مشار يُحكم سيطرته على حقول النفط الهاربون من جحيم الجنوب.. الزحف الأكبر رصد: القسم السياسي دفعت الاشتباكات في جنوب السودان بآلاف الأشخاص إلى الفرار، واحتمت أعداد كبيرة منهم بالغابات في ظل ظروف إنسانية بالغة التعقيد. وعاد أكثر من 200 تاجر سوداني إلى بلادهم، بعدما أُحرقت متاجرهم ونهبت أموالهم. وتشير التوقعات إلى احتمال عبور آلاف الفارين من النزاعات المسلحة في ولاية أعالي النيل المحاذية لولاية النيل الأبيض، الأمر الذي جعل السلطات السودانية في حالة ترقب لاستقبالهم وتقديم المساعدات لهم. وفي معبر جودة الحدودي، لم يجد المئات من الأشخاص بُدَّاً من الفرار والنجاة بأنفسهم، بعد أن سردوا قصصاً مريرة، تمثل فصلاً من فصول المعاناة التي تعرضوا لها جراء القتال. وبينما وصل المئات من الأشخاص إلى بر الأمان؛ فإن مصير آلاف الفارين يبقى مجهولاً بعد أن تقطعت بهم السبل في الغابات. ويقدر عائدون وصلوا من أعالي النيل عدد اللاجئين الذين يستعدون للعبور بأكثر من 4 آلاف شخص، الأمر الذي يشير إلى وقوع كارثة إنسانية إن لم يتم تلافيها. حكايات مأساوية يقول محمد آدم الذي يعمل تاجراً في سوق ملكال، ل(اسكاي نيوز) عربية، عند معبر جودة بالنيل الأبيض، إن "الوضع هناك مأساوي.. لقد صحونا صباحاً ولم نجد أحداً في المدينة.. السكان هربوا إلى الغابات، أما محالنا التجارية فقد تم حرقها ونهبها بعد انسحاب الجيش الشعبي وفرار حاكم المنطقة". وأضاف آدم أنه بعد مسيرة 3 أيام، وصلوا إلى المعبر لكن من دون أموال تساعدهم في الوصول إلى ذويهم داخل السودان. أما التاجر السوداني ياسر العائد من ملكال، فقال إن الأوضاع سيئة.. "موت ورعب.. لقد هربنا إلى المزارع والغابات خوفاً على أنفسنا فصوت الرصاص لم يتوقف". وأضاف ياسر: "لقد نجونا بأنفسنا فقط.. لم نجد وقتاً لنأخذ شيئاً معنا.. الوضع في الغابات مخيف ولم نجد شيئاً نأكله سوى قطع سنابل الذرة، وهناك شح كبير في مياه الشرب لأننا لم نسلك طريق النهر القريب" مضيفاً أن "مئات الأطفال والشيوخ يتهددهم الموت جوعاً في الغابات". وأعلن مصدر بالمفوضية العليا لشؤون اللاجئين، التابعة للأمم المتحدة في الخرطوم، أن المئات من مواطني جنوب السودان عبروا الحدود إلى داخل الأراضي السودانية جراء المعارك هناك. لكن المفوض العام للعون الإنساني، سليمان عبد الرحمن، قال ل(اسكاي نيوز) عربية، إنه ليست لديهم أي أرقام عن عدد الذين عبروا الحدود السودانية. وأضاف أن بلاده جاهزة لاستقبال أي عدد من اللاجئين، وستقوم بتوفير المعونات والدعم اللازم وفق القانون الدولي. ومن جهتها أيضاً، لم تقدم الأممالمتحدة أيّ رقم محدد لعدد اللاجئين الذين انتقلوا من جنوب السودان إلى الأراضي السودانية. توقف الجيش الأبيض في السياق؛ أعلن متحدث باسم حكومة جنوب السودان، عن أن أكثر من 25 ألفاً من عناصر الجيش الأبيض، الموالي لنائب رئيس جنوب السودان السابق، رياك ماشار، تراجعوا عن استكمال مسيرتهم باتجاه مدينة بور عاصمة ولاية جونقلي الواقعة جنوب البلاد. ونقلت شبكة (إيه بي سي نيوز) الإخبارية الأمريكية، عن المتحدث قوله: "إن أغلب عناصر الجيش الأبيض من شباب قبيلة النوير قد تراجعوا بالفعل عن إتمام المسيرة المذكورة، والتي كان من المنتظر حال استكمالها، أن تكون بمثابة مواجهة عسكرية بغيضة وقرروا العودة إلى منازلهم". وأضاف المتحدث: "إن زعماء قبيلة النوير في جونقلي نجحوا بعد مفاوضات مع قيادات الجيش الأبيض دامت نحو 48 ساعة في إقناعهم بالتراجع عن الاتجاه نحو بور، وإن أغلبهم انصاع لصوت العقل وعادوا إلى منازلهم مع استمرار وجود أعداد محدودة ترفض الاستجابة لهذا الطلب". وأشار المتحدث إلى أن المسيرة حال الاستمرار فيها كان يمكن أن تتحول إلى مواجهة عسكرية مع قوات جنوب السودان، فضلاً عن إمكانية حدوث اعتداء على قاعدة تابعة للأمم المتحدة في جونقلي". وقال المتحدث: إن قوات جيش جنوب السودان ما زالت مع ذلك في حالة تأهب قصوى، تحسباً لحدوث اعتداءات من جانب عناصر الجيش الأبيض التي ما زالت مصرة على استكمال المسيرة نحو بور. من جهة أخرى؛ أحكمت قوات تابعة لنائب رئيس جنوب السودان السابق رياك مشار أمس سيطرتها، على حقول النفط في ولاية الوحدة. وقال وزير البترول والتعدين بحكومة جوبا، ستيفن دايو: "إن القوات الموالية لمشار سيطرت على كل حقول النفط في ولاية الوحدة، وطردت القوات الحكومية من هناك". وأضاف دايو في تصريح له لراديو (مرايا) بجنوب السودان: "إن العمال الموجودين بحقول النفط في الولاية، لم يتمكنوا من أداء عملهم أو الاستمرار في ضخ النفط نظراً لإغلاق الأنابيب". وأشار إلى وجود مخاوف من حدوث أضرار جسيمة بالمنشآت النفطية والبيئية بحقول نفط ولاية الوحدة.