كشفت منظمة الأزمات الدولية في أحدث تقرير لها تورط الحركات المسلحة الدارفورية في الصراع بدولة جنوب السودان، واوضحت المجموعة أن تلقي الجبهة الثورية الدعم من دولة الجنوب ظل مستمراً منذ ما قبل الانفصال وحتى الآن. وأشار التقرير إلى أن القتال بين الأطراف بجنوب السودان امتد بسرعة إلى ولاية الوحدة بسبب انضمام متمردي دارفور إلى جوبا ، معتبراً أن العناصر الدارفورية باتت تمثل التهديد الرئيسي لتلك الولاية لجهة تركيزها على القتال في المدن الكبرى والمنشآت النفطية، وقالت المنظمة إن اتفاقيات التعاون بين السودان ودولة الجنوب بعد (الانفصال المر) لم تحقق الاستقرار بالمنطقة، وان مساعي المنظمات الإقليمية للتوسط جميعها باءت بالفشل نسبة للمصالح التنافسية بين الأطراف المتنازعة، في الوقت الذي لم تستثمر فيه القوى الخارجية بشكل كاف لحل النزاعات، محذرة من صعوبة احتواء الصراع بنهاية فصل الأمطار– الأمر – الذي يتطلب استراتيجيات جديدة في اتجاهات متعددة، للحد من التدخل الأجنبي وتقليل نشاط الجماعات المسلحة عبر الحدود، والحد من إمدادات الأسلحة إلى الأطراف المتنازعة، للتعرف على كيفية تمويل النزاع واقتراح تدابير لوقف استخدام عائدات النفط لتمويل الحرب، ودعت المجموعة الدولية إلى تنسيق جهود الوساطة لمشاركة أكثر فاعلية من قبل مجلس الأمن خاصة الصين والولايات المتحدة، والاستفادة من نفوذهما الإقليمي بالغ الأهمية. واعتبرت المنظمة الدولية في تقريرها أن الوضع بدولتي السودان قابل للاشتعال، فالقتال الذي اندلع بدولة الجنوب بين القوات الحكومية والمعارضة المسلحة بقيادة رياك مشار منذ أكثر من عام بسبب الفشل في حل النزاع داخل الحركة الشعبية والجيش، كذلك الخرطوم احتفظت بعلاقتها بالجماعات المسلحة بدولة الجنوب، فضلا عن تجدد الصراع بولايتي النيل الأزرق وجنوب كردفان، فوحدات الجيش الشعبي التي ظلت بالشمال عقب انفصال الجنوب استأنفت القتال بالمنطقتين، وانضمت للمجموعات المسلحة بمنطقة دارفور لتكون "الجبهة الثورية" التي تلقت المساعدات من دولة الجنوب عبر ولاية الوحدة، حتى قبل انفصال الجنوب.