ماوراء الخطاب ماذا قال المحللون والسياسيون؟! أثار خطاب الرئيس البشير العديد من ردود الأفعال باعتباره قام بتسوية الأرضية السياسية وعليه تصبح مضامين هذا الخطاب محلاً للنظر وفاتحة للرأي من مختلف مكونات المجتمع المدني حيث ما تزال هنالك شفرات تحتاج لمزيد من التحليل لمعرفة أبعاد هذا الخطاب وكيف يمكن أن يتجلى على الساحة السياسية في مقبل الأيام لذلك استطلعت(السوداني) عدداً من السياسيين والمحللين للنفاذ وراء كلمات الخطاب. \\\\\\\\\\\ المحلل السياسي د. صفوت فانوس ل(السوداني):- الخطاب يشكل خطوات التغيير حوار:عمر رملي ما الجديد فى خطاب الرئيس؟ الجديد في الخطاب حديثه عن الهوية، وبخلاف ذلك اعتمد على عموميات غير مفصلة بدقة، كما لم يطرح جديداً حتى الآن داخل إطارات سياسية معينة وهنالك أربع وثائق عن السلام والاقتصاد والهوية والوفاق وفي تفاصيلها لاحقاً عبر المكتب القيادى للحزب الحاكم يمكن الحكم بصورة دقيقة على خطاب الرئيس. بالنسبة للأحزاب السياسية، هل حقق لها الخطاب أطروحات جديدة؟ الخطاب جاء أدنى من توقعات الأحزاب السياسية والتصريحات الصادرة كانت متحفظة غير أن آراءهم ستنكشف لاحقاً. جاء الخطاب فى ظل واقع سياسي معقد، هل يمكن أن يحدث تغييراً فعلياً؟ أنا متفائل بأن الخطاب يشكل خطوات للتغيير والزمن سيوضح خطوات التغيير هذه. الخطاب فتح طريقاً للحوار في وقت قد يبدو قصيراً لمعالجة كافة القضايا محل الاختلاف قبيل العملية الانتخابية ؟ العملية الانتخابية يمكن أن تتأجل لو تقدم الحوار وكسب الكثير من نقاط الاتفاق، إلا أن قبل الانتخابات تطرح مسألة الدستور أولاً ، هل هو دستور انتقالي أم جديد وهل سيكون مصدر اتفاق وتراضٍ بين جميع الأطراف أم لا، والاتفاق على الدستورهوالخطوة الأولى التي تذلل كل الخطوات القادمة بما يحمله من مضامين وفواتح للعمل السياسي والمجتمعي كافة. \\\\\\\\\\\\\\\\\\ المحلل السياسي د:حمد عمر حاوي ل(السوداني):- الخطاب دعا لتأسيس نظام جديد في البلاد ماهى ملامح التجديد في خطاب الرئيس؟ دعا الخطاب إلى تأسيس نظام جديد فى السودان وتضمن اعترافاً فيه بكل السودانيين واعترافاً بان المنهج الاستعلائي والإقصائي والأحادي لم يعد يجدي لتقديم أية مسارات سياسية وتنموية ناجحة ، كما برز في الخطاب أن السياسة القائمة على المكايدة وتشتيت الآخر يجب أن تنتهي، وتضمن الخطاب أيضاً الحديث عن الهوية وبمكوناتها المتعددة وإعلاء قيمة المواطنة. على سبيل المقاربة، ماهى الملامح التي غابت عن الخطاب؟ كان الخطاب خالياً من كل آليات، كما لم يتحدث عن حكومة قومية ولم يتحدث عن لجنة قومية للدستور، ولم يعلن عن وقف إطلاق النار وربما ذلك مرده أن الخطاب فى عمومياته يأتي مقدمة لجزئيات هذه المسائل التي تحتاج ضرورة إلى إفراد وتخصيص. الأفق السياسي والاقتصادي المسدود هل نجح الخطاب في اختراقه؟ حكومة الإنقاذ وصلت لطريق مسدود والحل هو الاتفاق على خارطة طريق، غير أنه وعلى ضوء الإشارات المعلنة في فقرات الخطاب من مختلف المبادئ الجديدة، يمكن من خلال تنفيذها الفعلي حدوث اختراق لكل الإشكاليات الراهنة. تنفيذ كل المطلوبات الجديدة يحتاج لوقت طويل؟ عملياً ستؤجل الانتخابات، والمطلوب الاتفاق على آليات التنفيذ، ولابد من تشكيل حكومة انتقالية أما تنفيذ كل المطلوبات سيحتاج حقيقة لوقت طويل. \\\\\\\\\\\\\\ القيادي بحزب الأمة القومي عبدالجليل الباشا ل(السوداني): كنا نريد حلولاً عملية تجسر العلاقة بين الحكومة والمعارضة حوار : محمد حمدان ماهي توقعاتكم بعد أن رشحت أنباء عن مفاجأة للبشير في لقائه ليلية أمس الأول؟ نحن لم نكن مهتمين بالمفاجأة لأن السياسة ليست فيها مفاجآت وإنما معطيات واقعية والبلاد تمر بأزمة سياسية واقتصادية واجتماعية وأخلاقية حادة وماشة على الانهيار والحزب الحاكم أصبح عاجزاً عن مواجهة هذه الأزمات وارتفعت أصوات من داخله تطالب بالتغيير. ماهي توقعاتكم وإلى أي مدى ملامسة الخطاب للمطلوبات العملية؟ كنا نتطلع أن يستجيب الخطاب لتحديات الوطن وكنا نريد حلولاً عملية تجسر العلاقة بين الحكومة والمعارضة، صحيح تعرض الخطاب لقضايا السلام والحريات والدستور والحوار، والمتتبع لخطابات المعارضة تجاه الحكومة هي أن الحكومة عندما تطرح رؤية ترغب في الخروج من أزمة ما، كنا نتوقع أن يمضي الخطاب في اتجاه مطلوبات عملية مثلاً في قضية السلام يعلن النظام عن العفو عن المعتقلين السياسيين ووقف إطلاق النار لإثبات الجدية، ومثلاًُ فى الدستور يعلن عن خلق آلية للدستور وهي حكومة قومية، كما في جانب الحريات يجب الإعلان عن إلغاء القوانين المقيدة للحريات وأن الخطاب لم يؤكد على أي آلية عملية من هذه القضايا. ماذا لو دخلتم في الحوار مع النظام وحققتم ما قلته في الحوار والنقاش عملياً؟ الحوار له مطلوبات وهنالك قضايا أولية مثل إعلان وقف الحرب وإطلاق سراح المعتقلين والحريات وأن يدعو المؤتمر الوطنى إلى مؤتمر قومي لكل الأحزاب والقوى السياسية، لكن النظام ليس جاداً. طيب البشير أعلن على مايبدو استعداده للحوار ماهو موقفكم بعد الخطاب؟ موقف الحزب الرسمي يخرج من مؤسسات الحزب، ولابد من حدوث اختراق عملي لسلام دائم وتحول ديمقراطي وهذا لا يتم إلا بإجراءات عملية تنهي دولة الحزب. لكن المؤتمر الوطني عملياً أبدى استعداده للدخول في حوار مع كل الناس؟ لا نريد الحوار من أجل الحوار وإنما معالجة القضايا وتأكيد الجدية ولذلك لابد من تهيئة المناخ للحوار وتحديد آلياته والاحزاب التي تشارك فيه ، والحوار من حيث المبدأ لاخلاف عليه ولكنه يحتاج لتوافق وطني، غير أنه لازال دعوة في الهواء. الوطني طرح مبادرة هل ماتزالون متمسكين ببرنامجكم المطروح عن النظام الجديد أم تدخلون في ما أعلنه الرئيس من رؤية جديدة؟ الآن الوضع في البلد لا تنفع فيه المسكنات أو الترقيع إلا بحدوث تغيير جذري ينهي الدولة الحزبية لتقوم محلها الدولة السودانية القومية وما عادت تجدي الحلول الثنائية، وضرورة المصداقية والجدية لتحول بمشاركة أهل السودان. لكن البشير تحدث عن علل صاحبت المسيرة السياسية وعلو الشأن الحزبي على الوطني وهو ما دعا إلى الحوار في أمهات القضايا ويمثل ذلك تجاوز البشير للرؤى الحزبية الضيقة إلى افاق الوطن الأرحب؟ أعتقد أن كل الأنظمة الوطنية التي حكمت السودان لها إخفاقات لكن الإنقاذ احتلت الصدارة حتى الغرق في المسألة الحزبية لأن كوادرها مسيطرون على أجهزة الدولة التنفيذية والتشريعية والقضائية ، والإشكال يكمن في كيفية تحويل الدولة الحزبية إلى دولة الوطن ولابد من خطوات عملية تؤكد ذلك. البشير دعا كل الأحزاب بما فيها حزبه للحوار والمناظرات في قضايا الوطن وفي ذلك تجاوز للقالب الحزبي الضيق؟ البشير يجب أن يتخطى الوطني ويدعو كل القوى السياسية والحركات ومنظمات المجتمع المدني وكل السودانيين للاتفاق على القضايا المختلف حولها، والانتقال يتم بالتقرير في الشأن الوطني فالانتخابات تعبر عن الإرادة الشعبية ولا يمكن إقامتها إلا في جو معافى وحريات واتخاذ خطوات عملية تفكك سيطرة الحزب على الدولة. هل وصلتكم دعوة للحوار بعد الخطاب؟ لا علم لي بذلك وإذا وصلت الدعوة فإن مؤسسات الحزب سترد عليها رغم أن هنالك لجاناً تحاور في الماضي لكنها ليست بعلم المؤسسات. أتقصد لجان من حزب الأمة تحاور الوطني؟ نما إلى علمي أن هناك أناساً يتحاورون مع النظام هل وصلت الدعوة إلى السيد الصادق؟ نعم طيب ماهي محددات رؤيتكم التفاوضية؟ حزب الأمة نهجه االنهج القومي وأي حاجة لم توافق عليها الأحزاب والحركات ومنظمات المجتمع المدني لا يقبل بها حزبنا وهو يخاطب أزمة الوطن.