650 ألف مسيحي و250 كنيسة كيف يعيش المسيحيون في الخرطوم؟ مع بروز بعض الأصوات من الطوائف المسيحية بولاية الخرطوم، التي تشتكي مما تعتبره اضطهاداً دينياً، عطفاً على حادثة إزالة كنيسة في الخرطوم بحري مؤخراً، بقرار من سلطات ولاية الخرطوم؛ تؤكد قيادات مسيحية أنها "لا تنزعج من الحكومة، وفي المقابل لا تنزعج الحكومة منها"، وأن أكثر (650) ألف مواطن مسيحي، يعيشون من دون مضايقات بالخرطوم، بوجود أكثر من (25) طائفة مسيحية تنضوي تحت لواء أكثر من (250) كنيسة بالولاية. تقرير: هبة عبد العظيم هذا البريد الإلكتروني محمي من المتطفلين و برامج التطفل، تحتاج إلى تفعيل جافا سكريبت لتتمكن من مشاهدته المعتمد برئاسة الولاية فيليب عبد المسيح، يرى أن ما يُثار مجرد زوبعة يُراد بها تعكير الجو السياسي بالولاية، ويستند على أن المسيحيين يشاركون بحرية في شغل الوظائف الحكومية السياسية والإدارية على المستويين الاتحادي والولائي، بالإضافة إلى القوات النظامية من شرطة وجيش وأمن. فيما يقول الأمين العام لمجلس التعايش السلمي بالولاية، محمد بريمة، إن المسيحيين ينقلون إليهم في بعض الأحيان شكاوى وإحساساً بالتهميش وعدم الاستجابة لتحقيق رغباتهم؛ ولكنَّ بريمة يقول إنه ثبت لديهم في المجلس أنهم لم يجدوا تهميشاً في حد ذاته، وأن الشكاوى مجرد إحساس جاء بعد إزالة السلطات لعدد من الكنائس أنشئت في مناطق عشوائية، وأنه لا أغراض تمييزية من تلك الإزالة، بدليل أن مسجداً أُزيل أيضاً يقابل كنيسة أُزيلت وأحدثت إزالتها ضجة. ويرى بريمة أن هذا إحساس في غير محله، يمكن أن يعالج من خلال الحوار والتفاهمات والتبصير باللوائح والقوانين. ويلخص الأب فيلو ثاوس فرج في حديثه ل(السوداني) المشكلة المثارة حالياً حول كنيسة بحري، بأن اللجنة الجديدة تصرفت في عمليات بيع وشراء أرض لمستثمر دون الرجوع للكنيسة، وهذه مشكلة تلك الكنيسة ولا علاقة لها بحرية الأديان أو التدخل الحكومي، ويضيف: "نحن لا ننزعج من الحكومة وهي لا تنزعج منّا"، مشيراً إلى أن هذه العبارة قالها من قبل لأحد سفراء دول الاتحاد الأوروبي. ويعضد الأب فيلو قوله بأنه لم يسبق للحكومة أن أوقفت نشاطاً لأي كنيسة، وأن المشكلات حين توجد يتم التعامل معها بحكمة. ويكشف المعتمد برئاسة ولاية الخرطوم فيليب عبد المسيح، عن وجود أكثر من (650) ألف مواطن مسيحي بالولاية لكل الطوائف المسيحية، ويقول ل(السوداني) إن عضوية الكنيسة الأسقفية على مستوى البلاد تصل إلى (900) ألف عضو، وبالولاية توجد (25) طائفة مسيحية كل طائفة تملك (40) كنيسة، ومن هذه الإحصائية يوضح عبد المسيح أن متوسط عدد الكنائس بالولاية يصل إلى (250) كنيسة موزعة على المحليات السبع. ويلفت عبد المسيح إلى أن هناك تاريخاً طويلاً للمسيحية في الخرطوم، يعود إلى دولة علوة التي اعتنقت الديانة المسيحية في سنة 580 ميلادية، وكانت عاصمتها سوبا. ويروي عبد المسيح ما يحدث في كنيسة بحري، بأنه مجرد خلاف إداري بين مجموعتين متصارعتين في الكنيسة الإنجيلية حول بعض الاستثمارات، والخلاف حول فوائد الاستثمار، وأسهم في ذلك أن العملية الاستثمارية غير مسنودة بالقانون، وكل مجموعة تعمل في الاستثمارات حسب أهوائها، وحتى تداول الإدارة في الكنيسة لا يخضع للوائح واضحة. وفيما يتعلق بتدخل الحكومة في الخلاف أكد فيليب أن الحكومة ممثلة في وزارة الإرشاد ليس لها يد في الأمر، وكذلك جهاز الأمن، وكل ما يقال صادر من مجموعات تهدف لاستغلال الأمر سياسيَّاً والزجِّ بالكنيسة في صراع سياسي، وهو صادر من بعض القساوسة وبعض شيوخ الكنيسة. ووجه عبد المسيح اتهاماً للمجموعات المعادية للحكومة، بأنها حاولت أن تتخذ من الكنيسة سلاحاً فيما يتعلق بالاضطهاد الديني. من ناحيته يتفق عبد المسيح مع الأب فيلو بأنه لا يوجد انتهاك لحقوق المسيحيين بالولاية، وما يشاع عن الاضطهاد الديني حديث عار من الصحة، والمسيحيون مرتاحون تماماً في أداء شعائرهم، ويستند على عدم وجود مسيحي فُصل من الخدمة المدنية أو العسكرية أو حُرم من حقه في الحصول على قطعة أرض بالولاية، معتبراً الأصوات التي تصدر من هنا وهناك أصواتاً شاذةً وتمثل نفسها، ويؤكد أن حقوق كل الناس في الولاية متساوية وتقدم الكفاءة والمواطنة، وليس على أساس الدين أو العرق. وفيما يتعلق بتضاؤل الوجود المسيحي واستهداف الكنائس من قبل الحكومة، أما ملاحقتها بالهدم أو إعاقة أنشطتها عقب انفصال دولة جنوب السودان يدافع فيليب بأن هذا الحديث غير صحيح، والدليل على ذلك رعاية الولاية حاليَّاً لدوري الكنائس المُقام في إستادات البراعم والناشئين. ويضيف أن الكنائس التي أزيلت بمنطقة الحاج يوسف وطيبة الأحامدة كانت عشوائية. أي نعم، كانت الكنيسة بتلك المنطقة لأكثر من (30) عاماً، ولكنها كانت بمنطقة عشوائية، وسياسة الولاية محاربة السكن العشوائي وجهاز حماية الأراضي الحكومية نفذ هذه السياسات، وكذلك الكنيسة الموجودة بطيبة الأحامدة أُزيلت وأُزيل مسجد قبالتها الهدف التنظيم، وليس الكنيسة. وسبق أن شرعت وزارة التخطيط العمراني بالولاية في إجراءات جادة في استخراج قطعة أرض بديلة للكنيسة. لا توجد تخوفات: يضيف عبد المسيح أن الوضع حاليَّاً هادئ جدَّاً، ولا يوجد ما يشير إلى خطورته على الكنيسة أو الحكومة أو الأمن الاجتماعي، خاصة بعد انتهاء الاعتصام بكنيسة بحري، وإذا تمت إجراءات الأراضي التي تعهد بها وزير التخطيط العمراني، سيكون بذلك قطع الطريق على أي احتجاج أو تذمر، وسيكون محفزاً كبيراً للمسيحيين ودحضاً للشائعات والاداعاءات التي تسعى لتعكير الجو بين الحكومة والمجتمع الكنسي، وأضاف: "أعتقد أنها خطوات إيجابية". وبعث عبد المسيح بتطمينات لكل المسيحيين بأن أعيادهم هذا العام ستكون أكثر أمناً وأكثر استقراراً، وأن الحكومة في أعلى مستوياتها ترغب في مشاركة المسيحيين أعيادهم.