إن كانت النتائج تقاس بالأداء والبذل والعطاء فقد قدم منتخبنا الوطني الأول لكرة القدم من خلال مباراتي ساحل العاج وانجولا ما كان يستحق عليه التأهل إلى الدور الثاني من نهائيات أمم إفريقيا بعد أن فرضنا أنفسنا في المباراتين وقدمنا مستوى رائعاً أكسبنا احترام الخبراء والمتابعين للبطولة لولا أننا دفعنا ثمن الأخطاء الفردية التي حرمتنا من انتصارين مستحقين. قلت عقب مباراة ساحل العاج في هذه المساحة إن ما قدمه لاعبونا في تلك المباراة هو دليل تطور وارتفاع في المستوى وليس صدفة أو تهاون من منتخب ساحل العاج كما قال البعض وأمس أثبت صقور الجديان أنهم بالفعل جاءوا للبطولة بوجه جديد وبطموح كبير من أجل دخول التاريخ والانتقال إلى محطة أخرى . كنا الأقرب والأحق بالانتصار في المباراتين والصعود إلى ربع النهائي خاصة مباراة الأمس التي فرض فيها منتخبنا شخصيته ولعب بجماعية وتفاهم كبيرين وسيطر على الملعب وأجبر المنتخب الأنجولي بنجومه الكبار للتراجع ولولا سوء الطالع الذي لازمنا في بعض الفرص لحققنا الفوز وبأكثر من ثلاثة أهداف على الأقل . ما قدمه المنتخب هو بلاشك ثمار للمعسكر الناجح الذي أقامه بقطر والمباريات الإعدادية التي أداها أمام كل من تونس والسنغال والجابون فانعكس ذلك على الناحية البدنية والذهنية وبالتالي وضح أنه إذا ماتوفرت أقل المعينات للمنتخب فإنه قادر على تحقيق الأحلام وهذا درس يجب أن نستفيد منه مستقبلاً ونحن نتأهب لتصفيات كأس العالم وأمم إفريقيا . قدم لاعبونا مباراة كبيرة وأثبتوا أن اللاعب السوداني يتميز بقدرات كبيرة وأنه لايقل عن اللاعبين الأفارقة الذين وجدوا فرص الاحتراف في الدوريات الأوروبية بل تفوقوا على النجوم الكبار سواء محترفي ساحل العاج أو أنجولا ونتمنى أن تكون أعين الأندية والسمسارة قد تابعتهم وقد حان الوقت ليطرق لاعبونا الدوريات الخارجية. وقد أثبت المدرب الكبير مازدا أنه يعرف كيف يتعامل مع المباريات وكيف يوظف لاعبيه وكيف يختار الأسلوب المناسب وقد نجح في المباراتين وصنع لنا بالفعل منتخباً جدد فينا الأمل للعودة للماضي العريق وهو يتيح الفرصة للعناصر الشابة ويجدد الثقة في الكبار ويصنع فريق أسرة واحدة وأنه جدير بقيادة المنتخب . كنت أخاف على لاعبينا من تأثير مباراة ساحل العاج أولا من الناحية النفسية لأن اللاعب السوداني عندما يؤدي مباراة كبيرة يتأثر بالمدح ويتراجع في المباراة التي تليها وأيضاً من الناحية البدنية لأن التجارب تثبت تأثير المباريات الضاغطة على اللاعب السوداني ولكن أثبت لاعبونا أنهم اكتسبوا ثقافة جديدة بالتعامل مع كل المباريات بروح واحدة بل خفنا عليهم من تأثير الهدف المبكر ولكنهم ازدادوا تألقا وإن كان هذا الجيل قد دخل التاريخ بإعادتنا لنهائيات أمم إفريقيا بعد غياب أكثر من ثلاثين عاماً فقد دخلوا التاريخ بكسر حالة الصيام الهجومي التي امتدت إلى ستة وثلاثين عاما بإحراز هدفين رائعين للرائع بشة بعد أن توقفنا في محطة قاقارين عام 1976 في مرمى زائير وهو إنجاز بلاشك يستحقون عليه الإشادة. أخرس لاعبونا ومدربهم كل الألسن التي راهنت على فشلهم وقللت من مستواهم أمام ساحل العاج وكلنا أمل في تحقيق انتصار على بوركينا فاسو القادمة ولنتمسك بأمل الصعود. حروف خاصة نجح حكمنا الدولي خالد عبدالرحمن بامتياز في إدارة مباراة غينيا الاستوائية والسنغال والتي انتهت بفوز غينيا الاستوائية بهدفين مقابل هدف في الزمن القاتل وكان وجها مشرفا للتحكيم السوداني ونتوقع أن يمنح فرصة جديدة في بقية المباريات. استمتع العالم كله بأجمل وأقوى ديربي عالمي والذي جمع برشلونة وريال مدريد في ربع نهائي كأس الملك والذي انتهى بالتعادل بهدفين لكل. مباراة حملت كل ماهو جميل في كرة القدم من قوة وإثارة وأهداف ملعوبة وتمريرات جميلة فكانت أشبه بقطعة موسيقية وليست كرة قدم وقدم ميسي وكرستيانو رونالدو مباراة خاصة في المهارات الفردية والاختراق يبدو أن الريال يحتاج إلى وقت طويل لتحقيق فوز على برشلونة ولم تعد هناك ندية .