في بريد الأخبار أن المشير عمر البشير قد التقى الشيخ الدكتور حسن الترابي بحسب إفادات صحفية نقلا عن الأخ حامد ممتاز القيم على الشأن والخط السياسي لحزب المؤتمر الوطني.. لقاء الشيخ والرئيس تم قبل عدة أيام وليس حدثا جديدا حيث يتواجد المشير البشير هذه الأيام معتكفا بالأراضي المقدسة. لم يعد لقاء الشيخ والرئيس حدثا مفاجئا ولا مدهشا.. انتهت وولت تلك الأيام التي كانت عدسات الكاميرات وعيون وقلوب شباب وشيوخ الإسلاميين تتلهف شوقا وعطفا لمصافحة ولو عابرة بين الرجلين تطعن شيطان الخلاف في نحره.. مرت الأيام.. جرت مياه كثيرة تحت الجسر.. التقى الشيخ والرئيس في أكثر من موقع.. وجلسا لساعات طويلة بعلم ودون علم المحيطين بهما في الأجهزة العامة والخاصة.. طيلة هذه اللقاءات ظل الحديث موضوع الحوار المشترك طي الكتمان.. لا يعرف حامد ممتاز ولا كمال عمر ولا غيرهما من الممسكين بالملفات السياسية في القصر والمنشية الكشف عن خط النهاية المخطط لها لهذه اللقاءات التي تتم بصورة راتبة ودورية ويتم فيها بحث قضايا وأجندة تهم كافة مستجدات الساحة السياسية. مما قاله الأخ ممتاز إن لقاء الشيخ والرئيس لم يبحث وحدة الحركة الإسلامية التي لم تعد هدفا بحد ذاته في المرحلة الحالية حيث قفزت إلى سطح القضايا المهمة والإستراتيجية البحث عن مداخل وخيوط لجمع وجوه وحركات وأحزاب وجماعات جديدة تحت لافتة النظام الخالف الذي يخطط له الشيخ منذ مدة طويلة.. الواجهة السياسية الجديدة تم نشر معالم قاعدتها التنظيرية منذ مدة.. الفكرة والواجهة الجديدة سيتم تسويقها داخليا وخارجيا.. الضامن الأساسي والرئيسي للفكرة والتنظيم الجديد على الصعيد الداخلي والوطني يقوده المشير عمر الراعي الأول للحوار الوطني مع القوى والأحزاب السياسية التي ستجد نفسها مجبرة على (ركوب) عربة التوافق الوطني والسير للمحطة التي يخطط لها الشيخ والرئيس!! المراقب والمتابع لفكرة وقاعدة التنظيم الجديد يلحظ أن التركيز الأول والأساس للفكرة يقوم على إيجاد لافتة سياسية تسند تجربة الإنقاذ في مرحلتها القادمة.. المعالجة الموضوعة تركز بالأساس على ترميم درب الإسلاميين السياسي.. ليست هنالك ملامح واضحة لأي حديث مكتوب أو منشور يستجيب لأشواق الإسلاميين بتوحيد حركتهم التي تشظت وانكسر عودها وذهب ريحها منذ فاجعة الانقسام.. د. الترابي ليس حريصا على أي نوع من الوحدة الاندماجية بين إخوان الأمس.. وقيادات كثيرة ومؤثرة داخل الوطني لا ترغب في وحدة تعيد الشعبيين إلى كابينة السلطة والقيادة بذات الوجوه والأسماء القديمة. أمر آخر مهم.. لم يعد الشعبيون الذين انحازوا للشيخ الترابي في بداية المفاصلة.. لم يعودوا مؤثرين ولا حاضرين داخل الشعبي.. شيخ الترابي يقود الحزب منذ مدة طويلة بوجوه جديدة لا تناكفه ولا تعارضه.. كثيرون غادروا محيط الشيخ بالمنشية وتفرقوا في بقاع الأرض.. منهم من ذهب للوطني مبكرا.. ومنهم من غادر الوطن بالكلية.. كثر منهم بقوا متفرجين على ما يحدث من منازلهم أو مكاتب عملهم الخاصة.. ليس غريبا أن يقول الشيخ الترابي إن الشعبي لم يعد الإطار المكناسب لتحقيق رؤيته في تجاوز آثار انقسام الإسلاميين.. ما نقوله عن الشعبي نقول أضعافه عن الوطني. القاعدة المؤثرة والفاعلة والعاملة في دهاليز وكواليس حزب المؤتمر الوطني لا علاقة لها بتداعيات الرابع من رمضان.. لهذا وغيره لن تكون وحدة الحركة الإسلامية أولوية لدى الدكتور الترابي في المرحلة الراهنة.. لقد تجاوز الترابي محطة الأشواق هذه إلى بداية جديدة اسمها النظام الخالف. عبد الماجد عبد الحميد