انتخب شيخ الإسلاميين رئيساً له البرلمان.. تفاصيل وكواليس أول جلسة! تقرير: هبة عبد العظيم – عبد الباسط إدريس عند تمام العاشرة والنصف دق حاجب البرلمان الجرس إيذاناً بموعد الجلسة الإجرائية للمجلس الوطني المنتخب، بدأ الأعضاء المنتخبون الدخول إلى قاعة البرلمان الكبرى التي تم فرشها بسجاد أزرق اللون ما أضاف ألقاً خاصاً على مشهد الحدث وأضاف تغييراً واضحاً على مظهر القاعة القديم، فيما تناسق السجاد الأزرق مع الستائر ذهبية اللون خلف المنصة الرئيسية، ومع جلوس كل النواب في مقاعدهم دخل البرلماني الشيخ النذير الكاروري القاعة وتوجه إلى كرسي رئيس المجلس باعتباره أكبر الأعضاء سناً، وألقى بالتحية والسلام على الحضور ورحب بضيوف البلاد من البرلمانات العربية والإسلامية ثم دعا النواب إلى أداء القسم وترديد القسم خلف المستشار القانوني للمجلس، ثم تلا الكاروري المرسوم الجمهوري رقم (5) لدعوة المجلس الوطني للإنعقاد، ثم فتح الباب أمام الترشيح لمنصب رئيس المجلس الوطني. رئاسة المجلس.. منافسة ضعيفة عندما تجاوزت الساعة الحادية عشرة والنصف بخمس دقائق أعلن رئيس الجلسة الشيخ الكاروري بداية الترشيح لمنصب رئيس البرلمان شرع النواب في التصويت بعد أن برز أكثر من اسم مرشحاً لرئاسة المجلس، وفيما رشح النائب بلال عوض الله من دائرة "أم رمته" للبروفسيور إبراهيم أحمد عمر وقام بالتثنية النائب مصطفى مكي العوض عن دائرة غبيش بغرب كردفان. ورشح النائب المستقل عن دائرة الفشقة مبارك النور النائب المستقل المبارك العباس علي مصطفى رئيساً للمجلس. ورشحت إحدى البرلمانيات النائب صالح يحيى بره من حزب الوسط القومي، وثنى صالح نفسه مما أثار موجة ضحك كسرت سكون الجلسة التي امتدت لأكثر من ساعتين. مع بداية إعلان رئيس الجلسة الشيخ الكاروري التصويت على رئيس البرلمان اتجه موظفو وحجاب المجلس يوزعون أوراق التصويت على الأعضاء، كان أول من اتجه لصندوق الإقتراع النائب الأول لرئيس الجمهورية الفريق أول ركن بكري حسن صالح، ثم نائب رئيس الجمهورية حسبو عبد الرحمن، بعدها اتجه كل النواب للتصويت، وتبادلوا خلالها التحايا، وبدا النائب الأول السابق لرئيس الجمهورية والبرلماني الحالي علي عثمان هاشاً باشاً وهو يرتدي الزي التقليدي ويلقي التحايا على أعضاء الوطني بجانب صندوق الاقتراع الذي توسط قاعة المجلس. عقب انتهاء عملية التصويت التي استمرت لنحو ثلث الساعة، تم إعلان انتهاء التصويت ومن ثم استعدت اللجنة التي يرأسها المستشار القانوني للمجلس لعملية الفرز إلا أن عضو البرلمان عن القائمة النسبية القومية للمؤتمر الوطني عبد الحميد موسى كاشا انتزع فرصة اعتراضية وخاطب رئيس الجلسة الشيخ عبد الجليل النذير الكاروري قائلاً أن أعضاء لجنة فرز أصوات عضوية البرلمان الخاصة بانتخاب رئيس المجلس لابد لها أن تؤدي القسم قبل أن تباشر عملية الفرز، لكن الشيخ الكاروري رد على كاشا قائلاً "أن اللجنة مؤتمنة وأنه لا يوجد في اللائحة مايدعوها لأداء القسم". وبعد إجراء عملية الاقتراع أدلى النواب بأصواتهم على صندوق واحد وُضِعَ في منتصف قاعة المجلس ليعلن بعدها رئيس الجلسة الشيخ الكاروري أن عدد أعضاء البرلمان الكلي (426) عضواً كان عدد الحاضرين منهم (414) عضواً، وقد كان عدد الأصوات الصحيحة (411) صوت والتالفة ثلاثة أصوات، أما الذين امتنعوا عن التصويت فعددهم 15 عضواً وقد حصل إبراهيم أحمد عمر على (374). ================= على لسان الرئيس الجديد شعارت الدورة الجديدة: "العدل والشفافية والنزاهة" بخطى ثابته وهو يرتدي الزي الوطني مضى الرجل الثمانيني إلى منصة التتويج رئيساً للبرلمان وسط أجواء صاخبة عنوانها دوي التصفيق، وأصوات التكبير، تولى إبراهيم عمر إدارة الجلسة الإجرائية للبرلمان في دورته الثالثة، على مهل أخرج البروف ورقته التي حملت مضامين خطابه الذي حمل رسائل هامة على رأسها "تأييد البرلمان وقيادته لقرار رئيس الجمهورية المشير عمر البشير بالمشاركة في عاصفة الحزم مع الدول الشقيقة بجانب تأكيده أن "الحوار الوطني" خيار استراتيجي وفكرة عبقرية تدل على وعي القيادة من أجل تقدم البلاد. وأشار ألا سبيل لذلك بغير وحدة الصف. وعلى مستوى قيادته للبرلمان فقد أكد إبراهيم أحمد عمر للنواب بتقديم الدعم والعون لهم للنهوض بأعبائهم ومسؤولياتهم وتهيئة أجواء برلمانية إيجابية قوامها الحرية والعدالة والديمقراطية" وأنه لن يحجر على رأي ولن يقوم بتبخيس فكرة" وقال أن الدورة البرلمانية المقبلة قوامها "العدل والشفافية والنزاهة". ميني بروفايل يعتبر من رموز الحرس القديم: إبراهيم أحمد عمر.. موسم العودة إلى كرسي الترابي بعد الإطاحة بالدكتور حسن عبد الله الترابي في العام 2000م من منصبه كأمين عام لحزب المؤتمر الوطني، لم يجد الحزب بديلاً ليجلس في المنصب الحزبي إلا البروفسير إبراهيم أحمد عمر الذي لم يكن أصلاً على وفاق مع الترابي لسنوات طويلة سبقت المفاصلة نفسها، علماً بأن البروف هو واحد ممن وقعوا على مذكرة العشرة والتي مهدت الطريق للمفاصلة، وقد كان قرار الحزب في ذلك الوقت هو تعيين البروف أميناً عاماً مكلفاً لحين انعقاد المؤتمر العام، وبالفعل حينما انعقد المؤتمر الاستثنائي انتخب البروف أميناً عاماً وعُيِّن في ذات الوقت مساعداً لرئيس الجمهورية. وهو أول شخصية تجلس على المنصب الذي يبدو أنه صُمِّم له بعد أن نجحت في فترات مختلفة محاولات جناح الترابي في إقصاء البروف وأفشلوه حتى في الصعود انتخابياً لمجلس شورى الحزب. البروفسير إبراهيم أحمد عمر من مواليد أمدرمان وتلقى تعليمه الابتدائي بمدرسة الهجرة والمتوسط بالمدرسة الأميرية والثانوي بمدرسة وادي سيدنا الثانوية ثم جامعة الخرطوم كلية العلوم الرياضية ثم درس في نفس جامعة الخرطوم كلية الآداب وهو ما سماه عبد الباسط سبدرات في سفره القيم "قبيلة الوزير" بجمع الحُسنيين بالجمع بين الفلسفة والعلوم السياسية.. ثم دراسات عليا ببريطانيا (كيمبردج) وحصل على الدكتوراه 1972م، ثم عاد للعمل بالجامعة. في الإنقاذ عمل البروف أميناً عاماً للمجلس القومي للتعليم العالي ثم وزيراً للتعليم العالي؛ وفيها نظر لسياسة التوسع في التعليم العالي بإيجابياته التي لا تخطؤها العين وأخطائها التي يشير إليها حتى من ليس في عيونهم رمد، بعد ذلك تنقل مستشاراً لرئيس الجمهورية مرتين ومساعداً لرئيس الجمهورية ووزيراً للعلوم والتقانة، وجاء انتخابه أمس رئيساً للبرلمان ليجلس على مقعد جلس عليه الترابي قبل نحو عشرين عاماً. يحسب الكثيرون للبروفسور إبراهيم أحمد عمر طهارة اليد والزهد والورع، ويستشهدون بأن الرجل ظل مقيماً في منزله بأمدرمان ولم يتركه حتى حينما تبوأ أرفع المناصب، بينما يأخذ عليه البعض عدم قدرته على الاحتمال والتعامل بردود الأفعال، بينما يرى آخرون أن انتخابه لرئاسة البرلمان تمثل أكبر ردة عن عملية الدفع بالشباب باعتباره أحد رموز الحرس القديم، لكن حينما سئل البروفسير إبراهيم غندور عن ذلك رد بقوله (ليس هناك حرس قديم وحرس جديد، هناك قدرات يستفاد منها في أي وقت ترى المؤسسات ذلك). الاتحاديين.. بين التصويت والامتناع أثار جلوس قيادات كتلة الحزب الاتحادي الديمقراطي الأصل في مواقعهم أثناء عملية التصويت لاختيار رئيس المجلس؛ أثار ذلك الكثير من علامات الدهشة حيث بقي كل من محمد الحسن الميرغني وأحمد سعد عمر ومحمد المعتصم حاكم ومجدي شمس الدين في مواقعهم، ويبدو أن الخلاف بين الحزب الاتحادي الديمقراطي والمؤتمر الوطني بشأن الحقائب الوزارية والتنفيذية قد امتد إلى داخل القاعة وعند ردهات البرلمان؛ حيث قال مجدي شمس الدين للصحفيين "حتى الآن لم نصل للصيغة النهائية والسيد الحسن قال أن هناك مشاركة، واستدرك شمس الدين قائلاً: في لحظة ما كانت هذه المشاركة مهددة بالفشل ولكن بعد ذلك حدث تقدم في الملف" ورفض الحديث عن ما إذا كان المؤتمر الوطني قد تقدم بعرض جديد للاتحادي. الفاتح عز الدين... كلمات الوداع بادر الرئيس السابق للبرلمان د.الفاتح عز الدين بالرد على حديث برفسيور إبراهيم أحمد عمر الرئيس الجديد للبرلمان المنتخب "بأن من سبقوه على رئاسة المجلس صعبوا عليه المهمة" بادر الفاتح بالرد عليه "أنه لا خوف ولا تثريب" وأضاف "في هذا البرلمان أنا في مقام ابنك، وكل الذي حدث أن ترجل هذا الإبن لذاك الأب، وأنا أنحاز إليك انحيازاً كاملاً"، وزاد أن ما حدث هو من فعل الله وليس من فعل بشر، وأن اختيار الرئيس البشير لرئاسة الجمهورية هو خيار الله لنا –على حد تعبيره - مشدداً على أنه مع قضية الإصلاح الشامل وإن تراجع أو تقدم البعض. قوش وبرطم.. تحالف الشمالية رصدت (السوداني) حواراً هامساً بشرفات البرلمان عقب انتهاء الجلسة بين البرلمانين من الولاية الشمالية صلاح عبد الله قوش وأبو القاسم محمد أحمد الشهير ب(برطم)، وحول ما إذا ما كان الإثنين سيشكلان تحالفاً لصالح تنمية الولاية الشمالية، أجاب قوش ويده تشابك يد برطم ويرفعها عالياً "نحنا تحالف الشمالية". الحسن الميرغني.. البحث عن مقعد أتى نجل محمد الحسن الميرغني قادماً من بوابة كبار المسؤولين وليست التي دخل عبرها بقية النواب، الحسن الذي أتى في عباءة بنية اللون باسماً ونزل عتبات المنصة الرئيسية تتبعه حاشية ويرافقه وزير مجلس الوزراء أحمد سعد عمر، بدت ربكة أفراد المراسم بالبرلمان واضحة وهم يبحثون عن مقعد للحسن. الوجوه الجديدة... أميرة والمختار وجوه جديدة كثيرة ظهرت بقبة البرلمان أمس، وكان حضور كل من القيادي بالوطني محمد المختار ووزيرة الرعاية الإجتماعية أميرة الفاضل، ومحمد جار النبي بريمة معتمد محلية جبل أولياء الأسبق، والبشير أبو كساوي معتمد أمدرمان الأسبق. ورئيس السلطة الانتقالية لإقليم دارفور تجاني السيسي. المقاعد الأمامية.... مجاورة الكبار تجاور في المقاعد الأمامية كل من النائب الأول لرئيس الجمهورية الفريق أول بكري حسن صالح ونائب رئيس الجمهورية حسبو عبد الرحمن، يليه مساعد رئيس الجمهورية البرفسيور إبراهيم غندور، ثم يليه البرلماني د.نافع علي نافع. تبادل الأربعة سلاماً رسمياً إلا أن المصافحة الحارة التي تبادلها الأربعة كانت مع المدير العام السابق لجهاز الأمن والمخابرات السابق والبرلماني صلاح عبد الله قوش، وتعتبر المصافحة بين نافع قوش نادرة في ظل علاقة في جوانبها العامة توترت كثيراً أيام وجود قوش بمستشارية الأمن.