مشكلتنا مع الزمن كبيرة فقبل اسبوع ونيف وانا استمع الي "اذاعة البيت السوداني" تطرق برنامج صباح البيوت الى موضوع الزمن وكيف نحترمه ونقدره وكيف نتعامل مع الزمن ولا نهدر الدقائق في الثرثرة والاشياء التي لا فائدة منها , وقد وجد الموضوع قبولاً واستجابة كبيرة من المستمعين وكل ادلى بآرائه حول موضوع الزمن واهميته . (1) وبالرجوع الي السودانيين والزمن نجد ان غالبية السودانيين يهدرون اوقاتا ثمينة ويضيعون الساعات والدقائق في اشياء غير مهمة وارتبط عدم احترام الزمن او عدم اهتمام السودانيين به يقال "مواعيد سودانيين" وهنالك قصص واحاديث تروى وامثال تتردد في هذا الموضوع ومن الامثال "حبل المهلة يربط ويحل ...." وفي التأني السلامة وفي العجله الندامة" ... وقيل ان احدهم كان علي موعد مع احد اصدقائه فقال له نتقابل الساعة 12 واذا الساعة واحده ماجيت الساعة اثنين امشي وهذا موقف عادي جداً. (2) وروى أحدهم انه كان في زيارة لواحدة من الدول الغربية.. وقال: لقد اكتشفت ان هنالك مؤسسة توجد بها (دقيقة ضائعة)... وعند البحث عن هذه الدقيقة وجدوها تضيع اثناء النظافة فما كان من هذه المؤسسة الا وان اصدرت قراراً بايقاف عمال النظافة وأمرت كل موظف ان يقوم بنظافة مكتبه بنفسه لكي لا تضيع هذه الدقيقة "الثمينة"..!!! (3) وقبل أيام كتب الاستاذ مصطفي ابو العزائم في عموده "بعد ومسافة" اورد من خلاله في المقال خبراً وقال: ان العلماء الذين ينتمون الي دول اوربية وغربية مختلفة قد توصلوا بفضل حسابات نظرية وتطبيقية دقيقة ومعمقة أن هنالك خللاً في التوقيت العالمي المعروف ب"غرينتش" وان الضرورة تستدعي تغيير هذا التوقيت الذي يرجع الى ما يقرب من قرن ونصف تقريباً وقد اتضح من خلال الدراسات المتلاحقة التي تم اجروها في هذا الشأن ان توقيت "غرينتش" يفوَت "ثانية" واحدة من الزمن وهو خلل لا يصح السكوت عليه لما يترتب على هذا الفارق الزمني غير المنظور من اخطاء علمية في الحساب الدقيق للوقت". (4) هؤلاء الذين اقاموا الدنيا ولم يقعدوها في ثانية واحدة اثبتوا ان الزمن لديهم عامل اساسي في ضبط حركة الحياة ومسيرة تطور الشعوب , ونحن نظل نهدر الدقائق والساعات في الثرثرة والاشياء التي لاتفيد ولا نقيم الزمن وقديماً قيل في مثلنا الشعبي "البدار في الحمى سمح" بمعني ان تاتيك الحمى في زمن بدري وتتركك وشأنك لكي تمارس حياتك فيما تبقي من يومك...وهذه دعوة منا الي اصحاب المواعيد ال"سودانية"..