عند بزوغ فجر الأمس، وبعد أدائي للصلاة ، وترطب لساني بذكر الله، أمضيت فسحة من الوقت ولساعة كاملة كنت في نزهة فكرية تربوية توثيقية حلقت بي الذاكرة رغم وهنها في رحاب مدرسة الدويم الريفية الوسطى في العهد الذهبي للتعليم في مطلع ستينات القرن المنصرم وكنت يومذاك في ريعان الشباب أمسك بالقلم لأعلم بخباء ونوابغ مسقط الرأس رسم الحرف ونطق الكلمة بجانب تلك الحصيلة الأكاديمية أعددناهم سلوكاً وخلقاً لمجابهة الحياة وتضاريسها وعثراتها وكان من هؤلاء ومن ضمنهم عنقود هذه النخبة المميزة الابن إبراهيم أحمد غندور والذي أصبح اليوم نجماً في سماء الوطن. وبينما كنت محلقاً في سماء ذكريات الزمن الجميل وتسترجع الذاكرة أهداف وفلسفة واستراتيجية التعليم عندئذ ولوحة شرف مضيئة يزينها أسماء نجباء المدرسة الأنموذج وتوشح تلك اللوحة عقد نضيد من علماء ومعلمي جيل الأمس أذكر منهم ووفاء لهم: الأمين إبراهيم الإمام، عبدالله أبو ضفيرة ، محمد أحمد دوشي، عبدالمجيد خليفة وعباس أحمد الريح وشخصي وأخرين مازالوا في ذاكرة الوطن لعطائهم. وتوقف قطار الذكريات عندما أدرت مؤشر جهاز المذياع القومي. وحينها التقطت أذني الصاغبة نبأ بثه مذيع أخبار السابعة المبدع الأستاذ الطيب قسم السيد والنبأ يحمل في ثناياه لقاء فخامة الرئيس عمر حسن أحمد البشير بالروفسير إبراهيم أحمد غندور الذي شرح له خلاله مجريات مهمته التاريخية السياسية لإذابة الثلوج بين السودان والولايات المتحدة. مهمة عسيرة وسهلة عند غندور لم تصبني الدهشة في هذا التكليف الشاق لما عرفته وعرفه سائر معلميه (غندور) لما يتمتع به من حنكة وحكمة وHفق واسع وذكاء متوقد متحدثاً لبقاً ومستمعاً صاغياً صبوراً، لن تخذله عبارات لغتنا الثانية الإنجليزية لأنه أتقنها وأجادها داخل الفصل وأنا أعلمه فك طقوسها. إن الاختيار لهذه المهمة يتطلب مقدرات ذهنية معينة ولمحاور بليغ ولدبلوماسي معتق. شكراً لك أخي الرئيس على هذا الاختيار الذي صادف أهله كما هو مصدر فخر واعتزاز لأهلك بمدينة الدويم قلعة العلم والمعرفة، لتكليفك لأحد علمائها الأجلاء. وفق الله غندور في مهمته التاريخية المهمة. والله الموفق حسين الخليفة الحسن خبير تربوي