نسيج فكري: وقد راودتني ذات يوم فكرة مجنونة أن أبحث عنك بين الوجوه التي أعرفها والتي لا أعرفها، أن أصنعك رغماً عنك وأن أجعل منك لي، أن أجبرك على الاستماع لي ثم أخبرك عن ما يدور بداخلي من أجلك، أن أحدثك عن ما مضى من العمر قبل أن ألتقيك، وعن ماذا سيحدث بعد أن التقيتك، أن أهب لك عقلي وقلبي وحتى روحي لتأخذ أنت زمام الأمر عني بعد ذلك، وحيناً أطلب منك أن تمسك بيدي ثم أدفعك إلى الجنون بي، ومن ثم أتشارك معك الحياة بأكملها وما تبقى منها. ولأن بعض الجنون عقل أحياناً، لم أستطع مقاومة أن أنجبك الآن وأحتفظ بنيَّة الاقتران بك في زمن آخر. نسيج إلهي: وأظن علاقتي بالله قد بدأت من قبل أن أكون، حين كنت نطفة لا تدري مالله، كنت أخاطب نفسي التي هي من خلق الله، وبعد أن أصبحت في طور التكوين بدأت في التحدث مع عقلي الذي لم يقوَ حينها على النضوج وبعد أن كان على أن أطوف بين جوانب القلب افتتحت منافذ العقل الذي أخبرني أن الله حق، ومن هنا كنت أرى ما لم يستطع أحد أن يراه من عالمي الافتراضي. أخف إلى الذهاب إلى الله باحثة عن الطمأنينة، أجد لديه ما لا أجده إلا في مضارب الوحي التي تحدثت عنها السِّيَرُ كثيراً. أهم إليه وأنا يملؤني اليقين وتبتعد عني أعين الشك، أسعى للتقرب منه حد التنفس في ساعة صلاة وصوت أذان، أختبئ بين أحضان كتاب كلماته من نور لتأخذني إلى حيث تريد، أرتمي بين يديه لحظة دعاء كلما اشتد بي الجزع وتربص بي حاجز الرحيل، أتجرد من هتافات العقل والنفس وأترك له المجال لملامسة روحي وإحياء نفخ الإنسانية من جديد، بلغت حد الإدراك أن أحتفل معه بميلادي كل ليلة في ذات فجر.