فاجعة كبيرة احلت بجميع العاملين بصحيفة السوداني وكل العاملين بالوسط الصحفى مساء أمس الأول عندما نعى الناعى الزميلة الخلوقة فاطمة خوجلى مبكياً على شباباها متأثرة باصابات الحادث المروري المروع الذي وقع الشهر الماضي وغادرت فيه صديقتها الزميلة نادية عثمان مختار الحياة فى الحال، وبعد شهر كامل من خضوعها للعلاج بمستشفي شرق النيل التخصصي وتحت عناية طبية فائقة أسلمت الروح الى ربها راضية مرضية مساء أمس الأول بعد تراجع مفاجىء لحالتها الصحية. كانت الفقيدة فاطمة منذ دخولها العناية المكثفة بالمستشفي تحرز تقدماً يومياً فى وضعها الصحى بفضل الله ودعاء الناس لها وبعناية الأطباء، ولكن شاءت ارادة الله ان ترحل بعد ان أطمأن الجميع على وضعها الصحي فخطفها الموت، وخلف الحزن الكبير على رحيلها الفاجع وعلى شبابها النضر ونفسها النقية وروحها الوثابة، ولكنه الأجل المحتوم الذي يختار ضحاياه بعناية، و (المَوْتُ نَقَّادٌ على كَفِّهِ. جَواهِرٌ يَخْتارُ منها الجيادُ). مهما ذرفت الدموع ومهما سكن الحزن بين الضلوع تبقى أرادة الله هى النافذة ولا راد لقضائه. الرحيل الفاجع كشف مدي الحب الذي تحظي به الراحلة العزيزة فاطمة والمئات يصطفون فى الصلاة على جثمانها الطاهر بمقابر الخوجلاب صباح يوم أمس الجمعة المبارك ويقرأون لها يس ويدعون له بالمغفرة والثبات عند السؤال والجنة مع نبي الله وصفيه وحبيبه رسولنا محمد صلى الله عليه وسلم وصحبه القر الميامين والصديقين والشهداء وحسن أولئك رفيقاً. والدموع تملأ المآقى والحزن يخيم على الأرجاء أقول لك يا اختي العزيزة وانت فى مرقدك وفى دار خير من دارك وفى صحب خير من أصحابك،انا لفراقك يا فاطمة والله لمحزنون، ولا نقول الا مايرضيك ربنا (لاحول ولا قوة الا بالله العلى العظيم)، و(انا لله وانا اليه راجعون)، لانملك امام قدر الله الا التسليم به ولانملك لك سوي الدعاء بالرحمة والمغفرة، لان البكاء ان كان يعيدك لنا لبكينا حتي تجف المآقى وحتي يرث الله الأرض ومن عليها، وانت عند مليك مقتدر لايظلم عنده أحداً ونسأله جل وعلا ان يبدلك دارا خيرا من دارك واهلا خيرا من اهلك وان يدخلك الجنة ويعذك من عذاب القبر ومن عذاب النار، اللهم عاملها بما انت اهله ولا تعاملها بما هى اهله ،اللهم ادخلها الجنة من غير مناقشة حساب ولا سابقة عذاب، اللهم افسح لها في قبرها مد بصرها وافرش قبرها من فراش الجنة، اللهم املأ قبرها بالرضا والنور والفسحة والسرور، اللهم إنها فى ذمتك وحبل جوارك فقها فتنة القبر وعذاب النار , وانت أهل الوفاء والحق فاغفر لها وارحمها انك انت الغفور الرحيم، اللهم ثبتها عند السؤال، اللهم انا نتوسل بك اليك ونقسم بك عليك ان ترحمها ولا تعذبها، اللهم انها نَزَلت بك وأنت خير منزول به واصبحت فقيرة الي رحمتك وأنت غني عن عذابها، اللهم إحمها تحت الارض واسترها يوم العرض ولا تخزها يوم يبعثون "يوم لا ينفع مال ولا بنون إالا من أتي الله بقلب سليم"، اللهم يمن كتابها ويسر حسابها وثقل بالحسنات ميزانها وثبت علي الصراط اقدامها واسكنها في اعلي الجنات بجوار حبيبك ومصطفاك (صلي الله عليه وسلم) .