أعلن مجلس الوزراء وقف التفاوض مع دولة الجنوب ، وأطلق يد القوات المسلحة لدحر قوات الجيش الشعبي من منطقة هجليج بولاية جنوب كردفان، وفيما أكدت وزارة الخارجية أن التعامل مع القضية سيكون عبر مسارين سياسي ودبلوماسي، وأكد وزير الدفاع بأن القوات المسلحة ستحرر هجليج قريباً جداً، في وقت أعلنت فيه الهيئة التشريعية القومية التعبئة والاستنفار بالدولة وطالبت بتعليق المفاوضات بأديس أبابا واستدعاء فوري لوفد التفاوض للخرطوم. تطور خطير وطالب مجلس الأمن الدولي والاتحاد الإفريقي دولة الجنوب بسحب قواتها فوراً من هجليج ووقف جميع الأعمال العدائية بين الدولتين واعتبرا مايحدث الآن تطور خطير. وأعرب مجلس الوزراء في جلسة طارئة مساء أمس عن تأييده المطلق للقوات المسلحة في حرب الكرامة لدحر قوات التمرد من منطقة هجليج واتهم المجلس جهات دولية بدعم الجيش الشعبي الذي ينفذ أجندتها في هجومه على هجليج، وقال الناطق الرسمي باسم مجلس الوزراء د.عمر محمد صالح في تصريحات عقب الجلسة أن المجلس قرر رد العدوان وأكد ثقته في القوات المسلحة والدفاع الشعبي والقوات الأخرى بجانب اتخاذه لقرار وقف التفاوض مع دولة جنوب السودان. قهر الأعداء وأكد وزير النفط أن البلاد لن تتخذ أي إجراءات استثنائية فيما يتعلق بالوقود، كما أكد وزير المالية في تقرير قدمه للمجلس عن سلامة الوضع الاقتصادي وتوفر السلع الضرورية . وفي السياق قال وزير الدفاع الفريق أول عبدالرحيم محمد حسين بأن النصر قريب وبث لدى إجابته على مسألة مستعجلة بطلب من رئيس البرلمان حول تطورات الأوضاع بالبلاد تطمينات واسعة للشعب السوداني بأن القوات المسلحة تعمل الآن لاسترداد هجليج وطلب الوزير الدعم والمساندة من البرلمان وقيادة الاستنفار وكتائبه مؤكداً مقدرة القوات المسلحة على السيطرة والصمود ومجابهة تقلبات الأوضاع وقهر الأعداء. حرب مفروضة من جهته أكد رئيس الهيئة التشريعية القومية أحمد إبراهيم الطاهر بأن الحرب فرضت فرضاً على البلاد ودعا القوات المسلحة للثبات مؤكداً بأن الحكومة حاولت تجنب الحرب من أجل السلام متهماً الحركة بالاستمرار في بث نواياها الخبيثة وقال:(كتب علينا القتال فلنجهز أنفسنا) وقطع الطاهر بأن البلاد ستستعيد السلام بالقوة بعد عجز التفاوض عن جلبه. دور متحيز وطالبت الحكومة مجلس الأمن بتحميل حكومة جنوب السودان المسؤولية الكاملة عن أي خسائر في أوساط المدنيين وأي أضرار أو تخريب يلحق بالمنشآت النفطية في منطقة هجليج وأن يضغط عليها لتنسحب فوراً منها. وجدد وكيل وزارة الخارجية السفير رحمة الله محمد عثمان اتهام الحكومة لمجلس الأمن بممارسة دوره بقدر من التحيز تجاه بعض الدول من بينها السودان إلا أنه عاد وقال في المؤتمر الصحفي الذي عقده أمس بمباني وزارة الخارجية :"نأمل أن يتعامل مجلس الأمن بقدر عالِ من الجدية مع الشكوى الرسمية التي تقدم بها مندوبنا في الأممالمتحدة ضد حكومة الجنوب إن كان المجلس حريصاً على الأمن والسلم بالمنطقة " فيما اعتبر ما يجري من اعتداء على سيادة البلاد مهدد للأمن والسلم الدوليين وخرق واضح للقوانين والأعراف الدولية ، مشيراً إلى احتلال القوات المهاجمة مدينة هجليج داخل الأراضي السودانية واضعة يدها على كافة المنشآت بما في ذلك المنشآت النفطية ، مضيفاً بأن قوات الحركة الشعبية استخدمت في الهجوم الدبابات والمدفعية الثقيلة مما أدى إلى ترويع آلاف المدنيين في مدينة هجليج والمناطق الممتدة من الحدود. عدم رغبة وقال رحمة الله إن المطلوب حالياً هو خروج قوات دولة جنوب السودان من منطقة هجليج قبل الدخول فى أية ترتيبات أخرى قاطعاً بأن الاعتداء ينسف كل الترتيبات السابقة ويوضح بجلاء عدم رغبة دولة جنوب السودان في الوصول إلى حلول عبر المسار التفاوضي في وقت أكد فيه على أن السودان سيدافع عن أرضه وشعبه ومقدراته وأن القانون والأعراف الدولية تكفل له الحق في ردع وملاحقة المعتدين. واستدعت الخارجية أمس السفراء ورؤساء البعثات الدبلوماسية المعتمدة بالخرطوم وقدم لهم رحمة الله تنويراً بشأن الاعتداء على منطقة هجليج من قبل دولة جنوب السودان. قلق بالغ وأدانت الخارجية الأمريكية هجوم دولة الجنوب على هجليج واعتبرته تجاوزاً لحالة الدفاع عن النفس ودعت السودان ودولة جنوب السودان إلى الوقف الفوري لإطلاق النار وجميع الأعمال العدائية معربة عن قلقها البالغ بشأن الأحداث الدائرة هناك. وأشارت إلى أن المبعوث الأمريكي الخاص على اتصال مع مسؤولي الأممالمتحدة ومسؤولين من الاتحاد الإفريقي، ويعتزم الاتصال بأطراف النزاع.