(اقْرَأْ بِاسْمِ رَبِّكَ الَّذِي خَلَقَ{1} خَلَقَ الْإِنسَانَ مِنْ عَلَقٍ{2} اقْرَأْ وَرَبُّكَ الْأَكْرَمُ{3} الَّذِي عَلَّمَ بِالْقَلَمِ{4} عَلَّمَ الْإِنسَانَ مَا لَمْ يَعْلَمْ{5})، قيل عن اقرأ وربك (الأكرم) إن الأكرمين في التاريخ جغرافيا وعالميًا هم القارئون. وفي قصة سيدنا آدم عليه السلام قال تعالى (وَإِذْ قَالَ رَبُّكَ لِلْمَلَائِكَةِ إِنِّي جَاعِلٌ فِي الْأَرْضِ خَلِيفَةً قَالُوا أَتَجْعَلُ فِيهَا مَنْ يُفْسِدُ فِيهَا وَيَسْفِكُ الدِّمَاءَ وَنَحْنُ نُسَبِّحُ بِحَمْدِكَ وَنُقَدِّسُ لَكَ قَالَ إِنِّي أَعْلَمُ مَا لَا تَعْلَمُونَ) الآية (30) البقرة. في تفسير ظلال القرآن: (إن الملائكة بفطرتهم البريئة التي لا تتصور إلا الخير والنقاء قد حسبوا أن التسبيح بحمد الله وتقديسه هو الغاية المطلقة للوجود وهذه الغاية متحققة بوجودهم هم، وسؤالهم يصور دهشتهم). والله أعلمهم أن طبيعتهم ليست مهيأة لذلك ولا ميسرة له إن التسبيح بحمد الله وتقديسه هو أشرف شيء في الوجود ولكن الخلافة في الأرض لا تقوم بذلك وحده إنما هي تحتاج إلى طبيعة أخرى، طبيعة تبحث عن المعرفة وتجوز عليها الأخطاء، وسيكون آدم نوعا جديدًا من المخلوقات وستتحقق بوجوده حكمة عليا لا يدريها أحد غير الله، وتلك حكمة المعرفة. قال تعالى: (وَمَا خَلَقْتُ الْجِنَّ وَالْإِنْسَ إِلَّا لِيَعْبُدُونِ) الآية (56)سورة الذاريات، قرأها ابن عباس: (إلا ليعرفون) فكأن المعرفة هدف النوع الإنساني وغاية وجوده، وأمر الله تعالى الملائكة بالسجود لآدم فكان سجود تكريم، وعلمهُ الأسماء كلها، أسماء الأشياء وخواصها ومنافعها، والأسماء هنا تعني العلم، وقال للملائكة: (أَنْبِئُونِي بِأَسْمَاءِ هَؤُلَاءِ إِنْ كُنْتُمْ صَادِقِينَ) الآية (31) البقرة، ويقصد صادقين في رغبتكم في الخلافة، ونظر الملائكة فيما عرض عليهم فلم يعرفوا أسماءه واعترفوا لله بعجزهم وقالوا: (سُبْحَانَكَ لَا عِلْمَ لَنَا إِلَّا مَا عَلَّمْتَنَا إِنَّكَ أَنْتَ الْعَلِيمُ الْحَكِيمُ) الآية (32) سورة البقرة. فقال الله تعالي لآدم: (قَالَ يَا آَدَمُ أَنْبِئْهُمْ بِأَسْمَائِهِمْ فَلَمَّا أَنْبَأَهُمْ بِأَسْمَائِهِمْ قَالَ أَلَمْ أَقُلْ لَكُمْ إِنِّي أَعْلَمُ غَيْبَ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ وَأَعْلَمُ مَا تُبْدُونَ وَمَا كُنْتُمْ تَكْتُمُونَ) الآية (33) سورة البقرة. أدرك الملائكة أن آدم هو المخلوق الذي يعرف وهذا أشرف شيء فيه، قدرتهُ على التعلم والمعرفة وعرف الملائكة لماذا أمرهم الله بالسجود له، كما فهموا السر في أنه سيصبح خليفة في الأرض يتصرف ويتحكم فيها بالعلم والمعرفة، معرفة الخالق، وهذا هو ما نسميه الإيمان، وعلم بأسباب استعمار الأرض وتغييرها والتحكم فيها وهذا ما نسميه العلوم المادية على الأرض. خليفة الله في الأرض عليه أن يحقق التوازن، وكمال الإنسان لا يتحقق إلا بتحصيله ما يستطيعه من معرفة الخالق، وعلوم الأرض، فإن نجح في شيء على حساب شيء آخر، صار مثل طائر جبار يرف بجناح واحد، بينما جناحه الثاني محيض يمنعه من التحليق. إنسان النهضة يلزمهُ أكبر قدر من الوعي، والتفكير. وحين تكفل له الحرية المطلقة سينمو بداخله آدم الخليفة الأول. إلى النور: ديوجين فيلسوف كان يحمل مصباحهُ وسط النهار يبحثُ عن إنسان. مصباح ديوجين إيمان كمال الدين هذا البريد الإلكتروني محمي من المتطفلين و برامج التطفل، تحتاج إلى تفعيل جافا سكريبت لتتمكن من مشاهدته