كلنا نكن في صدورنا محبة لبعض الألحان والأغاني نرددها في خاطرنا وأيضاً الفنان يجرب عشرات النغمات حتي ذابت بين أصابعه أوتار العود ويجرب ويجرب حتي يجد النغمة المفقودة التي يبحث عنها ويجد الجميع من حوله يستحسنها ويثني على إبداعه العبقري ويرجو أن يكمل اللحن الجديد بالروح نفسها.. عبر الفنان فريد الأطرش في فيلم "لحن الخلود" عن مأساة العجز عن إيجاد "النغمة المفقودة" التي يبحث عنها؟ حتي وجد من تحبه في صمت منذ أيام الطفولة كانت هي التي ألهمته "النغمة المفقودة" المختبئة بين الأوتار وبين طرقات قلبه ببساطة "النغمة" التي تفرزها الخلايا الفنية بكل تلقائية وعفوية كما تتفجر المياه العذبة الرائقة من جوف الأرض نغمة لا تبتغي إلا وجه الفن النقي الصافي من الشوائب لا تسعى إلى شهرة أو مال أو نجومية أثمرت النغمة المفقودة، التي تعد مفقودة "لحن الخلود" ليس فقط لأغنية "بنادي عليك" ولكن أيضاً اللحن الذي جمع بين قلبين أحدهما- في كبرياء اختار الصمت والآخر بعين عمياء قادت سفينة مشاعره إلى شاطئ الاوهام. "بنادي عليك" أغنية "فريدة"على أسم مؤلفها ومبدعها وصانع موسيقاها المبهر "بنادي عليك" لحن ودندنة في الفرح في الحب في البكاء في الصمت في الشحن في التحدي في الحزن النبيل والالم الراقي. أحب جداً أغنية "بنادي عليك" وكم من المتعة أحسها في كل مرة أشاهد فيها فيلم لحن الخلود لكن هناك سبباً آخر يجعل هذه الغنوة من إبداعات "فريدة" مميزة عندي أنه عنوان اللحن "بنادي عليك" فأنا أعتقد أن الحياة ليست الا مجموعة من النداءات أو نداء واحد يتكرر على تنويعات متعددة كل واحد فينا "بنادي" على شئ واحد فينا يعيش الحياة على أمل ان يلبي النداء. كل واحد فينا يعيش الحياة في تلبية النداء- النغمة "المفقودة" الكلمة المفقودة "الحب المفقود" "العدل المفقود" الحرية المفقودة "الضحكة المفقودة" المنصب المفقود، الثروة المفقودة، الصحة المفقودة النفوذ المفقود "الابداع المفقود" التقدير المفقود، الامان المفقود، السلام المفقود، فتتعدد النداءات بعدد البشر كلنا "ننادي في كل عصر واوان "ننادي" فوق الارض تحت الارض "ننادي" في البحر تحت البحر ننادي في الاحلام في اليقظة في رأيي كيف تنسجم نداءات البشر مع تحقيق العدالة والمساواة والحرية والحب والابداع والامان والسلام وكيف تتحول "النداءات" إلى أجندة عمل السيناريو المحشور في الحنجرة أو المحبوس في الصوت إلى نغمات تهدينا إلى الموسيقي داخلنا المشتاقة إلى التغيير.. وإلى التحول من أغنية فريدة- يؤديها صغير إلى إنشودة جماعية يعزفها أكبر أوركسترا للتنوير.. لخلق حياة أكثر عدلاً وإبداعاً.