذه الأسرة لا يمكن وصفه إلا بالإنقلاب الإجتماعي والذي، بإذن الواحد الأحد، ينداح عنه تحسن مأمول في صحة الوالدة.. وغداً بعون الله تظهر الوظائف وتثبت البنية وتتحسن الحالة الاقتصادية لهذه الأسرة الصابرة.. قولوا يارب.. وسؤال في (أضان) كل وزراء الصحة بكل الولايات: مع وقف التعيينات ومع نزيف الهجرة المستمر للكوادر الطبية المختلفة، كنتكم مدورين العمل في وزاراتكم كيف؟؟ نفس السؤال موجه لمدراء الجامعات.. لتشابه الحال..