والأتكيت هو السلوك الشخصي المتحضر في المجتمع المتحضر، وعلم آلاتكيت وضع القواعد الحاكمة لهذا السلوك استخلاصاً من التجربة الإنسانية المتطورة منذ ان كان للإنسان الأول إزاراً من جلود البهائم إلى استحداثه لربطات العنق الأنيقة التي تكمل ارتداء البدلات الداكنة في المحافل الرسمية ،، ومن عصورٍ كان ( البني آدم ) فيها ينهش بأظافره وأنيابه لحم فريسته بعد ان تعلم الشواء بالصدفة ( وليس صدفة ) إلى عصور أصبح فيها لتناول الطعام طقوس وأدوات ودعوات في هذه المجتمعات المتحضرة من أخل بها جلب على نفسه اشمئزاز الآخرين وسخريتهم . وكذا الحال في التطورات المترقية في علاقات البشر بين بعضهم البعض ضمن كافة الأشكال التي تؤطرهم : شعوب وقبائل ودول ومنظمات وشركات بزنس وجماعات وأحزاب، وتلك العلاقات نُظمت باتفاقات وقوانين ولوائح بعضها دولي وأخرياتها وطنية، وهذه الحزم التنظيمية والقانونية نفسها يطالها التطوير والمراجعة بغرض المواكبة كلما تقدمت حاجات الناس وسلوكهم الذي يمارسون به حياتهم ويحافظون بها على بيئاتهم الطبيعية كانت أم المجازية ،، أنا أعتقد بكل شواهد الاعتقاد وبأشد عباراته أن القرار الجمهوري رقم (158) لسنة 2014 م والخاص بتنظيم الأنشطة الحزبية قد جاء قطفاً يانعاً من أعلى شجرة التحضر ومواكبة الرقي في هذا المنحى من الحياة العامة ،، وعلى قاعدة العبارة الإعلانية ( شاهد وقارن ) فلنلقِ البصر والسمع شرقاً وغرباً على ممارسات من أشير إليهم بالشعوب المتحضرة لنحيل العبارة إلى ( جرب وقارن ) ،، فمبدأً التنظيم يقع عند تباين عدة حاجيات ورغبات لأي إنسان له ( الحق والحرية ) في ممارستها ، فأنت لك الحق في التجمع مع آخرين لتعبر عن رأيك في قضية ما ولآخرين الحق في استخدام الطريق العام للوصول للمشفى أو مكان العمل أو موقع الدراسة ،، وأنت لك الحق في أن تصيح وتهتف وتُخرج كل ما في صدرك ونفسك، ولآخرين الحق في ممارسة العبادة بكل متطلباتها من سكينة وخشوع، أو حق تلقي العلاج داخل غرف العناية المكثفة بكل الهدوء الذي يتطلبه الشفاء - والأمثلة من (هلم) هنا يطول جرها ،، إذاً (الممنوع) أن تتعدى بممارسة حقك وحريتك على الآخرين في ممارسة حقهم وحريتهم - مهما كتب الماكرين .. إلى متى تظل الاعتقادات (المتخلفة) أو تُكرَّس الممارسات المغرضة بأن حق التظاهر يعني إشعال النار في محطات الوقود، أو إتلاف سيارات المواطنين، أو حرق أقسام الشرطة، أو إتلاف الممتلكات العامة، أو إيذاء المارة بسبب عدم مشاركتهم في ما يفعل الفاعلون . كيف يمكن أن نعتبره تاريخاً أسود ما سمي بالأيام السوداء منذ ما اشتهر بتسميته من أيام الأسبوع في أواخر خمسينات وفي ستينات القرن المنصرم ببلادنا مروراً بالإثنين الأسود الدامي إلى الحاضر القريب، ثم نقوم بإدانته ونتخذه (عبرة تاريخ) تكون دفعاً في طريق الممارسات المتحضرة والراقية .. أي سبيل غير ما عبرت عنه روح (158) لإحلال الطمأنينة العامة محل ساعات الرعب والقلق والخوف الذي يسيطر على مشاعر أُم تترقب عودة فلذة كبدها من المدرسة، أو لأسرة تنتظر عائلها لاحتضانه بعد يوم عمله الشاق . لم تقف نصوص ومواد القرار (158 ) على تأكيد حقوق الممارسة السياسية والمساواة في ممارسة الحرية، أو الحث على (عدم )القيام بإثارة الفتن على أساس عرقي أو طائفي أو ديني أو استخدام العنف،، بل قام بتنظيم الاجتماعات العامة والندوات، والمواكب السلمية واستخدام مكبرات الصوت، ونظم استخدام أجهزة الإعلام الرسمية ،، وفي إشارة إلى شمول الرؤية وبعد النظر حث القرار حتى على الاهتمام بنظافة البيئة من كل ما يتركه (حق الممارسة) من مخلفات الملصقات وما شابه،، نجاح قيام الندوات التي عقدتها أحزاب الإصلاح الآن، والمؤتمر السوداني، والشيوعي، تدل على أن البداية لم تكن متعثرة، وأن الأجواء تنبئ حتى الآن بالإيجابية والحفاظ على هذا المكتسب ،،، ولإن داعب الشاعر الراحل محجوب شريف أحلام طفلة سودانية في مستقبل البلد ب : لا حد يئن لا تسمع بوم ،، لا ينزف دم ،، لا يعجز رد ،، لا دمعة في خد ،،،، (ببقي ياهو ده الدرب ) ،، وإلى الملتقى صقر الجديان مجدي عبدالعزيز هذا البريد الإلكتروني محمي من المتطفلين و برامج التطفل، تحتاج إلى تفعيل جافا سكريبت لتتمكن من مشاهدته الإثنين 21إبريل2014 م