كم أنا والله جدُّ مستاءٌ أن أهدر وقتي في رمضان، شهر التفرغ للعبادة والقرآن، في مساجلة صحفية مع أسماء عبيد الله، محررة (سونا)، ولا شأن لي بمناصبها حيث كان قد لامني على ذلك احدهم، كما اتهمني بالانحياز للمدير العام ل(سونا). فأكد بذلك أنه من (جبهة النصرة) لأسماء، وأكدت الأخيرة بذلك أنها قد فتنت (أهل سونا) وجعلتهم فريقين. وكم أنا مستاء كذلك من أن يضطر جادين، لمنازلة إحدى صحفياته. ورغم أن كثيرين أشرعوا سهامهم في الصحف نحوه وتغاضى عنهم، إلا أن هذه ولأنها (كوم براهو) فأحسبه قد وجد نفسه حتماً ومكرهاً مُنازلاً إياها، سيما وقد ضللت الرأي العام. كذلك أنا مستاء من كونها حشرت القارئ في مشاكلها المهنية الخاصة، مثل ترفيع وظيفتها، كأنها والٍ أو معتمد. ولأن الأمر يتعلق بالوكالة الرسمية للدولة وقد اقترب تقاعد مساعد المدير العام للتحرير وبعد عطاء حافل داخلياً وخارجياً وهو الرجل الثاني في الوكالة وحيث أنها تراتُبياً ستحل مكانه، فكان لا بد من تعريتها، وكذلك على الملأ، فسمعة (سونا) نذبُّ عن وجهها الذباب ونسنُّ من أجلها السنان. وسأرتكز في ذلك على شقين أولهما أنها امرأة مشاكسة ستضيع وقت الوكالة مشاكسةً، وثانيها فشلها الإداري. وقد كانت أهم بنود مقالي السابق تفنيد ادعاء المزعومة الساذج بحصرية التميز والإنجاز في الدولة على النساء، ثم تفنيد آرائها الصادرة عن مسخ مشوه جمع بين كونها محسوبة على الإسلاميين وما بين تشبعها بروح سيداو، فدعت لدخول الرجل للمطبخ مع زوجته لا عوناً لها، كما كان يفعل النبي الكريم مع أهله أحياناً، وإنما واجباً (ولا كتَّر خيرو) ثم الأسوأ أن دعت لمنح الرجل إجازة لرعاية الأسرة، فكانت حقا (المرأة المسيئة) باللسان ذات المطالب (المسيئة للرجال). في 2006م والبلاد تستضيف مؤتمر القمة العربي كان في خطة مجلس الإعلام الخارجي إصدار كتاب السودان السنوي ليوزع على المؤتمرين فيكون فرصة نادرة لتعريفهم بالبلاد إلا أن المديرة (المتميزة) ولتبعية الكتاب لإدارتها فقد حولت طباعته من مطابع العملة ذات الدقة في الأداء والمواعيد والقيمة الأقل إلى شركة خاصة (متيحة لمناوئيها فرصة الظن بها إثماً بنيل المصلحة). وقدتم استلام الكتاب بعد انفضاض المؤتمر، وكل نسخة منه تتحول لكوتشينة بمجرد فتحه، فأهدرت أسماء على البلاد أموالاً طائلة خلاف إضاعة هدف المشروع الرئيسي، ثم (بلا خجل) خاطبت الأمين العام لمجلس الإعلام الخارجي وقتها، بكري ملاح، بالتصديق بمبلغ (500) جنيه كحافز لها، ضمن أعضاء لجنة توقيع الشرط الجزائي على الشركة، وكان حقاً على ملاح أن يحاسب نفسه ويحاسبها بدل تصديق المبلغ. وهذا من البنود التي هربت أسماء من الرد عليها في مقالي السابق واصفة بنودي بأنها (خطرفات). إدارة وذمة كهاتين يصلح صاحبهما لتقلد المنصب الثاني في الوكالة؟!. المذكورة دخلت في مشادة عارمة حول كرسي ( عفواً ليس كرسي منصب بل كرسي جلوس مكتبي) مع إحدى الزميلات إلى أن حضر جادين وسأل ساخراً( أين هو الكرسي محل الصراع؟؟!!!) ولو كنت حاضراً لقلت له ( إنه في روضة "سونا" .. يا أستاذ). فصاحبتنا هذه ستضيع وقت الوكالة في المشاكسة بدءاً بالكراسي. المذكورة كانت حاضرة في اجتماع عين فيه أحد الزملاء رئيساً لأحد كيانات الوكالة دون انتباه لأنها وهي القادم الجديد من الإعلام الخارجي يومها أعلى منه درجة. وبدل تمرير اللقاء مؤقتاً وبهدوء ومعالجة الأمر مكتبياً فيما بعد، فإذا بها تزيحه من المنصة في هرج، معلنة أنها هي الرئيسة وأنها هي الأحق، شخص يعالج الأمور هكذا أيصلح لإدارة أي موقع؟. المذكورة تم تقليدها منصب رئيس تحرير الموقع الالكتروني لسونا، فمن (قولة تيت) بدأت الجِرْسة والجقلبة وبالإفصاح عن العجز بقولها بأن الموقع (بمثابة فخ فأي خطأ ولو بسيط يرد في الموقع يمكن أن يزيح المسؤول عنه.. الخ)، (لماذا لم تتم حتى مشاورتي ..الخ)، (ثم أني ليس لدي معرفة باللغة الفرنسية..الخ)، ثم كان منها الخيار العاجز.. الهروب والنزول في إجازة مفاجئة، هل بعد انتهائها ستأخذ إجازة العام القادم مقدما؟ وعجباً لها، (أقالوها «ووب»، قلدوها موقعا آخر «ووبين»). وإزاء تعيينها في موقعها الجديد فقد اعترض المحررون واستقالت نائبتها مسببةً بعدم الانسجام معها في العمل، ثم ماذا بعد أن انفض عنك الناس و(لفظك اللافظون؟!) وعند تعيين نائبة لها أعلنت التمرد وعدم الاعتراف بنائبتها ولشهر كامل، بظن أن الإدارة منحازة لنائبتها مما أدى لتأثر العمل سلباً.. المذكورة رفض المدير العام تصديق إجازتها فقامت بالتصديق عليها (التفافاً) عليه، ، في أجهل خطوة إدارية، فكان طبيعياً إيقاف راتبها، شخص لا يستطيع أن يداري عن نفسه الوقوع في الأخطاء اللائحية هل ينجح في تطبيق اللوائح على كافة مرؤوسيه؟ لقد اتهمتني المدعوة أسماء ، زوراً، بل أساءتني في مقالها بقولها "المحرش ما بكاتل" ورغم أني صدَّرتُ مقالي السابق بعبارة (لستُ بوقاً لجادين ولم يُكلفني بالرد عنه)، فكيف أكون محرشاً وقد "كاتلت" ضدها أشرس "الكتال" فعريتها وعراها قبلي المدير العام؟ ما أسوأ أن يشهد مدير مؤسسة ما وعلى الملأ على أحد مرؤوسيه بالسوء، دعك من شهاداتي هذه، الموثقة، ومن الأرشيف القديم والحديث، بل هي صاحبة السبق في الإساءة للرؤساء على الملأ، وصاحبة السبق كذلك في تلقي الفضح منهم، وعلى الملأ كذلك. انظروا لاستدلالها في مقدمة مقالها عن جادين بالحديث الشريف ( ما أكرم النساء إلا كريم وما أهانهن إلا لئيم) – رغم انه حديث موضوع – ما افجر أن يرمي مرؤوس رئيسه زوراً باللؤم والإهانة وعلى الملأ، ؟! وعندما استنكر احدهم استدلالها أخذت تنكر وتنكر في نهج طفولي بقولها (الحديث دا أنا ما كتبتو) ثم لما أخيراً "زنقها" اعترفت وقالت (كتبتو «فلانة») وهي زميلتها. من أَخْوَنُ من يكشف السر ويفضح من ائتمنه (ليخارج) نفسه، مع أنهما في السوء سواء . أما ادعاؤها بأني اعترفت بأني (أكتب تقارير سرية عن الزملاء والزميلات بتكليف من مكتب المدير العام)، فهو التضليل بعينه فأنا لم يضبطنِ أحد لكي أعترف بشيء، لأنني أنا الذي بادرت وأعلنت على الملأ أن المنهج المستحدث في الوكالة وحيث أن هناك بعض المتظلمين ممن لا تؤهلهم مقدراتهم للسفر خارجياً كموفدين للوكالة فكلفت أن أكتب عنهم تقارير أداء موثقة عقب عودتهم تثبت لهم عدم جدارتهم، وهو أمر عادي، فكنت أكتب التقرير علنياً وبعد مشاورة عدد كبير من الزملاء والتقصي من بعضهم حول بعض النقاط وعندما يصل التقرير إلى المدير العام يكون قبلها قد عم خبره بما فيهم صاحبه فكيف يكون سرياً؟ فهو تقرير لا يتعلق بالترقيات كما لا يتعلق حتى بالتصنيف السياسي، فقد انتهى عهد التسييس، وحتى في ذلك العهد لم أكن منهم. وإنه لشرفٌ لي وأنا القادم الجديد أن تضع الوكالة سمعتها بين يديَّ بتقييم هؤلاء ، أما أنا فأستصحب مراقبة الله تعالى في ما أسطره. وقد تم تكليفي وعلى مدى أربع سنوات بالكتابة عن ثلاثة فقط، مما يعني أن الغالبية المطلقة لموفدي سونا خارجياً أكْفاء. وإني لأتمنى أن تكون رابعتهم المدعوة أسماء فإن هي تم ترشيحها فسأجعل وضعها استثنائياً حيث سأكتب تقريرين أحدهما مسبقاً قبل السفر أنصح فيه بسحب ترشيحها لسبب بسيط هو أنه (من يضمن أنها ستُشعل معركة داخل الطائرة الرئاسية مع المضيفة بسبب كرسي؟) أما بعد عودتها فإضافة لبند (عدد الأخبار) ونوعيتها فسأضيف بند (عدد المشاكسات ونوعيتها) : مشاكسة رئاسية، مشاكسة عادية، مشاكسة خفيفة..). بخصوص ال(لا) الرئاسية فلم تكن جهلاً أو سهواً أو تدخلاً ومثلها رقم الصمغ العربي الشهير ب(سونا) من أحد الزملاء، وقد تم تجاوزهما بعد قراءة الحيثيات، ومثلهما الخطأ الشهير لخبر والي نهر النيل يومها عبد الله مسار ب(الوان)، فبدلاً من عبارة (الطيب سيخة الي نهر النيل) دخلت (و) على (الي) دون انتباه فصارت (الطيب سيخة والي نهر النيل) فهاج الرجل متصلاً ومحتجاً من هناك بشدة (أنا هنا والي، تجيبو الطيب سيخة تعملوه والي؟؟!!) ولثلاثة أيام ظل يوالي الصحيفة اتصالات وتهديدات بالمقاضاة، فتم تجاوز الخطأ ولم يتم حتى استيضاح المصحح، أما هنا فتمت المساءلة فقط. ومع العلم بأن الناشر في (سونا) يأتي بعد المصحح حيث يقوم بالمراجعة النهائية فلم تتم (الإقالة) مثل حالتك، بل تم تمديد أجله. إننا الآن في انتظار عودتها ترقباً لإزاحتها عن قارعة الطريق، فصارت كالفأر الذي داهمه قط في غرفة مغلقة فسيهرب يمنةً ويسرةً وعالياً وجانباً ثم ختاماً وحتماً يجيء السقوط، ولكن رحمة بها من هذا السقوط فأنني اقترح على المدير العام أن يحيلها إلى إدارة كافتريا (سونا) ولكن ما أخشاه أن تشتجر يوماً مع عامل البوفيه وتستكتبه استيضاحاً، إذا ما دقس يوماً و"حرق البصلة". محرر بوكالة السودان الأنباء. مدقق لغوي بصحيفة (السوداني).