بقدر ما تمعنت في مشكلة الاستاذة سهير ابراهيم مع شرطي المرور التي نشرتها ببابها خلف الاسوار- بعنوان (حول لي رصيد) بتاريخ 10/2/2014م- لم نجد لها وجها في طرح ذلك الموقف كقضية رأي عام مثل قضية جاستن بيبر مغني البوب الكندي الشهير الذي حاول مقاومة شرطة المرور بولاية فلوريدا- اللهم الا حكمة المثل السوداني البليغ (الفي ايدو القلم ما بيكتب نفسه شقي). غير اننا نحسب أن القلم الصحافي سيف من سيوف الحق مسلول، أو كما قال المرحوم محمد أحمد المحجوب في قلمه: قلم تحرر من قيود زمانه ومضى طليقا لا يدين لسيد كالحية الرقطاء ينفث سمه إذا غضبت على اثيم معتد وإذا رضيت فما ارق سطوره نثرا وابهاها عقود زمرد فالصحافي في مهنيته هو التجرد من ربقة النفس والجسد (خلق النعلين) بلغة الصوفية أو كما في الاصطلاح الفلسفي، للبذل والاستبسال في الدفاع عن المصلحة العامة وحمل المجتمع على مكارم الاخلاق بالرقابة والنقد والارشاد، وكيف بالنفس الامارة بالسوء، إذ أن ابرز علامات الحكمة (أن تحمل نفسك على ما تريد أن تدعو الناس اليه)؟ ومن خلال هذه المعايرة نرى أن الاستاذة سهير قد تجاوزت حدود مهنيتها الصحفية بموقفها من ذلك المرابط في سبيل الله الذي قال فيه سيد المرسلين صلى الله عليه وسلم (عينان لا تمسهما النار، عين بكت من خشية الله وعين باتت تحرس في سبيل الله). فرجل المرور كان يحرس في سبيل الله طالما أنه كان (متربصا) بالمخالفين لنظم المرور، ومن بينهم الاستاذة سهير التي اعترفت بانها كانت تتحدث بالهاتف اثناء قيادتها لسيارتها بشارع المشتل، فأوقع عليهم العقوبات المنصوصة بقانون المرور، فاستجاب له الجميع الا الاستاذة سهير (الفي ايدها القلم) ابت ودخلت معه في شد وجذب أو معركة، ولا ندري فيم كانت تحاول غير البحث عن طريقة تستثنيها من القانون، كان تتشهى الحصانة الدستورية مثلا، طالما هي من منسوبي (السلطة) الرابعة ليكون بذلك نصف سكان السودان في عداد المحصنين وكان الله يحب المحسنين. وإلا فما الداعي لإبراز الوظيفة في تلك المعركة؟ ولماذا اصلا تبرز الوظيفة في الرخصة؟ ثم فيم الشد والجذب وهي تعترف بارتكابها مخالفة خطيرة من شأنها تعريض نفسها وشركاء الطريق لموت الفجاءة؟ فقد ذكرت (راشيل سوبل) رئيسة رابطة سلامة السفر في الطرق السريعة أن حوالى 3،1 مليون شخصا تحصدهم حوادث المرور سنويا في العالم، وذكرت أن العلاج يكمن في عنصرين أساسيين هما: التعليم والقانون القوي الذي يردع المخالفين- نعم القانون القوي وليس لعاعة غرامة يتجاذبون اطرافها للدرجة التي اعتبرتها الاستاذة سهير فظاظة من الشرطي وعليه أن يلتحق بمراكز التدريب، بالرغم من أن الشرطي حاول مساعدتها بالتوجيه لطلب الغرامة من ذويها عن طريق تحويل رصيد كأحدث نظم معاملات مالية، ولكنها أيضا تهكمت من ارشاده وجعلته عنوانا لمقالها في ذلك اليوم. منتهى الاستعلاء على موظف عام يؤدي واجبه بكل تجرد وصمود أمام من ارشدها وجعلته عنوانا لمقالها في ذلك اليوم. منتهى الاستعلاء على موظف عام يؤدي واجبه بكل تجرد وصمود أمام أحابيل المؤثرات المختلفة. وفي البلاد المتقدمة رجل المرور له سلطات واسعة لدرجة اطلاق الرصاص على من يتجاوز الاشارة الحمراء. أما هنا فلا أحد يأبه لصافرة شرطي المرور خصوصا سائقي المركبات العامة، فهل لاحظتم كيف انهار قرار عدم وقوف المركبات العامة من حافلات وبصات- بشارع الجمهورية بمنطقة السوق الافرنجي؟ ونقترح هنا رفع سقف عقوبات المخالفات المرورية ومصادرة الهاتف الذي يستعمل اثناء القيادة. فطرقاتنا اصبحت لا تطاق بالمخالفات واكثرها استعمال الهواتف ثم وقوف البصات في أي مكان بخلاف المحطات المخصصة لها. عفوا ايها الشرطي المرابط بشارع المشتل فأنت اديت واجبك بكل قوة وتجرد وبإيجابية افضل من ذلك الشرطي الذي ذكرته الاستاذة سهير كنموذج لشرطي المرور المثالي على رأيها، حيث يساعد الاطفال والمسنين على عبور الشارع بمنطقة الاسطبلات. فإن تشددك في مواجهة المخالفين من شأنه تأمين الطريق لكل الشركاء بمن فيهم اؤلئك المستضعفين من الاطفال والمسنين، فلا يحتاجون بعدئذ للمحسنين بقدر احتياجهم للسلطة القوية التي تكفل لهم حقوقهم الدستورية امام الجبابرة والمفترين. أبوعلي عبيد محمد