كثير من المواقف التي تصطدم بها عزيزي القارئ كل صباح في هذه البلاد، تستدعي بالفعل أن تندهش بل وأن تتسمر في مكانك في محاولة لفهم ما يحدث، ونصيحة لوجه الله تعالى لا تتوقف كثيراً عند تلك المواقف و(خليك عادي)..وفي المساحة أدناه أعطيك بعض النماذج لمواقف مكررة..وعليك بعد ذلك أن تكون (عادي جداً) عندما تقابلك حتى لا ينتهى بك المقام داخل مستشفى (التجاني الماحي)..(ألا قد بلغت..اللهم فأشهد..). موقف1: يتألم قريب لك في منتصف الليل، فتهرع انت لحمله والطيران به لأقرب مستشفى عمومي لإسعافه، تصل المستشفى وتجد أن كل الدكاترة الموجودين (دكاترة امتياز)..ولا يستطيعون بالضبط تشخيص الحالة، احدهم يخبرك بأنها حالة (تسمم) حاد، أما الآخر فيجيبك في حزم: (لالا..اكيد الزول دا عندو صدمة (سكري)..مع العلم أن قريبك ذاك لم يأكل (حاجة حلوة) منذ عشر سنوات، المهم في النهاية مفروض (تخليك عادي)..وترفع يدينك ديل للسماء وتسأل ربنا يخفف المصاب..(اصلو البلاء وقع). موقف2: تستيقظ الصباح على طرقات عنيفة على باب المنزل، فتقفز من فراشك مثل (الياي)، وتفتح الباب بسرعة، لتتفاجأ بمحصل (الموية) وهو يكشر عن انياب (فاتورته)..يقوم بمدها لك في صرامة و(صرة وش)، وتتطلع أنت في بلاهة إلى الرقم الكبير المطلوب منك سداده، قبل أن تلتفت إلى (الماسورة) التي قام عنكبوت (ثقيل) ببناء (أوضة) على (بوزها)..وبرضو مفروض (تخليك عادي)..وتدفع القروش..احتمال الناس ديل (يشيلو العدهّ) على قول عادل إمام. موقف 3: تستمع لخطاب وزير في الحكومة عن التدابير المتوفرة لتفادي الأزمة الاقتصادية، وتستمع بعده مباشرة لحديث أحد قادة المعارضة عن الحلول للخروج من نفق نفس الأزمة والتى يختصرها في عبارة (إسقاط النظام)..ومفروض برضو (تخليك عادي)..وترقد تنوم ساااكت..(هو الكلام بقروش)..؟ موقف 4: تركب المواصلات العامة..وتجهز التعريفة في يدك (الناشفة) قبل أن يصل اليك الكمساري، تمد اليه بالتعريفة، فينظر إليها في غضب، قبل أن يطالبك بالمزيد، وعندما تسأله يجيبك بغلظة: (البنزين زاد.!)..وعندما تطالبه ب(إثبات)..يديك (بونية)..وبرضو مفروض (تخليك عادي)..لأنك تستاهل..في زول لاقي ليهو إجابة (ثابتة) في البلد دي؟. موقف أخير: تدخل لمعاينات اثبات قدرات في إحدى الشركات العامة..فيسألونك عن آخر كليب ل(هيفاء وهبي)..وبرضو مفروض (تخليك عادي) وتتخارج سريع..دا معناها الوظيفة دي (محجوزة) يا ولدنا.