د/ عادل عبد العزيز الفكي إصدارة TTU التي تصدرها الصناعات العسكرية الفرنسية, والقريبة من دوائر المخابرات وصنع القرار في فرنسا، أشارت في عددها الصادر بتاريخ 15 يناير الجاري, إلى أن الأخوين (كواشي) اللذين قاما بتنفيذ عملية الهجوم على مقر صحيفة شارل إيبدو الفرنسية في باريس خلال الأسبوع الثاني من هذا الشهر، أشارت إلى أن اسميهما كانا مضمنين في قوائم الإرهابيين, أو الأشخاص الذين يعتقد بضلوعهم في أنشطة إرهابية، وخصوصاً في قائمة (حظر الطيران) NO-FLY LIST والتي تستوعب أسماء الأشخاص المحظورين من السفر على متن شركات الطيران الأمريكية. وتتضمن هذه القائمة 500 ألف اسم. وأشارت الإصدارة إلى قائمة أخرى أوسع من الأولى يقوم بإعدادها مركز Terrorist Screaming Center (TSC) التابع لمكتب التحقيقات الفيدرالي FBI وتحتوي على ما يزيد عن مليون اسم! علماً بأن هذا المركز هو مركز مشترك للتحليل والرصد بين مختلف الوكالات الاستخبارية. وتتمثل فيه العديد من الوزارات مثل الخارجية والأمن الداخلي والدفاع وغيرها. وقد أُنشئ هذا المركز في نوفمبر من العام 2003 وهو يتولى تغذية قاعدة بيانات الكترونية تعرف باسم Terrorist Screaming Database (TSDB) وتحتوي على أسماء كل (الإرهابيين) أو الذين تدور حولهم شكوك من الذين تقدم أسماءهم وكالات الاستخبارات المحلية أو الصديقة. ويتولى مركز TSDB توزيع المعلومات الاستخبارية للأجهزة في الدول الصديقة. في أبريل 2007 وصل عدد الأسماء المدرجة في قاعدة البيانات TSDB إلى حوالي 700 ألف شخص وبلغ عدد الأسماء التي تضاف شهرياً منذ ذلك الوقت ما بين 5 آلآف و10 آلآف اسم. وتستخدم قاعدة البيانات هذه في فحص طلبات الحصول على تأشيرات الدخول للولايات المتحدةالأمريكية. كما يتولى المركز إعداد قائمة الأشخاص المحظورين من السفر على الطائرات الأمريكية NO-FLY LIST. يمكن تناول المعلومات هذه من زاويتين، الأولى إثارة سؤال مشروع حول هوية الأخوين كواشي، وهل قاما بفعلهما بتنسيق مع وكالات مخابرات محلية أو دولية بهدف تحريك حملة كبرى على حركة انتشار الإسلام في أوروبا؟ هذه الحركة التي تقض مضاجع اليمين المتطرف واسرائيل. وهل ما قاما به من فعل هو تمهيد لحرب (صليبية جديدة) كما عبر جورج بوش من قبل وهو يشن الحرب على أفغانستان والعراق والصومال ودول أخرى بعد أحداث سبتمبر 2001 التي أسفرت عن تدمير برجي التجارة الدولية بنيويورك؟ من زاوية أخرى تؤكد هذه المعلومات حقيقة التعاون والتنسيق ما بين أجهزة المخابرات في الدول الكبرى ونظيراتها في مختلف أنحاء العالم. جدير بالذكر أن هذه العلاقة تكون دائماً بالنسبة لدول العالم الثالث علاقة ذات اتجاه واحد، يتمثل في قيام أجهزة مخابرات دول العالم الثالث بمد مخابرات الدول الكبرى بالمعلومات، خصوصاً ما يطلق عليه الشخصيات المرتبطة بما يسمى بالإرهاب، في حين لا تقدم مخابرات الدول الكبرى معلومات مفيدة لهذه الدول، وغالباً ما تكتفي بتقديم فرص تدريب، وبتقديم مدفوعات مالية لقادة أجهزة الدول الفقيرة، بعضها يوظف لمصلحة أجهزة المخابرات المحلية، وأغلبها يذهب لجيوب هؤلاء القادة. أذكر في ثمانينات القرن الماضي أن من ضمن مهام وحدة جهاز أمن الدولة بمطار الخرطوم هو تصوير جوازات المسافرين من دول معينة هي محل اهتمام CIA وتسليم هذه الصور لمندوب السفارة الأمريكيةبالخرطوم , الذي كان يحضر بصورة يومية للمطار، وهو غالباً مندوب CIA التي كان لها وجود مقدر بالخرطوم حينذاك. هذا البريد الإلكتروني محمي من المتطفلين و برامج التطفل، تحتاج إلى تفعيل جافا سكريبت لتتمكن من مشاهدته