المبلغ هو (5 جنيهات) تتقاضاها شركات النظافة والنفايات من كل منزل في بورتسودان شهريا، والنتيجة أن المدينة نظيفة جدا، بالنسبة للمحال التجارية الرقم هو (10 جنيهات) ونسبة التحصيل مئة بالمئة، أما المنازل فبسبب فقر بعض الأحياء تتدنى نسبة التحصيل إلى 60% - 40 % فتسدد الولاية الفارق أو تتوصل لتسوية مع الشركات. في احتفالات رأس السنة المشهودة رمى القادمون من كل الولايات ومن خارج السودان أطنانا من القمامة في الشوارع، وبعد ليلة صارت بورتسودان مكب قمامة كبير، بدأت النظافة السادسة صباحا وأعلنت الشركات المنافسة بينها لتكسب رضا الدكتور إيلا، نجحت إحدى الشركات في التقاط آخر كيس في التاسعة صباحا وآخر شركة انتهت في العاشرة صباحا وعادت المدينة نظيفة كما كانت وإيلا يطوف بسيارته وهو يبتسم، يطوف فوق عديلو ..! في بعض المناطق في الخرطوم تتقاضى الشركات (50 جنيها) وفي التجاري (100 جنيه) ومع ذلك العاصمة قذرة و(وسخانة)، أين تذهب أموالنا إذا؟ في بورتسودان هنالك طرقات مسفلتة مد البصر، والطريق يسلم بالانترلوك والكربستون، وبمستوى جودة عال جدا، ولو قيل إن هنالك موارد ولائية فهي مجرد (كسور) طفيفة على بعض السلع، 67 قرشا في جالون البنزين ولكن هذه الكسور والفتافيت توظف بأمانة وشرف لتظهر للعيان في إنجازات ملموسة ومحسوسة، وفي الخرطوم الطرقات يكتمل فيها العمل لتبدأ في التآكل بعد فترة وجيزة، وتتحول إلى (عالي نازل) في الخريف ويغمرها الغبار وتختفي نهاية السنة، أسأل الله ألا يهدي الولاية في الخرطوم على الانترلوك والكربستون لأنه سيكون بذات مستوى الطرق وسيتفكك بعد أيام من تركيبه ثم يصبح ذخيرة للمظاهرات وهاك يا ضرب وتحطيم لنوافذ السيارات، هذا غير الجبايات التي ستزيد بسبب (الانترلوك)؛ فالولاية (شاطرة) في الأخذ و(محدودة الذكاء) في العطاء! ولاية الخرطوم ثرية ولو وجدت حكومة ولاية البحر الأحمر نصف إيرادات (سوق ليبيا) لرصفت ساحل البحر الأحمر من قرورة إلى شلاتين بالانترلوك، الخرطوم ليست مشكلتها إيرادات إنما مشكلتها شفافية وسوء توظيف للأموال وادعاء المركز ومن ييسيطرون عليه من الشمال النيلي أنهم الأفضل، ادعاء (في الفنقوق)، الحكومة مشكلتها أنها تعتقد أن المواطن بقرة حلوب يجب تصفيته واستخلاصه إلى آخر قرش، إنها الولاية التي تأخذ من المحال التجارية رسوم (لافتة!) إذا رفعتها في الطريق، تأخذ رسوم عرض خارجي إذا قرر التاجر أن يزين الطريق بمظاهر الرخاء والوفرة، إذا قرر أن يضع حامل جرايد ومجلات في البرندة، أما إذا قرر أن يضع طاولة خضراوات وفواكه فهذه تعني أنه أعلن الحرب على المحلية، إما الدفع أو المصادرة ..! النجاح في بورتسودان يا سادتي عرّى ولاية الخرطوم وجعلها (ملط)، نجاح إيلا عرّى أكذوبة المركز و(الشمال النيلي) الذي يصدر كوادر ناجحة لتحكم الأطراف المتخلفة، هذا البجاوي يجب أن يجلس أمامه أهل المركز و(الوسط النيلي) تلامذة نجباء، هذا الأدروب يجب أن يساق إليه مجلس الوزراء وبقية الولاة ليبقوا في ولايته حتى يعرفوا ما هي الحضارة والتمدن وكيف يمكن أن يثق المواطن في حكومته ..!