في أجمل كلام في الحب !! بقلم : محمد الطاهر العيسابي أعجبتني الحملة " المبتكرة " التي دعا لها الداعية الإسلامي وعضو هيئة علماء السودان الشيخ " محمد هاشم الحكيم " وقد أسماها " حملة مودة ورحمة " دشنها بمسابقة على صفحته بموقع التواصل الإجتماعي " فيسبوك " برصد جائزة لمن يعبر بأحلى كلام في الحب لزوجته . حقيقة أن رباط الزوجية في بلادنا يحتاج إلى إنعاش وتجديد في ظل بخل معظم السودانيين بالتعبير عن مشاعرهم الدافئة تجاه ا?خر، لا أدري ما الذي جعلنا بخلاء في الإفصاح عن مشاعرنا كرماء في موائدنا وإغاثة الملهوف، فتجد حتى كلمات الشكر و الإعجاب فيما بيننا تنتزع منا بصعوبة، ومن الطرائف يحكى أن إستبيان تم وسط الرجال بالسؤال عن آخر رسالة أرسلتها لزوجتك فكانت الإجابات جميعها ذات طابع جاد وجاف يتعلق بالهموم اليومية والمعيشية، وعندما عكس السؤال للنساء كانت الإجابات أكثر طرافة من نوعية ( جيب معاك بامبرز ) .. ( وماتنسى العيش ) .. ( الكهرباء عاملة 5 ) .. الخ، صحيح أن هموم المعيشة أصبحت هي شاغل الناس ولكن في زحمة هذه الحياة المحبطة، لابد من إبداء مشاعر تنعش حياة الزوجية وتزودها بوقود الحيوية والإستمرار، فمعظم حالات الطلاق وتزايد المشكلات في العلاقات الزوجية بسبب هذا الفتور والبخل بالمشاعر، وعدم وضوح ما تحمله الدواخل، فكيف تزهر المودة والرحمة في ظل هذا الجفاف العاطفي، وعدم سقيها بتعابير الود والثناء والاحترام، في إحدى البلدان لا يمكن أن تترجل الزوجة من السيارة دون أن يفتح لها زوجها الباب كنوع من التقدير والاحترام، وهي كذلك تفعل تجاهه بأكثر من ذلك ! يحكى أن أحد السودانيين ذهب مع زوجته إلى مناسبة وعند وصوله، ترجل واتجه من الناحية الأخرى وفتح لزوجته الباب، شاهده بعض أهله وأخذوا يسخرون منه بأن زوجته ( طالعة فوق رأسه ) بالعامية السودانية، وفي خضم السخرية وتعالي الأصوات بالضحك والمزاح، صاح فيهم : ( ياجماعة ماتظلموني ساكت والله باب السيارة معطل )، بالتأكيد الدعوة ليست للأزواج السودانيين لفتح باب السيارة لزوجاتهم فهذا سلوك بعيد المنال في ظل ثقافة سائدة يبدأ تدريسها من أول يوم من قبل أهل الزوج أو الزوجة بأن ( أضبح ليها أو أضبحي ليهو الكديسة ) وهو مصطلح أو شفرة معناها ( أن تتحكم في زوجتك أو تحكمي في زوجك حتى قطع الأنفاس ) وكأنهما ذاهبان لمعسكر تدريب قتالي، وليست عشة زوجية هانئة جعلها الله تعالى من آياته، علينا أن نتمرن في حياتنا على تعابير اللين واللطف والحب والود والإعجاب ونشيع فينا هذه الثقافة المستمدة من شرعنا الحنيف، بدلا عن هذه القسوة والجفاف، ولو سألنا كيف تستقبل الزوجة زوجها حين عودته وكيف تودعه سنجد أن الواقع مبك ومضحك من نفس عينة ( ما تنسى البامبرز )، أشيد بحملة الشيخ " الحكيم " وأتمنى إشاعتها بين الجميع لتنقية أجوائنا الأسرية و جعلها مفعمة بالحيوية تنبض فيها الحياة. هذا البريد الإلكتروني محمي من المتطفلين و برامج التطفل، تحتاج إلى تفعيل جافا سكريبت لتتمكن من مشاهدته