بقلم : محمد الطاهر العيسابي -1- من نعم التقنية علينا تطبيق ( الواتس آب ) إذا ما أحسنا استخدامه خير إستخدام ، كنت قد قبل فترة قصيرة مستضافا في إحدى الإذعات للحديث عن ( مثالب مواقع التواصل الاجتماعي ) ، وأبتدرت حديثي أن كل شيء في الحياة له إيجابيات وسلبيات ويتوقف ذلك على ( المستخدم ) وليست ( التقنية ) أو غير التقنية ، وضربت مثالاً ( بالعنب ) يمكن أن نحوله إلى ( نبيذ ) فيصبح ضارا وحراماً ، وبإمكاننا أن نتناوله كما هو فيصبح نافعاً وحلالا ! فقد قدمت لنا مواقع التواصل الاجتماعي خدمة جليلة وكبيرة منى تبادل للآراء والأفكار والثقافات والعلوم والأخبار والتواصل مع مجموعة من الأهل والأصدقاء والأقارب والمعارف لايمكن أن يتم ذلك بأي حال من الأحوال في وقت واحد على أرض الواقع . -2- قمت قبل عدة أشهر بإنشاء مجموعة على ( الواتس آب ) تجمع مجموعة من أهل بلدتنا الوادعة المنتشرين بالداخل والخارح بمختلف دول العالم ، قصدت منها التواصل والتعارف والتقارب والتفاكر في تطوير ذاتنا وبلدتنا ، ولأن ( الواتس آب ) يعج بالغثاء من المنشورات ، وضعنا لائحة تمنع أي نشر لمواد منسوخة من هذا الغثاء مثل بعض الإشاعات والأكاذيب ونكات المساطيل وغيرها مما هو مضيعة للوقت و( مضحك على العقول ) . بدأت المجموعة بخمسين عضواً عندما كان هو الحد الأقصى للمجموعات ، ووصل عدد الأعضاء الآن إلى قرابة المائة بعد التحديثات الأخيرة التي تمت على (الواتس آب ) بزيادة عدد المجموعة إلى ضعف ما كان ، وجدنا أنفسنا وسط أقارب ومعارف من بلدتنا ما كنا سنلتقيهم ونتواصل معهم يومياً لولا هذه ( التقنية ) الذكية وبدأنا أكثر ترابطا وإلفة وتعاونا بشكل رائع ولافت ،كانت ثمرته كسوة الشتاء لتلاميذ إحدى مدارسنا ، الذين نقلوا لنا معلميهم صورهم وهم يفترشون الأرض تحت أشعة الشمس وتصطك أسنانهم من زمهرير البرد ، كما ازددنا قرباً ومعرفة وتواصلا . نصابح بعضنا بطيب الكلمات و نشارك بعضنا الأفراح والأتراح وجميع المناسبات ونحتفي بحصولهم على الدرجات العلمية ونجاح أبنائهم و ندعو لمرضانا ونواسي الحزانى . -3- بالأمس أعجبنا بموقف طريف هددنا فيه أحد الأصدقاء الأعزاء ( بالمغادرة ) وهو يلومنا لعدم الحضور لأحد الأتراح ، وأصدر تهديداً مدته 48 ساعة لزيارته ، جعلنا ننفض كل ما بأيدينا للذهاب إليه ونحن أكثر سعادة ومودة ، كما إنهالت عليه إتصالات الأعضاء من هم خارج الخرطوم . وتحول ( التهديد ) إلى مثار طرفة و عبرة ، وأسعدنا عندما قال بكل حب ( نود أن نحملكم على الواجب حملا رغم المشاغل والظروف ) . وصراحة أيقنت أنها ( طريقة ) مجدية للتواصل والزيارات رغم أنف المشاغل و الاتكاء على الأعذار والبحث عن التبريرات . -4- خرجنا من هذا ( الملتقى الأسفيري ) بكثير من الفوائد والأفكار ، أهمها التواصل مع أهل بلدتنا في كل البقاع ومعرفة أفراحهم وأتراحهم ومشاركتهم ولو أسفيريا في زمان تباعدت فيه القلوب والمسافات وأصبنا ( بمحقة ) وتسارع في الوقت ، كما استفدنا من مؤتمر في حالة انعقاد دائم يجمع شتى التخصصات والخبرات ، تزداد منهم قربا وثقافة وفكرة و تواكب الأحداث والمستجدات ، يطرح قضايا جادة وتحليلات ، شكراً ( ملتقى التناقسة ) على الواتساب الذي أصبح أنيسنا وجليسنا الصالح كل صباح . إلى لقاء هذا البريد الإلكتروني محمي من المتطفلين و برامج التطفل، تحتاج إلى تفعيل جافا سكريبت لتتمكن من مشاهدته