نهاد أحمد أمزجة متغيرة! يختلف مزاج شخص من آخر، وتتغير تلك الأمزجة حسب كل واحد، فبعض الأشخاص نجد أن مزاجهم ثابت ولا يتغير حتى في أشد الظروف وأصعبها فمهما كانوا يحملون في دواخلهم من مشكلات أو هموم فذلك النوع من الناس قلما يعكسون تلك المشكلات الداخلية إلى الخارج في تعاملهم مع الأشخاص الذين من حولهم، بل يبينون كأنهم أسعد الناس، ولا تواجههم أي مشكلة، بعكس الآخرين الذين يكون المزاج هو سيد الموقف في تصرفاتهم وتعاملهم بالآخرين، فإذا كان الشخص لديه مشكلة خاصة به يحاول عكس تلك المشكلة على الآخرين، فمثلا أن يرمى السلام على من حوله بشكل مقتضب، بل أحياناً لا يسلم على أحد ويكون مكفهر الوجه صارم الملامح إذا صادف أن تجادل مع أحدهم في شيء وتصبح مشكلة كبرى وهكذا، وهنا نجد أن المزاج يلعب دوراً كبيراً في تحديد شخصياتهم. يحكي لي أحد أصدقاء الدراسة بأن مديره في العمل عندما تكون لديه مشكلة ما يحاول تنفيثها في من حوله وذلك بافتعال أي أسباب تكون أحياناً واهية جداً لمحاسبتهم، ويقول إنهم أصبحوا يتحاشونه عندما يرون ملامحه متغيرة وليست كما عهدوه يومياً، عكس عندما يكون مبسوطاً من شيء ما فذلك يوم عيد الجميع أي طلب منهم فهو مجاب، بل يتعدى المزاج إلى أبعد من ذلك بتوزيع الابتسامات هنا وهناك ويطايب بالسلام هذا وذاك مع قهقهات عالية تهتز معها أرجاء المكاتب. وقد لا يكون تقلب المزاج حكراً فقط على مديري العمل أو الزملاء أو المحيطين من حولك فقط فبعض الأزواج أحياناً عندما تمر بهم ضائقة مالية يعكسون ذلك على زوجاتهم وأطفالهم وتكثر المشكلات والمناكفات التي تصل بينهم في بعض الأحيان إلى الانفصال حيث تستفزهم في هذه الحالة أقل الأسباب. في تقديري الشخصي أن أولئك الذين يتغير مزاجهم مثل الفصول الأربعة يجب أن يتم التعامل معهم تعاملاً خاصاً حسب مزاجهم، ويتم تحاشيهم قدر الإمكان، فمن منا لا تمر به مشكلة ما صغيرة أو كبيرة أو تصادفه عقبة ما في حياته، لكن أن يعكس ذلك على تعامله بالآخرين فهذا ليس حلاً، لتلك المشكلة بل بالعكس يزيد من تفاقمها، فما ذنب من حولك عندما تعكس تلك المشكلات عليهم، وتجعلهم يحسون بأنك إنسان يتعامل حسب مزاجه الشخصي