هذا الرأي المناهض لإتفاقية الحريات الاربع (الإطارية) ليس بالضرورة أن يكون سببه هو رفض الجنوبيين في الشمال أو رفض الذهاب للجنوب والإستثمار هناك. ربما يكون السبب هو التعبير عن إنتقادات لمنهج الحكومة في إدارة أزماتها الخارجية خاصة العلاقة مع دولة الجنوب. ربما يكون السبب هو فشل الحكومة في التسويق الإعلامي لإنجازاتها في هذا الباب. ربما يكون السبب خاصة في قواعد المؤتمر الوطني وشقيقه في العمل الإسلامي والإنتماء للفكرة والمشروع (منبر السلام العادل) هو رفض إحتكار ملف التفاوض وصناعة القرارات المفصلية لمجموعة محددة من نجوم نيفاشا ..! المهم تعددت الأسباب و(الرفض) واحد ... وغالبا ما تستجمع قيادات المؤتمر الوطني قواها بسرعة وتخطط لتوظيف الرفض لصالح تعزيز الموقف التفاوضي وغالبا ما تجري جراحات سياسية لتجديد الوفد (الدائم!) وربما تجديد المنهج التفاوضي برمته .... هنالك بصيص أمل بإتباع وصفة سياسية راشدة تخرج الحكومة بها من هذا المأزق وهي أكثر قوة ..! الذي يكدرني هو تسليم الحكومة ووفدها دائما بالصورة التي بناها الإعلام المعادي لها وللسودان ... أنه دولة سيئة السمعة والنية يجب دائما أن تظل سجينة للإتهامات ويجب أن تقدم تنازلات لإثبات العكس ..! الخلل هنا إعلامي وليس في الوفد المفاوض وبالرغم من أنني أكتويت شخصيا بالصدود والتمنع من المناقشة المأمونة طرف رئيس الوفد تارة ومن غيره اخرى للدرجة التي أوشكت ان أجري فيها قلمي بنقدهم إلا أنني كففته وأجبت نفسي بأن الدولة (مخيرة) فيهم ولو كانت تريدهم أكثر إنفتاحا وتوظيفا للإعلام لأمرتهم ولأطاعوها دون تردد ولذلك الملامة هي الدولة وليسوا هم ..! التناقض يظهر في أحاديثهم دائما ...والله نحن تقديراتنا إنو ما نتكلم لكن لمن الطرف التاني بدأ يصرح رددنا عليهو ... وهكذا ..! في ذات الوقت تجد الوفد الجنوبي متاح هاتفيا لصحف الخرطوم وصحافييها فإن لم ينشروا في الورق أذاعوها في النت ... ليخرج إدريس لينفي وربما سيبكي يوما ما مجددا في مؤتمر صحفي ... مثلما بكى في المسجد ..! غير هذا الإخفاق الإعلامي هنالك توضيحات مطلوبة عاجلا وهي: 1- لا توجد إشارة في الإتفاق لإرتباطه بالإتفاقات الأخرى ... الإتفاقية الأمنية مثلا؟! كيف يمكن تطبيق الحريات الأربع مع جوار عدائي؟! 2- بعد عامين هنالك مشاريع جنوبية أخرى لتصدير النفط. لماذا لا يكون هنالك تقييد للإتفاقية بقيد زمني أو الإشارة لدخولها ضمن مصفوفة واحدة مع (فوائد التجارة البينية) و (رسوم العبور) ونحو ذلك ..! 3- هل الحريات للجنوبيين العالقين في الشمال؟ هل لأصحاب الجنسية الأصلية؟ ما الذي يمنع أن تمنح دولة الجنوب غدا جنسيتها لعشرة آلاف يوغندي وعشرة آلاف كيني وتدفعه صوب الشمال بغرض العمل والإقامة ومآرب أخرى ..! 4- وفي الباب أسئلة اخرى ..!