:: أجمل أخبار النصف الأول من عامنا هذا: إدارة مستشفى الزيتونة تمنع لجنة برلمانية برئاسة عفاف تاور - رئيسة لجنة الإعلام بالبرلمان - عن زيارة الأستاذ المعتدى عليه عثمان ميرغني، شفاه الله وعافاه. رفضت إدارة المستشفى دخول تاور - والوفد المرافق لها - إلى غرفة ميرغني، بحجة أنهم يحملون (بكتريا).. وتساءلت تاور عبر الصحف غاضبة: (عرفوا كيف نحن حاملين بكتريا؟)، والسؤال مشروع.. نعم، منذ لحظة دخول عثمان ميرغني إلى غرفة الإنعاش، وحتى لحظة الخروج من المستشفى معافى بفضل الله، ظلت إدارة المستشفى تتعامل مع كل المسؤولين - وبعض الصحفيين - بحكمة وأريحية وتفتح لهم أبواب المستشفى بترحاب، ولم تكن تفحص دماءهم بغرض التأكد من عدم حملهم للبكتريا!. :: ولهذا، أي لأن إدارة المستشفى كانت تفتح أبوابها للمسؤولين بلا فحص دم، علينا تحليل حدث منع تاور - والوفد المرافق لها - عن الزيارة بحجة حمل البكتريا.. وأفيدكم، وكذلك تاور ووفدها المرافق، بأن هذا التحليل سياسي وإعلامي، وليس (طبياً). ففي يوم وقوع الحدث، عندما استنكر الجميع وتوجسوا الخطر على حياة عثمان ميرغني؛ وقف البرلمان واتحاد الصحفيين على (الطرف الآخر).. فالبرلمان، على لسان سامية أحمد محمد - نائبة رئيس البرلمان - وجد للمعتدين (تبريراً معيباً)، وأدان المعتدى عليه على رأي لم يُعبر عنه ب(العكاز)، بل بالقلم.. وبالتأكيد هذا الموقف البرلماني المُشين هو البكتريا التي اكتشفتها إدارة المستشفى عند قدوم تاور ووفدها، وجزاها الله - إدارة المستشفى - عن الصحفيين جميعاً (ألف خير). :: وكذلك موقف الفاتح السيد، الأمين العام لاتحاد الصحفيين، أيضاً يحمل ذات البكتريا.. بكتريا تبرير الاعتداء على ميرغني بتصريح (خبيث).. فقبل أن يغادر ميرغني غرفة العناية، خرج الأمين العام لاتحاد الصحفيين للناس والصحف قائلاً بالنص: (سنطلب من اتحاد الصحفيين العرب بأن يمدنا بما تنص عليه لوائحهم حين يدعو أي صحفي إلى التطبيع مع إسرائيل).. هكذا يتمادى الفاتح السيد في المزيد من تضليل الرأي العام وتحريض البعض ضد عثمان ميرغني. عثمان لم يطالب بالتطبيع مع إسرائيل، ودونكم حلقة البرنامج في (اليوتيوب). وكان على الفاتح السيد أن يستمع ويشاهد تلك الحلقة، قبل أن يُصرح بهذا التصريح (الخبيث)، أو أنه استمع وشاهد ولكن – لشيء في نفسه - يتعمَّد التضليل والتحريض، ومثل هذه المواقف - عن جهل كانت أو مع سبق الإصرار والترصد - (بكتريا أيضاً)!. :: وبالمناسبة، والمُضحك للغاية، عندما يطلب الفاتح السيد من اتحاد الصحفيين العرب، بأن يمده بلائحة تحاسب دعاة التطبيع بالصحف السودانية، فهو لا يعلم أن الدول التي تنتمي إليها قيادة اتحاد الصحفيين العرب هي (دول التطبيع).. نعم للأسف، أكثر من نصف قيادة اتحاد الصحفيين العرب، دولهم باعت قضية فلسطين وطبعت علاقاتها مع إسرائيل.. وعليه، إن كان لهذا الاتحاد العربي لائحة تحاسب دعاة التطبيع مع إسرائيل، فعلى الفاتح السيد تذكير نصف أعضاء مكتبه التنفيذي بضرورة تطبيق هذه اللائحة على (أنفسهم أولاً)، هذا أو عليه تجميد عضوية اتحاد الصحفيين في السودان بهذا الاتحاد العربي لحين تنظيفه من (دول التطبيع). :: وعلى كل، لا تزال الصحف - والرأي العام - تترقب اكتمال ملف الحدث حتى تقديم المعتدين إلى المحاكم.. وكل الحدث يجب أن يكون درساً للدولة وسلطاتها وقوانينها، إذ إن كل مواطن في هذا الوطن - صحفياً كان أو غيره - قادر على الاعتداء وأخذ الحق والباطل بالأيدي.. فالرجولة - في الأصل - سودانية، ولكل فرد في مجتمعنا أهل وقبيلة وعشيرة قادرة على إشعال النار في (ساعة ضحى).. ولكن من الأفضل أن تكون هناك سلطات وقوانين تحمي ما تبقى من الوطن والشعب من (قانون الغابة).