(السوداني).. قصة اكتساح جوائز التفوق الصحفي (...) لهذا السبب اكتسحت المنافسة +++ خمسة من محرري السوداني كانوا ضمن قائمة الفائزين التسعة ++++ ما هي أبرز ملاحظات لجنة التحكيم على المشاركات؟ +++ كانت فاطمة خوجلي حاضرة رغم رحيلها الخرطوم: فريق السوداني تصوير: أحمد طلب جلست المحررة بصحيفة (السوداني) وجدان طلحة، في مقعد جانبي يتوسط قاعة الشهيد الزبير.. شعرت بالملل مع مرور الوقت، وتأخر بدء احتفال إعلان لجوائز التفوق الصحفي للعام 2012م، الذي ينظمه مجلس الصحافة والمطبوعات، إلا أنها وضعت مللها جانباً، وهي تتابع حركة الهمس والتوقعات عمن سيفوز بتلك الجوائز، كانت على ثقة مثلها مثل زملائها ب(السوداني) من أنهم سيكتسحون مسابقة هذا العام، ولكن بات السؤال حول من سيحالفه الحظ ويفوز من صالة التحرير بالطابق الرابع لعمارة البقعة بشارع البلدية حيث مقر (السوداني). بدأت فقرات البرنامج والجميع يترقب لحظة الحسم وإعلان الفائزين. تسبب غياب المحرر المكلف بالتغطية في أن تقوم وجدان بعملية الرصد للفعالية؛ لكن فجأة اقترب أحدهم منها، وهمس في أذنها أن عليها أن تغير مكانها. سلمت وجدان أوراقها لزميل كان يجلس بجوارها وانطقلت لمكان جديد. قُضي الأمر كان ذلك التغيير يحسم الكثير من التكهنات، فها هي وجدان وبقية الفائزين بالجوائز، قد اتخذوا جانباً بعينه من القاعة. الآن فقط حسم أمر الفائزين وهدأت الأنفاس المترقبة، وانتظر المترقبون مراسم الإعلان فقط. حتى ذلك الوقت، لم يلفت الأمر الانتباه، ولكن ما إن بدأت مراسم إعلان الجوائز بجائزة بشير محمد سعيد للأخبار والتقارير الصحفية، حتى كانت الجائزة (سودانية) خالصة، بعد أن تقاسمها رئيس قسم الأخبار ياسر عبد الله بتقرير عن (فيديو هروب قتلة غرانفيل)، ومراسل بورتسودان عبد القادر باكاش بتقرير (عن فصل الصيف ببورتسودان). تصاعدت الدهشة مختلطة بالحزن، والمنصة تعلن فوز الزميلة الراحلة فاطمة خوجلي بتحقيق (عن نشر مراكز غسيل الكلى لفيروس الكبد الوبائي). تقدم خال الراحلة وإدارة الصحيفة ومحرروها، ليستلموا الجائزة ودموع الحزن تظلل المشهد. منحت جائزة الحوار للزميل صديق دلاي، وللمراسل الصحفي الرشيد يوسف من الأبيض جائزة الأداء الاقتصادي، وكأنها فرصة للالتقاط الأنفاس وتخطي اللحظات القاسية، بعد إعلان فوز من كانت تزرع الحياة بيننا ورحلت مخلفة خيطاً طويلاً من الحزن لا ينقضي. عادت المنصة لتعلن أن رئيس قسم التحقيقات ياسر الكردي، حقق فوزاً بجائزة الفاتح التجاني لتغطية المناشط الاجتماعية، وقبل أن يجلس الكردي على مقعده بعد استلامه الجائزة، كانت المحررة الإخبارية وجدان طلحة تصعد لاستلام جائزة بخيتة أمين للتغطية الصحفية الاجتماعية، مناصفة مع الزميل بآخر لحظة أمين جانو، بعد إعدادها مادة صحفية عن (الأكل من مكبّات النفايات). سر التفوق حالة الدهشة التي اعترت قاعة الشهيد الزبير ظهيرة الأمس، بعد اكتساح محرري صحيفة (السوداني) للجوائز، دفعت الجميع للتساؤل عن سر هذا التفوق والتميز، وإن كان البعض يسأل بدافع المعرفة، فإن البعض كانت تحركه دوافع أخرى. وتكشف إدارة تحرير صحيفة (السوداني) سر اكتساحها للجوائز، وتقول إن الأمر بدأ منذ إعلان الفائزين بالجائزة السابقة، ودراسة شروط التنافس والتي لم تكن معروفة للكثيرين، خاصة في ظل اعتقاد سائد أن لجنة الجوائز هي التي ترشح الأعمال للجائزة، بينما تلزم اللجنة المرشحين بتقديم أعمالهم. واستناداً على ثقة إدارة التحرير بأن صالة (السوداني) مليئة بالكادر التحريري المتميز، وأنه لو قدر لها المشاركة فستحصد الكثير من الجوائز، قررت أن تكون مشاركتها في الطابع الأول مؤسسية، لذلك كلفت طاقماً خاصاً لدراسة من يقوم بجمع المشاركات، ووفقاً لشروط لجنة المسابقة. فنجح في تقديم مشاركات نوعية في مختلف فروع المسابقة وبمحررين مختلفين. كانت العملية صعبة ومعقدة لجرد عمل صحيفة لسنة كاملة ومن ثم إجراء المفاضلات لتحديد مشاركة كل صحفي. ومهما يكن من أمر، فإن المؤسسية والكفاءة التحريرية لصحيفة (السوداني) كانتا عامليْن حاسميْن في حصد جوائز مجلس الصحافة بعد أن حصدت إعجاب قرائها، كل التهاني للفائزين مع الأمنيات لبقية الزملاء الذين لم يفوزوا بحظ أوفر في المرات القادمة. ملاحظات المحكمين قدمت لجنة الجوائز برئاسة فضل الله محمد عدة ملاحظات على مشاركات هذا العام، كان أبرزها الضعف النسبي في التقديم للجوائز السنوية، حيث كانت 82 في العام 2011م، وتراجعت إلى 48 في العام 2012م. كما لاحظت اللجنة أيضاً إحجاماً عن التقديم لبعض الجوائز كالكاريكاتير والأداء الثقافي. وأضاف تقرير اللجنة الذي تلاه فضل الله، أن اللجنة واجهت مشكلة تحديد معايير المنافسة لجوائز الأداء الرياضي والاقتصادي والثقافي، وما إذا كانت تختص بجملة أعمال وأداء المتنافس، أم أنها تتعلق بعمل واحد معين. وزاد أن أغلب الأعمال المقدمة للمنافسة خلت من الوسائل التوضيحية ووسائل الإبراز والتأثير، وهي مشكلة عامة في الصحافة السودانية، ويتم تلافيها بمزيد من التدريب العملي والتركيز عليها في معايير منح الجوائز. ونوهت اللجنة إلى ضعف واضح في الجهد البحثي المطلوب للمواد الاستقصائية والتفسيرية، وتوصي بأن يولي مجلس الصحافة هذا الجانب اهتماماً خاصاً، بالتعاون مع إدارات الصحف واتحاد الصحفيين. تهاني وتبريكات فور إعلان الجوائز، اتصل رئيس مجلس الإدارة جمال الوالي مهنئاً الفائزين، ومتمنياً مزيداً من النجاح والتفوق والتقدم والازدهار ل(السوداني). وفي ذات الوقت، نقل مدير المكتب الصحفي للإذاعة والتلفزيون الطيب محمد صديق تهاني مديري الإذاعة معتصم فضل والتلفزيون محمد حاتم سليمان والنيل الأزرق حسن فضل المولى، بفوز محرري السوداني بنصيب الأسد من جوائز مجلس الصحافة، متمنين لها مزيداً من التقدم. وفي السياق، تقدم عدد من الزملاء الصحفيين بتبريكاتهم حيث هنّأ رئيس تحرير حكايات وجدي الكردي وناشر صحيفة (ق) رمضان أحمد السيد وعبده فزع ومراسل رويترز بالخرطوم خالد عبد العزيز ومراسل وكالة الأنباء الفرنسية عبد المنعم أبو إدريس ورفقاء الدرب إنعام محمد الطيب وأنور شمبال وفتح الرحمن شبارقة؛ تقدموا بتبريكاتهم.