إذا كان النازحون والباعة المتجولون وبائعات الشاي هم وراء المظاهرات والمسيرات المطالبة بإعادة والي ولاية جنوب دارفور السابق فهذا لحسن حظ كاشا وليس خصما عليه. أجد نفسي ضد عتو وغلو السياسيين وفي ثقتهم في أنفسهم الي درجة الوهم بأن الشعب لن يتماشى الا معهم. طالما أنهم في الآخر يأتون عبر التعيينات السياسية أو عن طريق دفع الحزب بهم حتى وإن ظهرت المسألة وكأنها عبر الانتخاب الديمقراطي وبإرادة الشعب.. حالة كاشا كتب حولها معظم الزملاء وأريق حولها مداد كثير بالتحليل والرأي والاستطلاع إلى ما قاله رئيس الجمهورية. وبالتالي أنا هنا لست بصدد الرأي حول احقية الرجل في أن يرحل أو يبقى بناءً على رغبة جماهيره أو هكذا قيل.. فما أنا بصدده هنا ما جاء على لسان والي ولاية جنوب دارفور حماد إسماعيل الذي وجد نفسه دون غيره من تم تعيينهم مؤخرا في مواجهة مواطن الولاية أو فلنقل بعض مواطني الولاية حتى لا يغضب.. ففي مؤتمره الصحفي الاخير بحسب ما نشر وصف ما أسماهم بالسفهاء الذين قال إنهم يقفون وراء الأحداث الأخيرة.. لا اعتراض لدينا على هذا القول... فيمكن أن يكونوا سفهاء أو معارضة قامت بالتحريض. أو أي وصف يعتقده الوالي. لكن ما نراه غير مناسب هو ما نقل على لسانه بتحميل المسؤولية كاملة للنازحين والباعة المتجولين وبائعات الشاي وكذلك الشماسة. يا سعادة الوالي وبلا مزايدات سياسية فإن ما ذكرتهم هم من أضعف فئات ولايتك وهم الأولى بالرعاية والاهتمام والقول الحسن.. وهم أيضا من أهم الفئات التي تفجر الثورات الشعبية. وقد لعبت هذا الدور في انتفاضة أبريل ضد النميري وهي كذلك في كل ثورات الربيع العربي التي بدأت بالبائع المتجول البوعزيزي في تونس.. لو هتفت هذه المجموعات ب(لن نتماشى غير مع كاشا) فهذا يحسب في أهم وأكبر إنجازات كاشا لأن ذلك إذا كان صحيحا فإن الوالي لم يطارد بائعات الشاي كما أنه لم يحرض البلديات لعمل حملات وكشات ضد الباعة الجائلين.. في الافضل لأي وال أو مسئول في الدولة أن ينال شرف وقوف هذه الشرائح الضعيفة من منطلق مصالحها في الرزق والعيش أن تكون هي الفئة التي تسانده في الانتخابات وفي وجوده في منصبه. وقوف هؤلاء المساكين أفضل آلاف المرات من دعم ومساندة الاقوياء من رجال مال إلى انتهازيين يأكلون أموال الشعب بالباطل... الوالي المحظوظ هو من يقف معه السواد الاعظم من باعة جائلين إلى نازحين إلى بائعات الشاي، هؤلاء الذين يبحثون عن الدعم والاستقرار اكسبهم إلى جانبك حتى تصبح مصلحتهم في وجود وال يؤمن بقضيتهم ويحل مشاكلهم. إذا احسوا بالأمان لن يبحثوا عن آخر. اجعلهم يتماشون معك وليس مع كاشا. حتى يرفعوا شعارا آخر (لن نتماشى مع كاشا) هنا فقط ستكون الأجدر بهذا الشعار وبالبقاء في السلطة. لا أظن أن كاشا دفع لهم مقابل خروجهم في الشارع لإحداث الفوضى.. اقامة العدل مع البسطاء.. لا تستقل ولا تهرب فقط دع الشماشة وبائعات الشاي والباعة الجائلين ينعمون بعيش كريم فستكون الأجدر.