بسم الله الرحمن الرحيم طلب مفتوح لرئيس الجمهورية بناء وتأهيل معهد قومي لبحوث الفيروسات ونواقلها بجامعة الجزيرة الفيروسات كائنات صغيرة جدا أصغر من البكتريا ولها مورثات مكونة من DNA أو RNA (جزيئات تحمل المعلومات الجينية) كما أن لها غلافا بروتينيا يحمي هذه الجينات .. فهي تشبه الكائنات الحية بامتلاكها جينات وتتطور عن طريق الانتقاء الطبيعي وتتكاثر عن طريق اٍنشاء نسخ متعددة لنفسها بواسطة التجميع الذاتي .. ورغم ذلك فهي لا تملك بنية الخلية ولا تكون غذاءها بل تتطلب خلية مضيفة لاٍنتاج مواد جديدة ولا يمكنها التكاثر اٍلا داخل خلايا كائن حي آخر .. تصيب الفيروسات جميع أنواع الكائنات الحية مثل الحيوانات والنباتات وحتي البكتيريا .. وعلى الرغم من أن هناك الملايين من الأنواع المختلفة لم يتم وصف إلا عدد قليل من الفيروسات بالتفصيل .. تنتقل الفيروسات عموديا وذلك من الأم إلى الطفل (مثل فيروس نقص المناعة البشرية) أو أفقي من شخص لآخر .. الانتقال الافقي هو الطريقة الأكثر شيوعا ويتم بطرق متعددة مثل: تبادل سوائل الجسم أثناء النشاط الجنسي مثل فيروس نقص المناعة البشرية وعن طريق نقل الدم الملوث .. أو استنشاق الرذاذ المحمل بالفيريونات مثل فيروس CCHF والأنفلونزا.. أو عن طريق الحشرات الناقلة للأمراض مثل البعوض كما في حالات حمي الوادي المتصدع (يقتل الإنسان والحيوان حدث عام 2007 في وسط السودان وامتنع المواطنون من أكل اللحوم وشرب اللبن) والحمي الصفراء (التي قتلت أعدادا كبيرة من أهلنا في دارفور وكردفان في الفترة القريبة الفائتة) و حمى الضنك وغيرها.. وينقل القراد فيروسات مثل فيروس CCHF (حدث اكتشاف إصابة به في كردفان) وفيروس الخرمة المكتشف نهاية التسعينيات في السعودية وكان قد قتل حوالي الستة جزارين في السعودية (لم يقتل الفيروس الحيوان ولكن سوائل الحيوان وصلت للجزارين فقتلهم الفيروس) .. بعض هذه الفيروسات مثل الفيروسين الأخيرين مصنفان في المستوى الرابع (أي يمكن أن تكون أسلحة دمار شامل) .. وهذه الأيام يسبب فيروس إيبولا هلعا دوليا وقبله كان الكورونا في السعودية وقبله إنفلونزا الطيور .. وهناك فيروسات خطيرة تقتل الحيوان مثل Blue tongue الذي تنقله حشرات الكيوليكويدس .. مع كل هذا الواقع فليس لدينا بالسودان اهتمام كاف بهذا الأمر الخطير .. نركز فقط علي ميكروب الملاريا والأنوفليس كناقل مع العلم بأنه يصعب التمييز إكلينيكيا بين الملاريا و Dengue مثلا إلا باستخدام طرق البيولوجيا الحيوية غير المتوفرة لدينا .. ولذلك من غير المستغرب في حالة كهذه أن يعلق الأمر في الملاريا وإرجاع عدم الاستجابة للعلاج والموت في شماعة مناعة طفيل الملاريا وعدم استجابته للدواء مثلا في حين أنه من الممكن أن تكون الملاريا بريئة أصلا من تهمة القتل هذه والمسبب الحقيقي (الفيروس) لا يمكن تحديده بالمتوفر من إمكانيات.. لماذا بناء وتأسيس معهد قومي أولا: حماية المواطن السوداني، ومن أحيا نفسا فكأنما أحيا الناس جميعا. ثانيا: حماية الثروة الحيوانية : كما تعلمون بالسودان أكثر من 100 مليون رأسا من الحيوانات تعتبر مكونا أساسيا لدخل المواطن ودخل الدولة .. فالأمل في حماية هذه الثروة ثم أن الإصابة بالفيروسات هذه تتسبب في رفض استقبال الحيوانات المصابة عند التصدير وإرجاع سفن محملة بالحيوانات .. ومنع إستيراد اللحوم السودانية .. ثم أننا لا نرجو المشاركة في قتل أهل الدول التي تستورد ماشيتنا عبر الفيروسات التي لا تقتل الحيوان ولكنها شديدة الخطورة على الإنسان كالخرمة وال CCHF ثالثا: المساهمة في حماية البشرية عامة : الشاهد أن السودان ومنذ الاستقلال لم تنشأ به وحدات تهتم بهذا الجانب رغم خطورته وبالتالي فهو مخزن للمعلوم وربما غير المعلوم من مثل هذه الفيروسات الخطيرة .. أيضا فالمعلوم أن البعوض وغيره من النواقل كما الفيروسات فإنها لا تفهم سياسة وغير محتاجة لفيزا لعبور الحدود الدولية مما يترتب عليه خطورة انتقالها لباقي شعوب العالم وحيواناته .. وهذه مشاركة للمجتمع الدولي لحماية الإنسانية جمعاء . في مبادرة فردية من مواطن عادي مثلي يرى أن الوطن وهو يمر بهذه المرحلة الحساسة هو في حاجة ماسة لجهد كل أبنائه .. يسعدني إفادتكم بأنه عندما انتشر فيروس غرب النيل في الولاياتالمتحدة أنني ساهمت في إنشاء والإشراف على جانب أساسي من بحث يتبع لجامعة تكساس القسم الطبي (UTMB) .. والمعلوم أن بها نخبة من أفضل علماء الفيروسات في العالم كما أن معهدها القومي هو الأول علي مستوى العالم في الجامعات والثاني على مستوى الولاياتالمتحدة عامة .. وقد أعددت كراسة Brochure تتضمن الفكرة والرؤية والأهداف والأقسام والشركاء المحليين والإقليميين والدوليين لهذا المعهد المقترح .. فوطنيا تكون المشاركة بين وزارات التعليم العالي والصحة والثروة الحيوانية .. وطالما أن الهدف أيضا المساهمة في حفظ الإنسانية جمعاء فعليه يمكن تطويره ليصبح معهدا إقليميا بل ودوليا وهذا ممكن جدا ومنذ البداية .. التنفيذ: يتم تدريب كادر بحثي وفني للمعهد القومي ويتطور ليشمل الحصر (الفيروسات ونواقلها) كل ولايات السودان بصورة راتبة .. ويمكن أن يبدأ التدريب بإشراف أساتذة من الجامعة وخارجها وباحثين من مركز البحوث البيطرية ومن خارج السودان للمساعدة في الإشراف والتدريب العملي ولتقديم كورسات تقوية متقدمة حسب الحاجة لمساعدي التدريس ومحاضرين في الجامعات كافة ومساعدي باحثين من مراكز البحوث البيطرية ووزارة الصحة وأمثالهم .. وسيكون هؤلاء المتدربون نواة لمراكز بحثية تنتشر بالوطن وتصب نتائج بحوثهم في هذا المعهد القومي .. وبالتالي مستقبلا يمكن إجراء مسح دوري وبالتالي يمكن توقع أي حالات وبائية قبل انتشارها والعمل على الحد من خطورتها .. كما يمكن للمركز المساهمة في الكشف على حيوانات الصادر. أثق في تفهمكم لأهمية هذا المشروع البحثي الوطني وأملنا كبير في كريم دعمكم وسرعته لبناء المعهد وتأهيله. وليوفقنا الله لنقدم للوطن ما يليق به مع وافر التقدير والاحترام مقدمه المواطن/ د. عادل الخضر أحمد بلة جامعة الجزيرة هذا البريد الإلكتروني محمي من المتطفلين و برامج التطفل، تحتاج إلى تفعيل جافا سكريبت لتتمكن من مشاهدته 0113985954.