في الاسبوع الماضي تمكنت الادارة العامة لمكافحة المخدرات من ضبط حاويات بها مخدرات تبلغ قيمتها 338 مليون جنيه سوداني، تعادل حوالي 60 مليون دولار. وحسب تصريح رسمي للواء المكي محمد المكي مدير الادارة العامة لمكافحة المخدرات فإن الحاويات المضبوطة تحوي كميات هائلة من الحبوب المخدرة (كبتاجون)، وأن ضبطها تم بالتعاون مع ادارة المخدرات بدولة لبنان. الكبتاجون، واسمه العلمي فينيثايلين، هو أحد مشتقات مادة الامفيتامين، وهذه مادة كيميائية منشطة، ترفع المزاج وتقلل الحاجة للنوم وكذلك تقلل الشهية للأكل. كما أن الاستخدام المنتظم للكبتاجون بهدف الجنس (إطالة مدة الجماع) تؤدي بعد فترة وجيزة لمشاكل مزمنة بالجهاز التناسلى ومن ثم الضعف الجنسي. في الستينيات انتشر سوء استعمال الأمفيتامينات بين الشباب والمراهقين في السويد. ثم انتشر استخدامها في بريطانيا والولايات المتحدة بعد حرب كوريا وأثناء حرب فيتنام. كما انتشر استخدام الأمفيتامينات ومشتقاتها كمخفف للوزن (حيث أن لها تأثير يقلل من الشهية ومن جهة أخرى تزيد من حرق الطاقة). وعندما اكتشف التعود والإدمان على الأمفيتامينات أوصت الكثير من المؤتمرات العلمية الدولية بخفض انتاجه ومنعه الا بروشتات طبية. يقتصر استخدام الأمفيتامينات حاليا في علاج النشاط الزائد عند الأطفال وبجرعات صغيرة للغاية (تأثيره عكسي لدى الأطفال حيث يقلل من نشاطهم)، كما يستخدم أيضا في جلسات التفريغ في العلاج النفسي وبعض حالات النوم المفاجئ ولعلاج التسمم بالمنومات. أصبح الكبتاجون غير قانوني في معظم البلدان منذ عام 1986 بعد أن أدرجته منظمة الصحة العالمية كأحد الممنوعات وأكثر المؤثرات على العقل، وهو يعتبر من المخدرات الممنوعة في كل من السودان والسعودية ودول الخليج وأغلب الدول العربية. في الوقت الحاضر تقوم بعض المعامل غير القانونية في سهل البقاع اللبناني أو في المثلث الذهبي للمخدرات بآسيا والمشكل من أجزاء من بورما وتايلند ولاوس، والهلال الذهبي للمخدرات والذي يشمل أجزاء من باكستان، أفغانستان، وايران بإنتاج غير مشروع لأقراص "كبتاجون" وانتاج أقراص مشتقات الأمفيتامين الأخرى التي هي أسهل في الإنتاج. الهدف الرئيسي لهذا الانتاج الضخم من الكبتاجون هو السوق السعودي الذي يستهلك كميات هائلة من هذا الانتاج غير المشروع خصوصاً في موسم الحج ومواسم العمرة، حيث يعتقد سائقو الحافلات وعربات الأجرة أنه يزيد من نشاطهم وانتاجيتهم ناسين تأثيره المدمر على الصحة. تحارب السلطات السعودية بشدة استعمال الكبتاجون وتفرض عقوبة الاعدام على المتاجرين فيه كغيره من المخدرات. يُعتقد أن الضبطية الأخيرة هدفها النهائي هو السعودية، حيث أن الكبتاجون غير معروف كمخدر في السودان إلا على نطاق ضيق جداً لا يبرر إرسال شحنة قيمتها 60 مليون دولار، فضلاً عن أن اتخاذ السودان كمعبر للمخدرات للسعودية هو أمر غير جديد. ففي ثمانينات القرن الماضي تمكنت أجهزة مكافحة تهريب المخدرات السودانية من ضبط شحنات هائلة من الحبوب المنشطة عابرة للسودان من غرب القارة للمملكة العربية السعودية، بعض هذه الشحنات كان جواً وأغلبها عن طريق البحر. وكنتيجة مباشرة لهذه الضبطيات قدمت المملكة العربية السعودية معونات فنية ولوجستية كبيرة لأجهزة المكافحة السودانية. نحيي جهود الادارة العامة لمكافحة المخدرات السودانية، ونأمل في استعادة التعاون الفعال مع السعودية وكل دول العالم للقضاء على شر المخدرات المستطير. والله الموفق. د/ عادل عبد العزيز الفكي هذا البريد الإلكتروني محمي من المتطفلين و برامج التطفل، تحتاج إلى تفعيل جافا سكريبت لتتمكن من مشاهدته