(السوداني) تروي الحكاية.. وتناشد بالصوت العالي... من ينقذ هذه المرأة من مستنقع الابتزاز الآسن؟ الخرطوم: بثينة دهب كانت الايام تسير هادئة في منزل تلك الاسرة لم يعكر صفوها شظف العيش وكذلك رحيل عائلها الذي زاد من حجم معاناتها والتى بدأت بعد رحيل الاب اجبرتهم ظروف العيش على ترك المنزل الذي يقطنون فيه باحدى احياء الخرطومجنوب والانتقال الى منطقة اخرى تبعد قليلا عن الاولى قضت الاسرة قرابة العام بهذا المنزل لكن ما حدث لم يدر بخلد تلك الاسرة... (السوداني ) جلست الى ربة تلك الاسرة التى روت لنا قصتها والدموع لم تفارق خديها منذ ان بدأت قصتها التى جسدت احتضار الانسانية ولكن لحساسية الموقف وخصوصية الامر فضلنا عدم ذكر الاسماء أو حتى الاشارة بأحرف فقط، تابعوا معنا ما بين السطور. (1) بدأت معاناة تلك الأسرة بعد رحيل والدها الذي ترك وراءه ثلاث زهرات مرت الايام والام تعمل من اجل إسعاد صغيراتها حيث عملت بغسل الملابس بالمنازل وعملت ايضا ببيع الأطعمة كل ذلك من اجل الحصول على لقمة تقيها هي واسرتها شر السؤال، واصلت كفاحها الى ان أينعت زهراتها الثلاث ابنتها الكبرى لم تكمل تعليمها فخرجت للبحث عن عمل تساعد والدتها وتنفض عنها غبار السنين وتتقاسم معها حمل ذلك العبء اما البنت الوسطى فتخرجت من احدى الجامعات ممنية نفسها بايجاد وظيفة راسمة احلاما وردية لطريقها في الحياة العملية لترد بعض الدين الى والدتها التى عملت كل ما بوسعها حتى ترى ابتسامة الرضا على شفاههن لكن لم يحالفها الحظ في ايجاد تلك الوظيفة عملت فترة تدريبية باحدى المحليات عسى ان تصعد بها إلى أولى عتبات الحياة العملية لكن فترتها انقضت حاصرها الإحباط وتملكها اليأس، أما الصغرى فلم تكمل مشوارها التعليمي بسبب ظروف اسرتها التى لم تستطع تحمل اعباء الدراسة فاصبحت اسيرة للاحباط الذي كبل شقيقتها قبلها وتركت الدراسة. (2) مرت الايام هكذا في تلك الاسرة والام ما زالت تصارع ظروف الحياة القاهرة على امل ان تكمل زهراتها تعليمهن ويبلغن الدرجات العلا حتى يتحقق حلمها الذي ظل يراودها منذ ان تفتحت زهرة الصغيرات، في تلك اللحظات طرق طارق الباب استبشرت الام بان الطارق سوف يكون خيرا ويحقق لها ما عجزت عنه لكن الطارق خيب آمالها فكان صاحب المنزل طالبا منها إخلاء المنزل لم تجد إجابة سوى (إن شاء الله) فخرجت في اليوم التالي باحثة عن ملاذ آمن يقيها حرارة الشمس وبرد الشتاء ومرت على تلك الرحلة ايام وليال حتى حفيت اقدامها وفي اثناء رحلة بحثها قابلها احد معارف زوجها كانت تربطه بتلك الاسرة علاقة اجتماعية وبعد ان روت له قصتها اخبرها بان لديه منزلا للإيجار يبحث له عن ساكن وهنا انفتحت لها نافذة أمل جديدة ممنية ان لا يطل منها شعاع الاحباط مرة اخرى لم تسعها الفرحة وافقت للتو وبعد ايام حزمت حقائبها وأمتعتها استعدادا للرحيل. (3) استقرت تلك الاسرة بالمنزل الجديد وكانت الحياة تسير وفق ما رسموا لها هادئة مستقرة وبعد مرور عدة اشهر تراكم عليها الإيجار وعجزت عن السداد فطلب منهم صاحب المنزل المبلغ وهو عبارة عن (1500جنيه) واضعا تلك الاسرة في اصعب امتحان كافحت تلك الام وعملت ما بوسعها لتدبير ذلك المبلغ لم تترك طريقا الا وسلكته لكن كل الطرق مسدودة ورسم اليأس لها صورة قاتمة لكنها لم تستسلم طلبت بأن يعطيها مهلة في تدبير المبلغ لكنها عجزت مرة اخرى لكن صاحب المنزل استغل ضعفها وقلة حيلتها وجهلها بالقوانين، فوقعت على إقرار بأنه يريد منها المبلغ ووضعها أمام خيارين إما أن يسلم اقرارها للشرطة أو أن توافق على أن تزوجه ابنتها الوسطى، وهنا جاء الامتحان الأصعب. (4) لم تتمالك نفسها هنا وانفجرت من شدة البكاء حتى أشفقنا عليها فهي تعاني من مرض السكري الذي امتد أثره على عينيها ورغم ملامح المرض التي تبدو عليها لكنها لم تعرف لليأس طريقا وأصرت على أن تستقطع جزءا من جسدها إذا تتطلب الأمر خير لها من أن تتزوج ابنتها من ذلك الرجل نسبة للفارق العمري والتعليمي الكبير بينهما، لكن ابنتها أخبرتها أن لا طريق ثالثا غير ذلك بدلا من (جرجرة المحاكم) خلال هذا الأسبوع سوف يتقدم ذلك العريس لخطبة الفتاة، حتى ذلك الوقت نأمل أن تمتد الأيادي البيضاء لتلك الأسرة حتى تنشلها من مستنقع الابتزاز الآسن. (تفاصيل عنوان السيدة بطرف الصحيفة)