توقفنا بالامس ومحصل النفايات يطرق باب المنزل بقوة، جعلت عنتر يستل سيفه، قبل أن اقوم انا بتهدئته، واقوم بفتح الباب لذلك المحصل الذى ما إن رآني حتى قام بالصراخ في وجهي بهستيريا: (يا خي ما معقول...عشرة شهور متأخرات...ليه ياخ...اسمح لي اقول ليك انك زول ما مسؤول خالص)..؟..حاولت أن اجيب عليه ولكن يد عنتر (الغليظة) ازاحتني عن الباب بقسوة ليصبح هو ومحصل النفايات وجهاً لوجه، ليسأله عنتر في حدة: (ما بالك يا رجل تصرخ...هل انت مجنون؟)...نظر اليه محصل النفايات بدهشة قبل أن يقول له بتوتر: (هوي يا زول انا ما سألتك..كلامي انا مع الزول الوراك دا)، هنا احمرت عينا عنتر حتى كادتا أن تشتعلا في وجهه، لاقوم انا في تلك اللحظة بالركض للداخل وحمل ذلك السيف العجيب وتخبئته تحت احد المقاعد تحسباً لأي (مشهد رعب) قادم. المهم...مرت الحادثة بخير.. وتمكنت بعد جهد جهيد من اقناع عنتر بأن يترك ذلك الرجل في حاله، لكن عنتر ظل يسألني بإلحاح عنه، فقلت له ببساطة: (ديل ناس النضافة)، هنا ابتسم عنتر واطلق ضحكة عالية قبل أن يقول لي بسخرية: (اي نظافة يا رجل؟)، فأجبته بسرعة: (نضافة الجيوب).!...لم يفهمني..ولم يعد باستطاعتي أن اشرح له اكثر، فقد تأخر الوقت، لذلك طلبت منه أن يخلد للنوم، وقمت بتجهيز فراش له استعنت خلال تجهيزه بعدد من الطاولات حتى يصبح لائقاً بطول ذلك الرجل العجيب.! تجاوزت الساعة العاشرة والنصف مساء، وكنت في تلك اللحظة اغط في نوم عميق، قبل أن استيقظ مرعوباً وصوت صراخ عنتر يملأ المنزل، لأهرول بسرعة نحوه، واجده يقف امام باب المنزل شاهراً سيفه وهو يصيح: (سأقتلك..اقسم انني سأقتلك)، حاولت أن افهم، لكن عنتر لم يعطني فرصة لذلك فقد هرول خارج المنزل، و....بالتأكيد كان لابد لي من الهرولة خلفه لأفهم ما يدور، قبل أن اشاهده وهو يقتحم (صيوان عرس) يجاور منزلنا، مما ينذر بكارثة حقيقية. اقتحم عنتر الصيوان وهو يلوح بسيفه بطريقة مرعبة جعلت المعازيم يهرولون هاربين، قبل أن يختلط الحابل بالنابل، اما هو فلم يكترث لاي منهم بل قام بإمساك الفنان من ياقته بغلظة قبل أن يرفع سيفه عالياً استعداداً لقطع عنقه، لأقوم في تلك اللحظة (وكالعادة) بالامساك بذراعه والبدء في (التحانيس) المعتادة، ليقول لي عنتر بغلظة: (لن اترك هذا المأفون ابداً)، فسألته وانا اقارب على البكاء: (ليه ياخ...دا فنان هسي عمل ليك شنو).؟..فأجابني بغضب: (لقد كان يقول لي تباً لك)، قلت لعنتر بسرعة: (ياعنتر يااخوي..الزول دا ماقاصدك انتا..دي اغنية ياخي)، نظر إلى عنتر بدهشة قبل أن يجيبني: (اي اغنية يا هذا).؟..اطلقت تنهيدة عميقة واجبته بسرعة: (دي اغنية هابطة بتقول تباً لك يا ظن يا شك..خليتني اجري وراك والعب معاك سك سك).!، هنا افلت عنتر الفنان من يده وقام بحك رأسه في حيرة قبل أن يسألني بدهشة اكبر: (وماهو السك سك)..؟..نظرت اليه قبل أن اقوم بسحبه من يده بسرعة خارج الصيوان وارد عليه بسرعة: (والله سؤالك دا إلا يجاوب ليك عليهو أمجد حمزة)..! (نواصل غداً آخر الحلقات)