ما بين (الضحكات) و(الواسطات)... مذيعات (الإف إم) في (قفص الاتهام)! الخرطوم: تفاؤل العامري امتلأ فضائنا الإعلامي بكم هائل من إذاعات (الإف إم) في وقت ليس بالطويل، ما جعل المستمع يتنقل من محطة إلى أخرى بحثاً عن مادة شيقة يمنحها الأذن الصاغية ويوليها الاهتمام، إذ إن دور الإذاعات لا ينتهي، وذلك لأهميتها في حياة الناس، والدور التثقيفي الذي تلعبه، فالبعض يعشق الإذاعة لدرجة كبيرة جداً، خاصة ربات المنازل فهي سلواهن لأنها تمدهن بمعلومات ثرة في شتى المجالات لذا استشبرن خيرا بالكم الهائل من إذاعات (الإف إم)، لكن للأسف ضاعت أحلامهن سدى بعد أن أمسك بالمايك داخل تلك الإذاعات مذيعات لا علاقة لهن بالإعلام، وباتت تطل على المستمعين مذيعات لا يعرفنّ حتى القراءة بطريقة صحيحة، إلى جانب الجدل الكثيف الذي بات يصاحب (ضحكات) مذيعات الإف إم والتي وصفها الكثيرون بالضحكات (المثيرة للجدل)! فرض رقابة: المذيعة يسرية محمد الحسن أبدت تخوفها من انتشار إذاعات (الإف إم) وطالبت بضرورة فرض الرقابة الصارمة على تلك الإذاعات حتى لا تضر بالنشء بإدخالها للثقافات الوافدة التي تؤدي إلى طمس الهوية السودانية، كما أقرت بوجود بعض الإشراقات المشرفة لمذيعات رفضت تسميتهن وطالبت البعض الآخر بترك ما وصفته ب(الضحك دون أسباب)، مضيفة بقولها: (يجب الالتفات لتقديم المادة الجيدة بعيدا عن الثرثرة التي لا تجدي نفعا). الجامعات هي السبب: من جانبه شن الفنان محمد ميرغني هجوما كاسحا على مذيعات (الإف إم) وأرجع ضعف أدائهن إلى كليات الإعلام بالجامعات المختلفة التي أكد أنها تفرخ طلابا دون ثقافة أو لغة أو معلومات عامة، لافتا إلى أنه توقف عن متابعة الإذاعات معللاً ذلك بقوله: (انتشرت تلك الإذاعات فابتعدت عن تقديم المادة الجدية)، واصفا ما يقدم عبر أثير بعضها ب(الفارغ) الذي لا محتوى له، مشيداً ب(إذاعة البيت السوداني) وبالمذيعتَيْن لمياء متوكل وسارة مهدي. وختم محمد ميرغني حديثه قائلاً: (أهتم بالحراك العالمي وأتابع الإذاعات الخارجية لما يقدم عبرها من مواد دسمة). دفاع مستميت: من جهتها دافعت مذيعة إذاعة (هوى السودان) ولاء إبراهيم عن بنات جيلها من مذيعات (الإف إم) قائلة: (لا صحة لما يثار حولنا من أحاديث عن أننا عاطلات عن الموهبة وأنه لا علاقة لنا بالإعلام)، مؤكدة سعيهن لتقديم مواد دسمة بالإضافة إلى مناقشة مواضيع هادفة من صميم المجتمع، وتضيف: (أما ما يتعلق بالضحك الذي وصفه البعض بالخليع، فأنا في حيرة من تلك الانتقادات التي لا علاقة لها بأرض الواقع، نعم هناك بعض المواقف تتطلب الضحك أثناء البرامج خفيفة الظل لكن لا يمكن وصفها بالخليعة أو المثيرة للجدل)! هجوم كاسح: مذيع خط اسمه بأحرف من نور متنقلا ما بين الشاشة ومايكرفون الإذاعة -تحفظ عن ذكر اسمه- قال ل(فلاشات): (حقيقة أنا مستاء جدا من ما يحدث بإذاعات الإف إم فهي عبارة عن كلام فارغ دون رقيب ولا حسيب)، وواصل: (لا يمكن أن يكون هدف كل مذيعة أن تجري اتصالات بأهلها أو معارفها وأصدقائها في مداخلات حتى يثنوا عليها وعلى أدائها لتعقبها بضحكة أقل ما توصف به أنها مثيرة للجدل). وحذر الإعلامي المعروف من مغبة تلك الإذاعات التي جاءت كالنبت الشيطاني –على حد تعبيره- مؤكداً أنها لم تقدم ما يستفيد منه المجتمع وأن بعض المذيعات العاملات خلف المايكرفون أغلبهن جاء عن طريق المجاملات وصلة القرابة ما يعني أن لا مؤهل أكاديمي يؤهلهن للعمل بالإعلام!