لقد أفسدت الأحداث التي تجري الآن بالجارة الشقيقة دولة "جنوب السودان"، أفسدت علينا احتفالاتنا (المشتركة) بالاستقلال.. فرق كبير بين استقلال السودان بشقيه الشمالي والجنوبي عن (ربقة) المستعمر، وبين استقلال أو قل انفصال الجنوب عن (رفقة) الشمال.. فوالله إني أرى في الأفق عودة بإذن الله للوحدة القوية من جديد.. وحدة والجميع سواسية في الوطن القارة؛ السودان الكبير.. سودان (نظيف) لا قبلية فيه ولا جهوية.. مسلموه ومسيحيوه يتعايشون- كما عاشوا من قبل- في محبة ووئام.. بالله عليكم ماذا لو تطورت الأمور بدولة الجنوب للأسوأ- لا سمح الله- وهاجر شمالاً، نحونا، خمسة ملايين من أبناء الجنوب بسبب الحرب؛ هل نستطيع، بدءاً، صدهم من عبور الحدود بصفة رسمية وبقدرات أمنية؟؟ وهل نستطيع، إنسانياً، بغض النظر عن معاناتهم؟؟.. لا أظن؛ فعلى العكس سنرحب بهم وسيعود معظمهم- لقواعدهم- سالمين وسينخرطون في سوق العمالة.. ولو ثاب (الجميع) لرشدهم لتقاسمنا السلطة والثروة والاحترام والمودة، ولتفرغنا للزراعة ولتنمية ثرواتنا الحيوانية وغيرها مما تحتضننه أراضينا الشاسعة.. الشعوب كما أفراد الأسرة الصغيرة، تحتاج لقيادة ول(كبير) يقود ويرعى، بالتساوي، من هم تحت قيادته ورعايته، وقديماً قيل: الماليهو كبير يشتري كبير!! حقاً أنها لحكمة بالغة.. وجنوبنا العزيز (أو دولة جنوب السودان) تفتقر لوجود القائد والراعي (الكبير) شأنها في ذلك شأن كثير من شعوب المنطقة!!.. والجنوب- قد- يحتاج لوقت ليس بالقليل ليتوفر له هذا الكبير، مما يجعلنا نعتقد بأن الحال الآني من النزاع والاقتتال سيستمر لحينٍ طويل.. يستنزف فيه القليل المتوفر له من ثروة، هي في الأساس لا يتشاركها كل المواطنين.. وكما يحدث بالجارة ليبيا الآن فالمتوقع أن يتجه (الجميع) صوب آبار البترول للتحكم فيها أو ل(ردمها)، بمبدأ: عليَّ وعلى أعدائي.. وعلى جيراني كمان!!!!. (كبير) الجنوب لن يهبط من السماء بالقطع، لكنه قد يبرز من إلتئام لمائدة مستديرة (تاني مائدة مستديرة) تضم عقلاء القبائل الجنوبية وليست ساسة الجنوب.. فهل يصمت الرصاص ليمنح العقل فرصة للتفكير والتدبير؟.. نأمل ذلك.. وحتى تأتي الرياح بما تشتهيه السَفِنُ، على قادتنا (بالشمال) عدم الاستعجال بمساندة أي طرف من الأطراف، والعمل على تهدئة الأجواء المتوترة وتوفير فرص التلاقي والحوار؛ ففي سلام الجنوب سلامنا وفي دماره دمارنا.. اللهم لطفك وسترك علينا وعليهم. آمين.