بعد مقتل (كاربينو) دارفور ... اصطياد الأفيال الكبيرة إعداد : محمد حمدان بعد أن أرخى الليل سدولة عشية يوم الجمعة الماضي رن جرس الهاتف ليبلغني المتصل من ضواحي كتم أن الجيش والمتمردين خاضوا معارك طاحنة وأن قائداً من الحركات المسلحة يدعى "كاربينو" لقى حتفه إلى جانب عدد من قادته. علي عبدالله المعروف ب(بكاربينو) يعتبر من الفوج الثاني من المؤسسين لحركة وجيش تحرير السودان، فكاربينو لم يكن ضمن السبعة عشر قائداً الذين وضعوا اللبنة الأساسية لحركة تحرير السودان بقيادة عبدالواحد نور ومني أركو مناوي وعبدالله أبكر في مطلع العقد المنصرم ، لكن سرعان ما تقدم الصفوف ولمع نجمه وظل يتنقل في فيافي وكراكير جبل مرة إلى أن قتل في ميدان المعركة قبيل يومين بمنطقة القبة شرقي كتم بولاية شمال دارفور، لم يتخطَ الرجل المرحلة المتوسطة في تعليمه، حيث ترك مقاعد الدراسة وانضم في بواكير صباه إلى المؤسسة العسكرية السودانية حيث عمل حسب مصادر تحدثت ل(السوداني) بجهاز الاستخبارات العسكرية، ولم يستمر فترة طويلة حتى غادر السودان وعمل بالجبهة الوطنية للإنقاذ بقيادة الرئيس التشادي إدريس ديبي وفقاً لمسؤول رفيع بالسلطة الإقليمية لدارفور سبق أن ترافق معه ميدانياً بدارفور، وبعد تدشين العمل المسلح بواسطة حركتي تحرير السودان والعدالة والمساواة انضم كاربينو إلى الأولى وأصبح أحد أعمدتها الرئيسية بجانب القائد العام وقتها الراحل عبد الله أبكر وأصبح كاربينو قائداً للمدفعية، في أكتوبر 2005م وبعد انشطار حركة التحرير في مؤتمر حسكنيتة إلى جناحين (مناوي/عبدالواحد) ، وقتها اختار الرجل شطر مناوي لكنه آثر الابتعاد عن مناوي بعد إبرام اتفاقية أبوجا في العام 2006م والتي دخل بموجبها مناوي في شراكة مع الحكومة. كون كاربينو مع عبدالله يحيى حركة تحرير السودان للوحدة ولم تستمر مسيرته كعضو وقائد في الحركة الوليدة كثيراً إذ انفصل بكامل سلاح المدفعية وتوطن بشرق الجبل لفترة ليست بالقصيرة ليعود ويعلن "حركة تحرير السودان بقيادته هو"، ومن ثم يطلق عليها حركة تحرير السودان الديمقراطية، وفي إطار تجميع حركات دارفور انضم إلى حركة التحرير والعدالة بقيادة د.تجاني سيسي وتقلد فيها منصب القائد العام للجيش وذهب ضمن المفاوضين إلى قطر،إلا إنه قبيل توقيع اتفاقية الدوحة بشهر غادر الدوحة وترك الجمل بما حمل، وكون مع الطاهر حجر حركة التحرير للعدالة التي أسندت رئاستها إلى حجر بينما تولى كاربينو منصب القائد العام، وظل متخدنقاً في الميدان تحديداً في مناطق شرق الجبل، ويوجد بين نيالاوالفاشر وخاض عدداً من المعارك و غادر الطاهر إلى كمبالا بينما ظل هو إلى جانب قواته، غير أن يوم الجمعة الماضية انتهت رواية كاربينو ليس وحده بل معه لفيف من قادته حينما لقوا حتفهم على أيدي القوات المسلحة وتم الاستيلاء من قواتهم على أكثر من 30 سيارته تتبع لكاربينو. القناعات العسكرية لعل السمة الرئيسية التي لازمت مسيرة الرجل رفضه الانضمام للمجموعات التي تبرم سلاماً مع الحكومة رغم فاعليته فى المواقع التي يتسنمها ففى الحالتين (مناوي وسيسي)، رفض كاربينو الوصول إلى الخرطوم ونفض يده من القادمين إليها واستمسك بالميدان، ويعود رفضة بحسب مقربين منه إلى أنه اختلف مع مناوي بحجة رفض الكثير من رفاقهم لاتفاقيته بينما اختلف مع مجموعة سيسي وبعض القادة بحركته منتقداً الاتفاقية على أنها أقل من الطموحات، كاربينو مقاتل شرس كما يقول البعض ويؤخذ عليه قناعاته بالوسيلة العسكرية وحدها دون أن يترك لنفسه وللآخرين فرصة حتى التفكير في الحلول السلمية, من أكثر المناطق التي نشط فيها جبال توتماري غرب منطقة تابت حيث اتخذها ميداناً عسكرياً ومقراً رئيسياً له وشارك في معارك أم قونجة وحجير تونجو والطويشة ومليط في إطار تنسيق عسكري مع مجموعة مني أركو مناوي، وفي خضم العمليات العسكرية شنت قواتهما هجوماً عسكرياً على منطقة القبة وتصدت لهم القوات المسلحة وفقاً لحديث والي شمال دارفور عثمان يوسف كبر وقال كبر إن كاربينو قتل بجانب 12 من قادة حركته وتم الاستيلاء على 31 سيارة وأضاف كبر أن عدداً كبيراً من قوات كاربينو قتل في "أرض المعركة"، وتم أسر عدد من قيادات حركته. تداعيات الحدث مقتل كاربينو بلا شك له أثر كبير على الأوضاع في دارفور، فعلى صعيد الأمن يتوقع أن تشهد الأوضاع تحسناً لجهة أنه يعد أكثر الحركات نشاطاً وحيوية في الطرق التي تربط بين الفاشرونيالا والضعين نيالا وظل مصدر تهديد دائم للطرق السفرية والمواطنين في تجوالهم، لكن البعض يقول إن حركته ربما تلجأ إلى محاولات الانتقام ، أما على صعيد حركته ومستقبلها فتصبح أمامها الخيارات بالغة التعقيد فهي تفتقد للكوادر وليست ذات ثقل عسكري وسياسي ووزن معتبر وتفتقر للرؤية الواضحة ويلفت مقرب من الحركات فضل حجب هويته ل(السوداني) أن كاربينو رغم شراسته لكنه لم يحدد أهدافه بوضوح ويتوقع أن أقرب الاحتمالات عودة حركته والانضمام إلى حضن حركة مناوي لجهة التقارب من جوانب عديدة أبرزها لافتة "حركة التحرير"، لكن فى بيان منسوب إلى حركته موقع باسم الناطق الرسمي محمد أحمد يعقوب يؤكدون فيه على تمسكهم بمواقفهم وأن اغتيال قائدهم لن يزيدهم إلا تماسكاً وعزيمة وإصراراً، حسب ما جاء في البيان ، وهو البيان الذي يقول عنه البعض بأنه مجرد فرفرة مذبوح . ========================== دارفور ... مقتل القادة منذ اندلاع الحرب في دارفور فإن قيادات بارزة في الحركات المسلحة لقيت حتفها وفي كل يوم يمر تزداد قوائم تلك القيادات حيث تعدد طرق موتهم (السوداني) ترصد فيمايلي بعضاً من أبرز الشخصيات التي انتهي عملها المسلح بالموت: خليل إبراهيم: من المؤكد أن مقتل رئيس حركة العدل والمساواة يعد الحدث الأبرز في تاريخ العمل العسكري، فقد أعلنت القوات المسلحة السودانية في السادس والعشرين من ديسمبر2011 م أنها تمكنت من قتل الدكتور خليل إبراهيم «53 عاماً» زعيم حركة العدل والمساواة كبرى الفصائل المتمردة بدارفور مع عدد من قادة قواته في منطقة ود بندة بولاية شمال كردفان. واعتبر الجيش يومها مقتل خليل رسالة لحملة السلاح للجنوح إلى السلام، فيما قالت حركة خليل إن مقتل خليل إبراهيم لن يكون نهاية المطاف في الحرب ضد الحكومة. عبد الله أبكر : عبد الله أبكر ، هو واحد من أبرز المؤسيسين لأول حركة متمردة -حركة تحرير السودان - ، وقع عبد الله أبكر بعد ما يزيد عن العام من تمرده اتفاقاً مع الحكومة هو أول اتفاق سلام في الإقليم بعد التمرد، كان ذلك في مدينة أبشي التشادية في العام 2003 م، حيث توسطت إنجمينا بين الحكومة السودانية والمتمردين ، لم يصمد الاتفاق طويلاً بعد أن عارضه عبد الواحد محمد نور ومني اركو مناوي وآخرين وعارضته كذلك حركة العدل والمساواة بزعامة خليل إبراهيم ، في فبراير 2004م ، أعلن عن مقتل القائد العام للحركة عبد الله أبكر وتضاربت الروايات حول مقتله لكن جهات رسمية في الحكومة السودانية أكدت أن أبكر لقي مصرعه في معارك بين قواته وقوات حكومية. == الجمالي حسن جلال الدين سيرته أقرب إلى سيرة قائده د.خليل إبراهيم ، من حيث خلفية الانتماء للحركة الإسلامية السودانية وذراعها السياسي المؤتمر الوطني بل إن الاثنين شاركا مباشرة في حرب الجنوب ضمن كتائب الدبابين في تسعينات القرن الماضي ، الجمالي كان أبرز مساعدي خليل إبراهيم، وفي العاشر من مايو 2008 م كان واحداً من القيادات البارزة التي اعتمد عليها خليل بشكل رئيس في عمليات غزو أم درمان أو عملية (الذراع الطويل) كما تسميها حركة العدل والمساواة، لكن الجمالي انتهت مسيرته هنا في أم درمان حينما قتل في شوارع المدينة وهو يقود كتيبة كان خليل إبراهيم يخطط لوصولها إلى مبنى الإذاعة، ويقال أن مقتل الجمالي كان نقطة تحول كبيرة في ميزان معركة أمدرمان. محمد بشر ورفقاؤه محمد بشر ورفقاؤه قصتهم مختلفة نوعاً ما، فقد كان من أبرز قيادات التمرد في دارفور وتحديدًا في حركة العدل والمساواة، إلا أنه انسلخ عن الحركة ووقع اتفاق سلام مع الحكومة السودانية في إبريل 2013 م في العاصمة القطريةالدوحة، وبعد أن أكمل الفصيل ترتيبات عودته إلى الخرطوم حتى أعدت حركة العدل والمساواة في مايو من ذات العام كميناً محكماً للمجموعة على الحدود السودانية التشادية انتهى بمقتل رئيس الفصيل الجديد محمد بشر ونائبه سليمان أركو. كمين حركة جبريل إبراهيم نفذ المهمة بثلاثين عربة قتلت عشرة أشخاص بالإضافة إلى مسؤول أمني تشادي كان يرافق الموكب وتشاديين من الرعاة كانوا بالقرب من مكان الحادث، هذا وفقاً لرواية الفصيل المنشق. وأكد أن الهجوم على الموكب الذي لم ترافقه أي قوات مسلحة وتم في منطقة بامنا بوادي هور التي تقع على بعد أربعة كيلومترات من الحدود السودانية وأضاف أن الهجوم حدث في حوالي الساعة الواحدة من بعد الظهر بالتوقيت المحلي . لكن حركة العدل والمساواة قالت إن المنشقين بقيادة محمد بشر هاجموا معسكرًا لهم في شمال شرق بامنا في أقصى شمال دارفور ، إلا أن قوة أخرى لهم متمركزة في منطقة مجاورة حاصرت القوة المهاجمة وجردتها من الآليات والسلاح الذي كان في حوزتها. == قيادات أخرى هنالك قيادات أخرى من الحركات المتمردة لقيت حتفها لكن أوزانها أقل مثل أركورَي خاطر نيلو، أول نائب لقائد عام جيش تحرير السودان، خاطر إسماعيل عبد الله ثاني نائب لقائد عام جيش تحرير السودان، جدو عيسى التجاني(ساغور) رئيس أركان جيش تحرير السودان، عبد الله سلكويا أول رئيس لأركان جيش تحرير السودان قتل في معركة(طور)، محمد آدم موسى، أول ناطق رسمي للحركة، حسن مانديلا، ثاني ناطق ، وآخرين ..