كشفت المباحث والتحقيقات الجنائية التفاصيل الكاملة في قضية جاسوس مطار الخرطوم، وأفاد المتحرى مساعد شرطة في أقواله أمام محكمة جنايات الخرطوم وسط التي ترأسها القاضي الصادق ضرار مختار أنه بتاريخ (10نوفمبر2014م) تم تدوين بلاغ بالرقم (35) تحت المواد (21/24/25/26/53/55/56) من القانون الجنائي أبلغ فيه الشاكي عضو جهاز الأمن والمخابرات الوطني بموجب عريضة أن المتهم المذكور قام بنقل معلومات سرية ورسمية مستغلاًً عمله وعلاقاته بإحدى القوات النظامية وقام بتمليك معلومات لوكلاء دولة أجنبية أضرت بالبلاد سياسياًَ واقتصادياً، وأضاف المتحري أنه تم القبض على المتهم بتاريخ (25/نوفمبر/2014م) والذى عثر بحوزته على (46)جواز عمرة وحج وبالتحري معه تبين أنه ترك العمل بتلك القوة النظامية في اواخر العام 2012م وحسب إفادات المتهم فإنه الآن طالب يدرس بإحدى المؤسسات التعليمية ويعمل متعاوناً بوكالة سفر معروفة، وتلا المتحري أقوال المتهم حيث أنكر المتهم أمام المحكمة بعض أقواله مؤكداً أن قنصل الدولة العربية التى اتهم بالتخابر معها لم يطلب منه معلومات عن أي شخص. وأضاف المتحري للمحكمة بأن المتهم سجل اعترافاًً قضائياً أمام القاضي بمحكمة جنايات الخرطوم وسط بتاريخ (10ديسمبر2014م) ، وقدم المتحري نحو (5) مستندات اتهام للمحكمة عبارة عن ورقة تحوي (6) أسماء لشخصيات بدولة عربية مجاورة، حيث نفى محامي الدفاع صلة المتهم بذلك المستند، وكشف المتحري بأنه تمت مخاطبة جوازات مطار الخرطوم للاستفسار ومعرفة الشخصيات التي عثر على أسمائها بالورقة المذكورة حيث جاءت إفادة مكتب الجوازات بأن هنالك شخصيتين من جملة الشخصيات الست المذكورة رصد له دخول وخروج عبر مطار الخرطوم. وأوضح المتحري بأنه عثر بحوزة المتهم على صورة من بطاقة شرطية أرسلت للمعامل الجنائية والتي أفادت فيما بعد بأنها صورة من بطاقة مزورة بواسطة الحاسوب، مشيراً إلى أنه من بين المضبوطات قصاصة ورقية عليها اسم رجل أعمال سوداني شهير ونفى المتهم صلته بالقصاصة تلك. كما قدم المتهم مستند اتهام عبارة عن مخاطبات وتفاصيل مكالمات تم رصدها من إحدى شركات الاتصال حوت في مضمونها مكالمات بين المتهم وقنصل الدولة العربية لافتاً إلى أنه بتاريخ (11مارس2015م) وجهت تهماً للمتهم تحت المواد (53/55/56) ق. ج وشطبت بقية المواد. وتم استجواب المتهم من قبل هيئة الاتهام ممثلة في المستشار عبدالله عبدالدائم والمستشار محمود عبدالباقي وكيلي نيابة أمن الدولة حيث أكد المتحري بأن المتهم وصديقه قاما بتلبية دعوة عشاء قدمها لهما قنصل تلك الدولة بمطعم مشهور بالعمارات. وفي السياق كشف المتحري رداً على أسئلة محامي الدفاع عن المتهم مؤكداً أن المطعم الذي لبى فيه المتهم وصديقه دعوة القنصل كان مطعماً عاماً يمكن لأي شخص أن يحضر فيه مشيراً إلى أن المتهم أفاد في أقواله بأنه الآن طالب بعد أن ترك العمل بتلك القوة النظامية وأنه يتعاون مع إحدى الوكالات وأنه يذهب لقنصلية تلك الدولة بغرض عمل تأشيرات لافتاً إلى أن قنصل تلك الدولة المتورط في العملية يعمل مسؤول تأشيرات بتلك القنصلية، من جانبها حددت المحكمة جلسة أخرى لمواصلة السير في إجراءات القضية