غيب الموت مساء أمس زعيم الحزب الشيوعي السوداني محمد إبراهيم نقد بالعاصمة البريطانية لندن بعد معاناة طويلة مع المرض وعن عمر ناهز ال(82) عاماً، ويصل جثمان الفقيد للبلاد صباح الأحد المقبل لتتم مواراته الثرى بمقابر فاروق بالخرطوم فور وصوله، في وقت نعت فيه رئاسة الجمهورية للأمة السودانية الفقيد نقد وقالت إنه أمضى سنوات عمره في المناداة باتخاذ الحوار ونبذ العنف سبيلاً لحل القضايا. وأشارت إلى أنها وإذ تنعيه إنما تنعى زعيماً وطنياً وقائداً سياسياً له إسهاماته المشهودة في المسيرة الوطنية والسياسية. وشهد منزل الفقيد بمنطقة الجريف غرب بالخرطوم أمس الحشود من مختلف شرائح المجتمع لتقديم واجب العزاء لأسرة الفقيد. وشهد العزاء حضور لافت للأحزاب السياسية بالبلاد. وعدد الأمين السياسي للمؤتمر الشعبي كمال عمر فى تصريحات محدودة بمنزل الفقيد أمس مآثر الفقيد وإسهاماته الوطنية في العملية السياسية بالبلاد، وقال "لقد ظللنا نتابع حالة الفقيد خلال فترة مرضه باعتباره نموذجاً للوطنية والتي ساهم من خلالها بمواقفه الصادقة في تأسيس قوى الإجماع الوطني والتي نشأت داخل دار الحزب الشيوعي". وأكد عمر على أن كاريزمة الفقيد وتصالحه مع الكل استطاع من خلالهما تذويب الخلاف بين الإسلاميين والشيوعيين وبخاصة بين الشعبي والشيوعي. وأوضح أن إسهامات ومواقف الفقيد خلال مؤتمر جوبا كانت واضحة، ونعى عمر الفقيد للشعب السوداني، وأشار إلى أن رحيله سيكون دافعاً لقوى الإجماع الوطني لتطوير عمل منظومة المعارضة. وقال إن الأمين العام لحزبه د.حسن الترابي اتصل هاتفياً بذوي الراحل بلندن وقدم لهم واجب العزاء، مشيراً إلى أن الترابي سيحضر صباح اليوم لمنزل الفقيد لتقديم واجب العزاء. وعلمت "السوداني" أن زعيم حزب الأمة القومي الصادق المهدي سيؤدي واجب العزاء لأسرة الفقيد اليوم عقب قيام وفد رفيع من الحزب أمس بتقديم واجب العزاء. يذكر أن محمد إبراهيم نقد من مواليد مدينة القطينة في العام 1930 م وتلقى تعليمه الأولي والوسطى بالعديد من مدن السودان حيث ظل متنقلاً مع عمه، وشارك الفقيد في المظاهرات ضد الاستعمار عام 1946م إبان مرحلة الحراك السياسي لمؤتمر الخريجين، تلقى تعليمه الثانوي بحنتوب الثانوية وكان من بين زملاء دفعته الرئيس الأسبق جعفر نميري. أكمل نقد دراسته الجامعية ببراغ (تشيكوسلوفاكيا سابقاً) وتخرج في كلية الاقتصاد بعد أن فصل من جامعة الخرطوم كلية الآداب.