هل ستنجح (مهمة 56)؟ أخيرا استجابت القناة القومية إلى الانتقادات التي طالتها مراراً وتكرارًا من قبل الدراميين والنقاد المهتمين بالشأن الدرامي عن عدم اهتمامها بالدراما السودانية والتكفل بإنتاج إعمال درامية متكاملة خلالها، فالقناة تبث هذه الأيام مسلسلا جديدا للمؤلف الفذ قسم الله الصلحي، والمخرج القدير شكر الله خلف الله، ويجسد دور البطولة فيه الدرامي محمد عبد الرحيم قرني وناهد حسن وهو (مهمة 56)، ومن يتابع حلقات المسلسل يحرص على المواصله فيه ومتابعته بشغف لأن قصة العمل جيدة ومشوقه فهي ذات طابع بوليسي استقصائي يحفز لمعرفة المزيد من تفاصيلها، إلى جانب ذلك فهو يعيد للمشاهد ذكريات أعمال أخرى قُدِّمت سابقاً قبل أن يقاطع التلفزيون القومي الدراما لسنوات وسنوات. الخطوة جيدة في أن يستريح المشاهد قليلاً من عناء تقليب القنوات من مسلسل تركي إلى آخر هندي مدبلج باللغة العربية تمتد حلقاته إلى عدة أشهر، فبالتأكيد سيكون المسلسل قد جذب أكبر عدد من الجمهور لمشاهدة الأعمال الدرامية السودانية خاصة بعد غياب طويل اتجهوا فيه للمسارح أو الأعمال الإذاعية أو للدراما العربية المختلفة، وعلى بقية الدراميين أن يحذو حذو فريق عمل مسلسل (مهمة 56) في إنتاج أعمال درامية متكاملة أخرى حتى لا يطول غياب عرض الدراما السودانية عبر القناة القومية ويكون المسلسل بمثابة فتح أبواب لتشجيع المنتجين الدراميين والمخرجين والكتاب لتقديم أعمال أخرى وعلى القناة القومية ألا تتوانى في دعم مثل هذه المسلسلات. في تقديري أن مسلسل (المهمة 56) في الحلقات التي شاهدتها به الكثير من التقنيات الحديثة في مجال التصوير والإضاءة واختيار الأماكن والأزياء والوجوه الدرامية الشابة الجديدة وسنويا تتخرج من كلية الموسيقى أعداد كبيرة منهم فمن الجيد أن يجدوا أعمالا مثل هذه يظهرون خلالها للمشاهد، وبالتأكيد بعد انتهاء المسلسل سيكون هنالك تقييم بالنسبة ل(المهمة 56) من قبل النقاد والمتابعين للشأن الدرامي، هل كتب له النجاح أم صاحبته بعض السلبيات لكن الحكم سيكون للجمهورالمتابع لحلقاته، وأتمنى أن ينجح المسلسل وتليه أعمال أخرى ويتواصل العطاء الدرامي السوداني الذي ينتظره الجمهور بشغف حتى يعكس بعض القضايا المجتمعية المهمة