تحكي لي إحدى الصديقات بأن ابن أختها الذي يبلغ سنه العاشرة سألها ببراءة عندما وقع نظره على صور لصغار الأسود في إحدى المجلات "ديل اسمهم شنو" فأجابته على تساؤله البريء بأنهم صغار الأسود ويسمون "بالأشبال" فكان الطفل مصراً على أن تلك الأسود قطط كبيرة. فمنذ أن أزيلت حديقة الحيوان التي كانت متاخمة لمنتزه المقرن العائلي وحدائق (6) أبريل ليحل مكانها ذلك المبنى الشاهق المسمى برج الفاتح "كورنثيا" الحالي صارت لا توجد حديقة مخصصة للحيوان، وتبعاً لذلك أصبح الكثيرون من الأجيال الجديده لا يفرقون بين الحيوانات ومعرفة أسمائها وحرموا من حديقة للحيوان كبقية أقرانهم بالدول الأخرى مكتفين فقط في نزهاتهم ببعض الحدائق التي ترامت داخلها بعض الألعاب هنا وهناك في شكل روتيني ممل، حتى الأطفال أنفسهم أصبحوا لا يفرحون كثيراً بالذهاب إلى مثل هذه المنتزهات التقليدية، بعكس ما كان يحدث في السابق قبل إزالة الحديقة حيث كان الأطفال يسعدون جداً إذا ما قررت أسرهم صحبتهم إلى حديقة الحيوان. كانت حديقة الحيوان تشكل برنامجاً ترفيهياً ورؤية عن قرب للحيوانات الموجودة بها حيث لا يفصلهم عنها سوى سياج أقفاصها التي وضعت داخلها، فعلى الرغم من قلة عددها إلا أنها كانت قبلة للأطفال الذين كانت بالنسبة لهم كالمدرسة في معرفة أسماء الحيوانات الموجودة بها والتمعن فيها خاصة رؤية (الأسد) الذي ارتبط بأذهانم بأنه ملك الغابة. وعلى الرغم من إجازة المجلس الوطني (البرلمان) خلال الفترة الماضية، لمشروع قانون رفاه الحيوان، بعد تعديل تسميته إلى "قانون الرفق بالحيوان" لسنة 2015م، والذي أثار ردود فعل واسعة لدى البعض في كيفية إجازته في ظل عدم وجود حديقة للحيوان المجاز من أجلها ذاك القانون. وربما كانت ردود الفعل سبباً في أن تخرج محلية جبل أولياء وإدارة حماية الحياة البرية بالسودان بتصريحات حول استعدادها لتنفيذ مشروع (الحديقة العالمية الكبرى للحيوان) الذي سينفذ حسب تلك التصريحات وفقا للمواصفات العالمية الحديثة لحدائق الحيوان خلال مارس المقبل. أتمنى أن لا تكون مثل المشاريع التي تكون حبراً على الورق فقط ولا تنفذ خاصة أن الأطفال الآن في عطلة نهاية العام فإذا تزامن افتتاح حديقة الحيوان المزمع إنشاؤها قبل نهاية العطلة المدرسية ستشهد تدافعاً محموماً من قبل الأطفال واسرهم نهاد أحمد