* من أخبار ولاية شمال كردفان أن واليها مولانا أحمد هارون وأعضاء حكومته شاركوا شاركوا شباب مبادرة مناب في حملتهم الكبرى لنظافة مقابر الشريف بمدينة الأبيض.. ووفقا لما ورد في زاوية (نادي المشاهير) بأخيرة عدد الأمس من صحيفة (ألوان) في ثوبها وثورتها الجديدة فقد أعرب شباب المبادرة عن عظيم تقديرهم وامتنانهم لموقف ومشاركة حكومة الولاية بقيادة واليها وهو ما مثل دفعة معنوية للمبادرة بتقديم نموذج عملي يغني عن آلاف الكلمات والتوجيهات والقرارات الإدارية.. * شكرا عميقا لمولانا أحمد هارون وأعضاء حكومته لمبادرتهم ووقفتهم مع شباب المبادرة وهي خطوة عملية ترسل أكثر من رسالة في أكثر من اتجاه.. وشكرا عميقا لشباب المبادرة الذين قدموا درسا مجانيا لمنظماتنا واتحاداتنا الشبابية التي تتحرك بسلحفائية عجيبة وتعمل بطريقة لا خيال فيها ولا اجتهاد.. مع تقديرنا لجهودهم المستمرة لتحريك ركود العمل الشبابي الذي يحتاج لأفكار ومبادرات (خارج الصندوق) ليتفاعل معها الشباب الذين ابتعدوا كثيرا عن مواعين وبرامج الاتحادات والمنظمات الشبابية الحكومية التي غرقت في مياه البرامج الحكومة الرسمية حيث تحولت لواجهات تنفيذ تفتقد الحيوية والمبادرة في مجالات عديدة لم تجدمن يطرق عليها برشاقة وحيوية بعد.. * مناسبة الاستشهاد بمبادرة ومشاركة مولانا أحمد هارون في نظافة مقابر الشريف بالأبيض واقع التردي البيئي الذي تعيشه العاصمة السودانية الخرطوم حيث يتفق الجميع حاكمين ومحكومين على حقيقة أن الخرطوم (مدينة وسخانة) كما اعترف الدكتور عبد الرحمن الخضر والي الخرطوم في حوار صحفي أجريته معه لصحيفة الأهرام اليوم قبل ثلاث سنوات.. خلال حديث الدكتور عبد الرحمن الخضر يومها لاحظت أنه متعب ومرهق جدا من واقع التردي المحزن في بيئة العاصمة التي تختفي مشاهدها ومناظرها وإنجازاتها الضخمة خلف (كوم تراب) أو كوشة نفايات في منتصف أحد الكباري أو الطرق الجديدة.. الناس بطبعهم لا يركزون على الجوانب المشرقة من عمل الحكومات وعلى رأسها حكومة ولاية الخرطوم التي شهدت في عهد الدكتور الخضر جهدا خرافيا في خدمة الناس وتوطين وتطوير الخدمات والبنيات التحتية.. لكن لوحة الإنجازات هذه هزمها إعلام كسول بلا خيال وطريقة أكثر من عجيبة في إصرار بعض المواطنين على زيادة مساحة القبح العام بمساهمتهم في تردي الحال البيئي في الطرقات العامة وفي بعض الأحياء الراقية في العاصمة الخرطوم.. * يقف حي المهندسين الراقي بمحلية أم درمان شاهدا محزنا ومؤسفا على لا مبالاة المواطنين في قضية النظافة هذه.. مشاهد محزنة جدا تقابلك في طرقات وأزقة مربعات حي المهندسين بأم درمان.. مع سبق الإصرار والترصد تجد أكواما من النفايات تتزايد كل يوم.. تجتهد الوحدة المسؤولة عن نظافة حي المهندسين في إزالة النفايات والاجتهاد في أمر جمعها وترحيلها من داخل مربعات الأحياء التي تقطنها نخبة من قطاعات المجتمع السوداني بكافة ألوان طيفه الاقتصادي والسياسي والاجتماعي.. هذه النخبة تقف متفرجة على واقع التردي البيئي المحزن هنا.. مفارقة مدهشة أن يكون كل هؤلاء الرموز في منطقة واحدة يشاهدون هذا القبح يوم.. لكنهم لا يحركون ساكنا ولا يفكرون في مبادرة ذاتية للمساهمة مع حكومة الولاية ومحلية أم درمان في قيادة نفير وحملة لجعل المهندسين قبلة نموذجية لأحياء ولاية الخرطوم الأخرى.. علمت أن الدكتور عبد الرحمن الخضر والي الخرطوم قد أدى صلاة الصبح قبل أشهر خلت في مسجد عتيق بمدينة المهندسين بأم درمان وشهد ضربة البداية لجعل أحد المربعات نموذجا يحتذى في النظافة وإزالة النفايات.. ليت الوالي الخضر يزور المصلين مجددا ليسأل عن مراحل تنفيذ الخطة التي انطلقت من حلقة تلاوة وختمة للقرآن الكريم ذات يوم الزيارة الكريمة.. * الخرطوم ستكون أكثر مدن العالم جمالا ونظافة وترتيبا إن أعطى المواطنون قليلا من الاهتمام الذاتي بنظافة الشارع العام كما يحرصون على نظافة حيشانهم وشققهم الخاصة.. * نظافة العاصمة ليست مسؤولية الحكومة وحدها.. والنظافة ليست إجراءات وقرارات إدارية فقط.. النظافة سلوك.. وقناعة ومبادرة. * كيف ستكون عاصمتنا نظيفة وجميلة ونحن نرمي بكل شيء على الطرقات وأزقة الأحياء.. ثم نرجم حكومة الخضر على التقصير وتنامي أكوام النفايات حتى في أحيائنا الراقية من المنشية وحتى حي المهندسين بأم درمان؟!!