كيف ينهض المسرح السوداني وممثلة بحجم (فايزة عمسيب) لا تجد من يعينها على السفر للخارج والعلاج من مرض (الكلى) الذي تتزايد آلامه كل صباح عليها، ووالله العظيم لم اصدق ما قراءته امس بإحدى الصفحات الفنية والتي حملت شكواها وقله حيلتها في دفع تكاليف العلاج، وما زادني اسفاً وحسرة هو تصريحها بأنها (يادوووب) استطاعت أن تحصل على 5 آلاف جنيه منحها لها وزير الثقافة السمؤال خلف الله، وتنتظر إكمال بقية المبلغ، ومع اننا نقدر لوزير الثقافة تلك المساهمة، لكننا نعتقد ايضاً بأنها (خجولة جداً) مقارنة بعطاء تلك المرأة في مجال السينما والمسرح واللذين افنت بهما زهرة شبابها وريحانة عودها، ونتساءل عن سبب اهتمام الوزير (المحدود) بقضية كبيرة مثل قضية (علاج فايزة)، ونتساءل ايضاً عن الاسباب التى تمنع من تحمل الدولة ممثلة في وزارة الثقافة لتكاليف علاجها بالكامل.؟ الا تستحق ذلك.؟ اليس الموضوع بالاهمية التى تتطلب اعلان حالة الطوارئ في مسألة علاجها.؟ ويبقى السؤال الاهم..وهو هل ثقافة هذه البلاد صارت تقتصر فقط عل (الغناء) والذي توليه الوزارة اهمية قصوى، وتفتح خزائنها على مصراعيها لمهرجاناته ولياليه.؟ الامر موجع والله..أن نشاهد معاناة مبدع في هذا الوطن ظل يقدم كل ما لديه من اجل تمثيل مشرف لبلاده، والامر مخجل ونحن نطالع (استغاثات) اولئك المبدعين الواحد تلو الآخر دون أن يطرف جفن الجهات المسؤولة عنهم، بينما تتبنى قضاياهم بعض المجموعات الطوعية والخيرية والتي تفتقد للدعم وللمال، تماماً مثل مجموعة (محمود في القلب) التي بادرت بتكريم (فايزة) في عيد الأم في محاولة منها لكسب تعاطف المجتمع معها- ونشكرهم على هذه اللفتة- ولكن القضية اكبر من ذلك.. القضية اليوم سادتي هي قضية وفاء مفقود ومتنازع بين اللامبالاة وعدم التقدير الصحيح للأمور. ما يحزن في الامر أكثر، هو أن بعض الاجسام الناشطة في مجال المسرح السوداني، أغفلت تماماً جزئية (علاج فايزة)، بل انني قرأت قبل أيام تحقيقا نشر بالزميلة حكايات الاجتماعية عن المسرح وادواته، تحدث من خلاله الدكتور شمس الدين بخيت مدير المسرح القومي-لااعرف إن كان لازال على هذا المنصب أو غادره- تحدث عن النقد والصحافيين وهاجمهم بشراسة كبيرة واصفاً اياهم ب(القشاشين)، وعجبي أن هؤلا (القشاشين) هم الآن من يتبنون قضية (علاج فايزة) رائدة المسرح السوداني، بينما (شمس الدين ورفاقه) غارقون في حرب التصريحات والمواجهات مع الإعلام، ناسين أو متناسين واجباتهم الاولية في التبني لقضايا الممثلين والمسرحيين والذين يعتبرون احد المسؤولين عنهم. شربكة اخيرة: على المتباكين على المسرح والذارفين ل(دموع التماسيح) الكاذبة أن يعرفوا أن امرهم قد انكشف، وان عطرهم المزيف قد افتضح، فقضية (علاج فايزة) اثبتت بالدليل القاطع أن المسرح السوداني بلا وجيع...(لكِ الله يا بت عمسيب).