اختارت اللجنة العليا لترشيح المواطن عمر حسن أحمد البشير لرئاسة الجمهورية مدينة ودمدني حاضرة ولاية الجزيرة لتدشين الحملة الانتخابية للبشير وهو اختيار الذي صادف أهله لما له من معانٍ وأبعاد ودلالات وقيم سياسية. فالجزيرة الخضراء هي الأم الرءوم للسودان وهي المعطاءة بل هي العمود الفقري للاقتصاد السوداني من خلال مشروع الجزيرة وهي أرض البطولات التاريخية والتضحيات. وإنسان الجزيرة عرف بالكرم والشجاعة والشهامة والإقدام وهكذا عهده تاريخ السودان القديم والحديث فنعم الاختيار. احتشد أهل الجزيرة من كل حدب وصوب وجاءوا إلى ساحة التدشين ليستقبلوا قائد الركب وحادي المسيرة ليؤكدوا لفخامته أن الجزيرة وأهل الجزيرة بخير وعافية سياسية وهم على قلب رجل واحد مهما حاول الأعداء تفريقهم وتشتيت صفوفهم وأنهم على العهد باقون وأنهم أتوا جميعاً لتجديد العهد والميثاق والبيعة وتاييد ترشيح فخامته لدوره رئاسية جديدة في انتخابات إبريل المقبل بإذن الله تعالى .كان هذا الحشد الكبير يحمل بين ثناياه تقديرًا كبيرًا وعالياً من أهل الجزيرة لقائد ثورة الإنقاذ الوطني وحادي ركبها كما أنه رسالة للعالم أجمع بأن الشعب السوداني ملتف حول قيادته وأنه لا مجال للذين باعوا وطنهم ودينهم بثمن بخس لليهود الذين يتربصون بوطننا الدوائر وارتضوا أن يعيشوا حياة الذل والهوان بعد أن ارتموا في أحضان العمالة والارتزاق واستنصروا بالاجنبي الذي هو بئس النصير.هذه الرسالة القوية (من أرض المحنة ومن قلب الجزيرة) نقلتها الفضائيات العالمية ومراسلو الصحف والإذاعات والوكالات العالمية المعتمدين لدى الإعلام الخارجي بالسودان ووسائل الإعلام المحلية مقروءة-مسموعة –ومرئية وإلكترونية من ساحة التدشين مباشرة والتي أكدت أن السودان هو الوطن الواحد ما قد كان وما سيكون. د/ التجانى السيسي رئيس حزب التحرير والعدالة القومي نقل لأهل الجزيرة تحيات أهل دارفور وتقديرهم لهم وأكد أن قيادة ألدولة عازمة على إعادة مشروع الجزيرة سيرته الأولى وأن ذلك يأتي في مقدمة أولويات القيادة. سخر رئيس الجمهورية من حملة (ارحل)التي أطلقتها المعارضة وقال(البقول ارحل هو الشعب السوداني وإذا ما أداني أصواته ورشحني أنا بمشي عزيز مكرم). والحق هنا يقال كيف تنادي المعارضة البشير وتطالبه بالرحيل وهي تعلم علم اليقين أن البشير محبوب من جميع قطاعات الشعب السوداني وقواه الفاعلة والحية بل هو الرئيس السوداني الوحيد على امتداد التاريخ السياسي في السودان الذي وجد إجماعاً من الأمة السودانية والتي كل يوم تزداد تمسكاً به لأنه ود بلد وابن الأكرمين ولأنه يعز تراب هذا البلد العزيزولأنه رائد وقائد يستحق التقدير من شعبه. فالمعارضة السودانية تعلم تماماً أن التغيير لأنظمة الحكم لا يتم ولن يتم إلا عبر الوسائل السلمية والديمقراطية وأهم هذه الوسائل الانتخابات وصناديق الاقتراع فهي الفيصل والحكم وقادة المعارضة ورموزها بالداخل والخارج الذين يتبنون حملة (ارحل) عليهم أن يرحلوا هم لأنهم قرروا مقاطعة الانتخابات واختاروا الوسائل والأدوات والطرق غير الديمقراطية ليصلوا بها إلى سدة الحكم ولكن هيهات فالميدان الوحيد للمنازلة بين البشير ومعارضيه هو ميدان الانتخابات ولا ميدان آخر غيره والحكم والفيصل هو الشعب السوداني. فالبشير (موديل 2015) يختلف من البشير(موديل 2010) إبان الانتخابات الماضية لأن الفترة من 2010إلى 2015 شهدت البلاد فيها الكثير من التحولات الإيجابية في المجالات السياسية والدستورية والاقتصادية والاجتماعية والتقافية والرياضية وأبرز هذه التحولات تلك التي قادها البشير بنفسه وفي عملية التغيير والإصلاح والتي وجدت استحساناً لدى كافة قطاعات الشعب السوداني فضخ البشير بدماء جديدة في حكومته ووقف ضد الفساد(ألف أحمر) وابتدر في خطاب الوثبة مطلع العام الماضي الحوار الوطني وفتح الباب مشرعًا لكل القوى والأحزاب السياسية للمشاركة في الحوار المستمر بهدف الوصول إلى اتفاق وطني حول القضايا الكلية للوطن. وبالأمس ومن (أرض المحنة) تعهد البشير في برنامجه الانتخابي بالاستمرار في عملية الإصلاح التي بدأها وذلك في كل مؤسسات الدولة من رئاسة الجمهورية وحتى المحلية. فتلك مسيرة ماضية ولن تتوقف أبداً بإذن الله تعالى. فاختيار البشير مرشحاً عن المؤتمر الوطني لدورة رئاسية جديدة في انتخابات إبريل 2015 هو تأكيد على اختيار القوي الأمين وتأكيد أيضاً على الثبات على المبادئ والثوابت الوطنية التي نادت بها ثورة الإنقاذ الوطني وفى مقدمتها تحكيم شرع الله والحفاظ على أمن الوطن واستقراره وحماية ترابه وسيادته الوطنية. فالبشير واحد من أبناء القوات المسلحة السودانية الذين ترعرعوا في عرينها-عرين الأسود- وهو قائدها الأعلى بل القائد الأعلى لكل القوات النظامية التي تقف في خندق واحد كالبنيان المرصوص دفاعاً عن الأرض والعرض ومن هذا المنطلق أطلقها البشير عالية مدوية في تدشين حملته الانتخابية بقلب الجزيرة بان مبادئنا وكرامتنا ليست للبيع –نعم ليست للبيع. دوائر –عمرأحمد الحاج