تحضيرات منتخبنا الوطني ... مؤشرات خطيرة إعداد : النور يوسف ايام قلائل ويدخل منتخبنا الوطني الاول لكرة القدم عراك نهائيات بطولة الامم الافريقية المقامة بكل من غينيا الاستوائية والجابون وهي البطولة التي يسعي خلالها منتخب صقور الجديان لتجاوز اخفاقات نهائيات بطولة الامم السابقة بغانا 2008 والظهور بمستوى جيد ومشرف وبلوغ الدور الثاني بنجاح الا أن الكثيرين توقعوا نتائج كارثية للمنتخب على خلفية تحضيراته التي جاءت دون المستوي بدءاً بمشاركته في بطولة (ال جي) الدولية بالمغرب وبطولة شرق ووسط افريقيا سيكافا للمنتخبات بالعاصمة التنزانية دار السلام مؤخرا مرورا بمعسكره التحضيري بالعاصمة القطرية الدوحة ومباراته أمام المنتخب التونسي بدبي والتي مني فيها بهزيمة كبيرة ومذلة بلغت ثلاثة اهداف دون رد اضافة إلى مباراتين أمام كل من السنغال والجابون ويستهل رجال المدرب مازدا مشوارهم في نهائيات الامم بغنيا والجابون في الثاني والعشرين من الشهر الجاري بمالابو أمام منتخب كوت ايفوار المرشح الاقوى والابرز لخطف بلقب البطولة هذا العام لوجود الزخم الكبير من اللاعبين والنجوم الكبار الموجودين بالمنتخب العاجي ابرزهم نجم مانشستر سيتي الانجليزي يايا توريه الحائز على جائزة افضل لاعب افريقي للعام 2011 فضلا عن مهاجم نادي تشيسلي الانجليزي ديدي دروغبا وبقية النجوم الكبار المحترفين في الدوريات الاوربية كما أن المنتخب سيصطدم ايضا بالمجموعة الثانية في البطولة بمنتخب انغولا الذي فشل في تحقيق الفوز عليه في بطولة الامم الافريقية للاعبين المحليين (شان) التي نظمها السودان في فبراير من العام الماضي اضافة إلى منتخب بوركينا فاسو المنتخب الشاب والطامح والمتطلع لكتابة تاريخ جديد له في بطولات الكاف ... المعطيات والمؤشرات تؤكد أن منتخبنا الوطني سيعاني كثيرا بغينيا الاستوائية والجابون وربما يخرج من البطولة من اوسع ابوابها الا أن البعض كان لهم رأي آخر بما فيهم المدير الفني للمنتخب محمد عبدالله مازدا الذي اكد انه غير قلق من الهزيمة الكبيرة التي تلقاها المنتخب أمام نسور قرطاج واشار إلى أن تحضيرات منتخبه تمضي بصورة جيدة وأنه سيعمل على تجاوز كل الاخطاء والسلبيات وظهور المنتخب بشكل فني افضل في مباريات البطولة لكونه سيخوض مباراة السنغال في وقت لاحق امس ومباراة اخيرة أمام منتخب الجابون. وأضاف أن المنتخب استفاد كثيرا من تجربته السابقة في نهائيات غانا 2008 وسيظهر بمستوى جيد ويحقق نتائج تساعده في بلوغ الدور الثاني رغم صعوبة مهمته لكونه يلعب ضمن مجموعة قوية تضم إلى جانبه ساحل العاج وانغولا وبوركينا فاسو. ضربة موجعة قبل أن يستفيق المدير الفني محمد عبدالله مازدا من الضربة الكبيرة التي تلقاها بفقدانه لكل من نجم خط وسط المنتخب عمر بخيت وهو اللاعب المحوري والذي يجيد كافة المهام الدفاعية بشكل كبير اضافة إلى المهاجم الشاب بكري المدينة والذي كان يعول عليه كثيرا مع مدثر كاريكا في خط المقدمة الهجومية في البطولة بسبب الاصابات التي لحقت بالثنائي بمعسكر الدوحة ها هو يتلقي ضربة اخرى بتخلف اللاعب احمد الباشا عن مرافقة بعثة المنتخب إلى السنغال وبعيدا عن اسباب تخلف اللاعب يبقى هو واحدا من العناصر الاساسية بالمنتخب ولاعبا له قيمة فنية للنجاحات الكبيرة التي حققها مع ناديه المريخ في الموسم الماضي والمنتخب الوطني في مشوار التصفيات ووضح تركيز الجهاز الفني على تجهيز البدلاء للثلاثي عمر وبكري والباشا خاصة أن القائمة ضمت عددا من اللاعبين المميزين. ابوعبيدة سليمان ... الدعوة للتفاؤل خيراً على الرغم من الاحباط الكبير الذي اصاب الشعب السوداني بعد خسارة المنتخب الوطني أمام نسور قرطاج وهو مقبل على مباراتين أمام السنغال والجابون قبل تدشين مشاركته في النهائيات أمام ساحل العاج القوية دعا المدرب العام لفريق الخرطوم السابق ابوعبيدة سليمان الجميع بالتفاؤل خيراً لكون الهزائم في التجارب الاعدادية ليس مقياساً ويمكن الاستفادة منها بشكل كبير ورفض سليمان تحميل الجهازين الاداري والفني مسئولية الاخفاق وقال إن اللاعبين لم يقدموا اي شيء يذكر وبالتالي لا يمكن مهاجمة المدرب وانتقاده بعنف واشار إلى أن الفارق بين الكرة التونسية والسودانية كبير واشار إلى أن هناك وقتا لمعالجة الاخطاء والسلبيات والاستفادة من تجربتي السنغال (امس) والجابون والتحضير بشكل بدني وفني جيد. ورأي ابوعبيدة أن مباراة تونس ربما تكون جرس انذار لتصحيح الاوضاع على أن يؤدي اللاعبون بصورة افضل في المباريات المقبلة سواء أكان الودية أم التنافسية. وقال نحن نستبشر خيرا في الايام المقبلة خصوصا انه لا يمكن الحكم على اداء المنتخب من مباراة نسور قرطاج لان هناك مباراتين أمام السنغال والجابون قبل الدخول في مباريات البطولة والتي اكد أن المنتخب مطالب فيها بعمل كبير لمسح الصورة المهزوزة التي ظهر بها في غانا وتقديم صورة جديدة ومشرفة. اختبار حقيقي وصف المدرب القومي المعروف سيد سيلم مباراتي المنتخب أمام نظيره التونسي والسنغالي بمثابة الاختبار الحقيقي وقال إن المدرب مازدا ربما يكون قد وقف على طريقة اللعب بغض النظر عن الاخفاق أو الفشل في تلك التجارب الودية. واشار إلى أن المدرب مطالب بتغيير طريقة اللعب في المقام الاول اضافة إلى أن المنتخب ظهر في مباراته الاولى أمام تونس وايقاعه بطيء للغاية اضافة إلى غياب اللعب عن طريق الاطراف وفي وسط الملعب.. وأضاف كلها سلبيات سيعمل مدرب المنتخب على معالجتها قبل بداية مشواره في النهائيات القادمة. واكد أن الاتحاد العام اجتهد في حدود امكانياته ووفر للمنتخب فرصة اعداد خلال الفترة الماضية ويبقى كيفية الاستفادة من كل التجارب الاعدادية وتصحيح الاخطاء حتى تساعد المنتخب في الظهور بمظهر مشرف في مباريات البطولة. عشوائية وعدم تخطيط من الدولة والاتحاد اما المدرب والخبير الفاتح النقر فألقى باللائمة على الدولة واتحاد الكرة السوداني وقال إن المنتخب ومنذ بداية مسيرته في السبعينات لم يكن هناك تخطيط علمي مدروس من قبل الدولة والاتحاد السوداني وبالتالي نتعامل مع زرق اليوم باليوم. وأضاف أن كرة القدم لا تدار بالعشوائية والفهلوة بل بالتخطيط العلمي السليم وتوفير كل البنيات الاساسية بدءا بالمدارس السنية للاعبين الصغار لكي يتعلموا كل فنون الكرة. واشار إلى انه ظل يتحدث لسنوات بان الكرة السودانية لن تتطور أو تحقق انجازات ملموسة في البطولات الخارجية ما لم يتم الاعتماد على المدارس السنية وتغيير كل اللوائح والانظمة، مؤكدا أن هناك اساسيات في كرة القدم مطلوبة يجب أن تكون متوفرة في السودان حتى يبلغ مصاف الدولة المتقدمة والمتطورة في مجال كرة القدم، واصفا ما يحدث بالمضحك المبكي لأن الجميع اصبح يتنصل عن مسئولياته في ظل الاخفاقات المتواصلة للكرة السودانية وان كل احد يرمي باللوم على الطرف الاخر بدءا بالدولة التي تؤكد انها تدعم والمشكلة في الاتحاد العام والاتحاد نفسه تارة يؤكد انه يعاني من الدعم اللازم والجهاز الفني واللاعبين يلقون بالمسئولية على الآخرين. وتساءل المدرب الفاتح النقر من هو المسئول عن المنتخب ؟ ومن هو المسئول عن الكرة السودانية ؟ واعتبر أن ما يحدث هو نتيجة العشوائية التي تدار بها كرة القدم وعدم وجود التخطيط، مشيرا إلى أن الانجازات والنجاحات التي تحققت في السنوات الماضية يعود الفضل فيها لجمال الوالي وصلاح ادريس رئيسي ناديي القمة لانهما اجتهدا كثيرا في سبيل استقدام محترفين على مستوى عال وبالتالي كان هناك ظهور مشرف للكرة السودانية في بطولات الكاف. واعتبر النقر أن المشكلة الحقيقية هي في اللاعب السوداني لانه يفتقد لثقافة كرة القدم واصولها منذ البداية اي عدم تدرجه في مراحل كرة القدم وفهمه الضعيف بدليل أن كل المدربين الاجانب الذين عملوا في الاندية والمنتخبات لن يستطيعوا أن يجدوا حلا لمشكلة اللاعب المحلي ذاكراً أن كل الدول التي كنا نتفوق عليها لم يكن لديها مدارس أو تخطيط علمي سليم وعندما بدأت في ذلك الآن اصبحت تتفوق علينا وقال إن المدرب مازدا لن يستطيع أن يعالج كل هذه الاخطاء والسلبيات خلال (9) ايام لانه ظل يشرف على تدريب المنتخب الوطني لعدة سنوات وفشل في تجاوز هذا الاخطاء لانها اخطاء وراثية مرتبطة باللاعب السوداني وهي الاستلام والتمرير والتمركز الصحيح واكد أن هذه الاشياء يتعلمها لاعب كرة القدم منذ سن مبكرة.. وأضاف النقر أن الجميع يتحدث على الورق فقط ولكن على ارض الواقع نحن لا نملك منتخبا يستطيع أن يحقق نتائج جيدة في النهائيات القادمة لان الاخطاء التي ذكرتها ستكون موجودة. وتابع المدرب الفاتح النقر افاداته للصحيفة وقال إن كان اللاعبين يرغبون في ظهور جيد ومشرف يجب أن تتوفر لديهم لياقة بدنية عالية وروح قتالية عالية. واعتبر أن مباراة ساحل العاج الاولى ستحدد بشكل كبير مسار المنتخب الوطني في البطولة من حيث المستوى والهزائم. وشكك النقر في أن يكون هناك حمل زائد لدى لاعبي المنتخب الوطني وقال إن كان ذلك فإنها مشكلة كبيرة وستؤثر على اللاعبين في المباريات المقبلة وتمنى أن يوفق المنتخب في الوصول لجاهزية نفسية وبدنية وفنية مثالية قبل خوض مبارياته في البطولة يظهر فيها للمرة الثانية خلال السنوات الاخيرة وينبغي عليه أن يقاتل بكل قوة بهدف تقديم اداء افضل عما كان عليه في النهائيات الماضية بغانا. مسئولية مشتركة الطريفي الصديق نائب رئيس الاتحاد السوداني لكرة القدم ورئيس لجنة المنتخبات الوطنية اكد أن مجمل تحضيرات المنتخب الوطني لنهائيات بطولة الامم المقبلة جيدة بصرف النظر عن الخسارة التي تعرض لها المنتخب أمام تونس. وأضاف أن صقور الجديان ستكون جاهزة لخوض عراك البطولة. واكد قدرة الجهاز الفني بقيادة المدرب مازدا على معالجة كل الاخطاء والسلبيات الماضية والظهور بمستوى مشرف. وفي ذات الوقت اكد المدرب هشام الريشة أن المسئولية مشتركة سواء أكان هناك اخفاق أم عدم تحضير جيد بالنسبة للمنتخب بدءا بالدولة التي لم تهتم بالرياضة ودعمها دعما حقيقيا والاتحاد العام الذي لم يضع خططا وبرامج تستهدف تطوير كرة القدم والاعلام الذي ينقسم بين هلال ومريخ فقط دون وضع مصلحة البلاد فوق كل شيء بجانب المجاملات والموازنات في عملية اختيار العناصر للمنتخبات الوطنية وعدم توفر الاعداد الجيد والكافي لها قبل الزج بها في البطولات. واكد الريشة أن الكرة السودانية تحتاج لثورة كبيرة لتغيير كل المفاهيم البالية والعمل باحترافية عالية واتباع نظام البراعم والناشئين والشباب كمنافسات اساسية وثابتة مع فتح العديد من المدارس لتعليم كرة القدم. واشار إلى أن الاتحاد بدأ في تنفيذ برامج وخطط مستقبلية ولكنه يحتاج إلى دعم كبير وحقيقي من كافة الجهات كما أن التطور لن يأتي بين يوم وليلة ويحتاج إلى سنوات طويلة. وضرب الريشة مثلاً بالعديد من الدول العربية التي كانت في القريب اقل مستوى من السودان والآن اصبحت تتفوق على الكرة السودانية لانها عملت على توفير كل البنيات التحتية والاعتماد على المدارس السنية واستقدام كبار الخبراء والفنيين في مجال كرة القدم. واشار المدرب الريشة إلى أن كل النجاحات والانجازات التي تحققت في السنوات الاخيرة سواء أكان على مستوى الاندية أو المنتخبات اتت بالاجتهاد فقط ولكن دون أن يكون هناك تخطيط علمي سليم وصحيح. وطالب بضرورة الدعاء بالتوفيق للمنتخب الوطني في نهائيات بطولة الامم الافريقية المقبلة لانه يلعب ضمن مجموعة قوية.
