لا يطقن كتمانها لأكثر من (47) ساعة..!! النساء و(الأسرار)...حالة تسلل خارج (البئر)..!! الخرطوم: يوسف دوكة وسط موجة من الافراح والزغاريد التي كانت تشنف اذنهم في الحي بنجاح إحدى الطلاب في امتحانات الشهاده السودانية كان (علي) يسأل عن نتيجته بلهفة، فسأل صديقه عنها، فأخبره بأن يذهبا لمنزل صديق ثالث لهما لرؤيتها عبر الانترنت، ولكن (علي) تسمر لدقائق قبل أن يقول لصديقه في توتر: (يا خي معقولة دايرني اشوفا في بيت ناس فلانة)..!! ولعل تعجب (علي) في تلك اللحظة كان منطقياً ففلانة هذه من اشهر نساء الحي نقلاً للاخبار وكشفاً للاسرار، وبالتالي لن يضمن كتمان الموضوع، خصوصاً إن لم يحقق النسبة المطلوبة منه. فى تلك اللحظات نتذكر جميعاً قول القائل (استودع المرأة الخرساء سراً تجدها تنطق) و(والمرأة كالغربال اذا استودعتها سرا) هذا اضافة للكثير من الصفات التي تطلق على المرأة والتي تشير لعدم امكانيتها كتمان الاسرار مطلقاً، لكن هل تغيرت هذه النظرة إلى المرأة بعد خروجها إلى العمل وطلبها العلم ووقوفها جنباً إلى جنب مع الرجل في كثيرمن نواحي الحياة؟ وهل لا تزال المتهم الوحيد في كشف الاسرار ام للرجال نصيب في ذلك؟ (1) فقد اثبتت دراسة (لندنية) اجريت على عينة مكونة من 3000 امرأة تتراوح أعمارهن بين 18 و 65 أن أربعاً من كل عشر نساء من افراد العينة لم يتمكن من كتمان الاسرار مهما كانت شخصية أو سرية للغاية, واعترفت ثلاث من كل 10 أن لديهن الرغبة في الكشف عن اسرار شخص ما, وقال اصحاب هذه الدراسة إن ما يقارب نصف العينة (45 في المائة) يكشفن عن الأسرار حتى يزول الحمل من على اكتافهن. (2) كما وجدت الدراسة أن المرأة تأخذ 3 جرعات من القيل والقال (يعني 3 جلسات تبادل اسرار في كل اسبوع)، وتقوم بتمرير الجرعة إلى صديقاتها وزميلاتها وحتى اللاتي تقابلهن ولا تعرفهن، وأكثر من أربع من كل عشر نساء اعتقدن أنه من المقبول أن يشاركن أسرار اصدقائهن مع اشخاص ليس لديهن بهم سابق معرفة، ومن المضحك أن الدراسة كان هدفها ليس معرفة هل المرأه تستطيع أن تكتم السر ولكن كان لمعرفة المدة التى تستغرقها المرأة في حفظ السر وكانت نتيجة هذه الدراسة أن المرأة تستطيع أن تكتم السر لمدة (47 ساعة و15 دقيقة)، بمعني اقل من يومين وهذا حسب الدراسة التى أجريت في لندن. (3) وفى مستهل استطلاعنا تقول سناء أحمد وهى طالبة جامعية: بصراحة انا أحب أن اسمع اخبار الناس، وأسرارهم، وخبايا حياتهم، من باب الفضول ليس الا.. والامر عندي يشمل اصدقائي والفنانين وكل المشاهير.. واعتقد أن الثرثرة لا تختص بالنساء فقط وانما الرجال ايضا لهم نصيب منها واضافت: في هذا الزمن نرى أن بعض الرجل يحبون أن يجالسوا النساء واضحى كثيرون يشاركوهن في كل شيء..في امور الطبخ واللبس لذلك اصبح شيئا طبيعيا أن (تلقى راجل "سواط")..ويقوم بفشاء الاسرار واضافت:( لو ما أخاف الكذب اقول الرجال لهم نصيب الاسد في افشاء الاسرار). (4) ويقول شمس الدين عبد الرحيم : ليس كل ما يعلم يقال.. واذا كان لابد من تبادل الاحاديث في الجلسات فلتكن بما ينفع ويثري الجلسة ويشيع جوا من السعادة والفرح، واعتقد انه لا يوجد احد في العالم يحب أن تكون حياته الخاصة محور الآخرين ..وفى بيت شعر بيقول: (إذا ضاق صدر المرء عن سر نفسه فصدر الذي يستودع السر اضيق)، وانا في رأيي أن السر إذا تعدى اثنين فقد شاع والاثنان هما (شفتاك)... واضاف : عن اكثر من يحتفظ بالسر بالطبع هو الرجل لأن النساء لديهن اوقات فراغ كثيرة، لذلك يقمن بملء هذا الفراغ بالقيل والقال، لاسيما عندما يلتقين في جلسة جبنة، والجبنة عند كثير من النساء ليست (كيفاً) بل هي منبر للثرثرة والحديث عن الآخرين وقيل "لا تطلعوا النساء على سركم يصلح لكم امركم" . (5) وترى (شهد) أن الانسان كائن اجتماعي وفضولي، يحب معرفة تفاصيل الآخرين من باب الفضفضة والتسلية احيانا والاذية احيانا اخرى، والمرأة بطبيعتها تحب الفضفضة لذلك تقوم بإفشاء اسرار الآخرين، وليس الهدف من ذلك الفتنة أو اشاعة السمعة، ولكن هذا من باب التسلية وتمضية الوقت والضحك ولكن الرجال إذا افشوا الاسرار فأهدافهم تكون الفتنة. وتضيف شهد:(بصراحة الجنس اللطيف هو الاكثر في افشاء الاسرار)... واطلقت ضحكة رنانة ثم نظرت إلى ساعتها وقالت:(اقول ليك سر انا مستعجلة وعندي مواعيد مع خطيبي وقال لي ما تكلمي اي زول بهذا اللقاء). (6) وتقول سهير استاذة علم النفس : إن المرأة بطبيعة الحال أكثر تفوقا على المستوى اللفظي من الرجل، وبالتالي فهي تجيد تبادل أطراف الحديث اكثر منه، ولكن هذا لا يعني أن المرأة الاكثر في افشاء الاسرار، فهنالك نساء يستطعن كتم الاسرار اكثر من الرجال، وتستطرد سهير قائلة: ان الشخص الذي يفشي اسرار الآخرين قد يكون بسبب الامراض النفسية، وامراض مثل الهستريا وهذه الامراض اكثر شيوعا بين النساء من الرجال. /