منذ يوليو 2009 وإلى نهاية العام 2010 كان السيد نيكولاس كوفمان، إسرائيلي الجنسية، مشغولا مع السيد لويس مورينو أوكامبو مدعي محكمة لاهاي الأوربية (المسماة بالمحكمة الجنائية الدولية) في إعداد وتلقين ثمانية إلى إثني عشر شاهدا من لاجئي دارفور في إسرائيل. لقد أحسن السيد كوفمان العمل وأجاده مستخدما (كتاب التلقين) الذي أعده أوكامبو ..! السيد كوفمان المحامي عمل لصالح الجيش الإسرائيلي في محكمة عسكرية في الضفة الغربية وهو مستشار الحكومة الإسرائيلية في أي تحركات قانونية دولية تجاهها، وهو الذي يبرر لجرائمها وإرهابها ويدين السودان بجرائم الحرب والجرائم ضد الإنسانية. ليس هذا فحسب فهو الآن محامي الساعدي القذافي ومستشار عائشة القذافي وبقية (البوربون الليبي الدموي) وازلامهم الموثوقين الضالعين فيما ضلع فيه اسيادهم. يبدو أن السيد كوفمان أخطبوط قانوني تضرب يداه يمينا وشمالا ... يبدو انه النموذج المثالي الذي تقدمه (العدالة الدولية) زعموا ..! العدالة المسيسة الإنتقائية التي يبرع الاخطبوط فيها في إخفاء أدلة الإدانة في مواجهة إسرائيل وجيشها الذي سفك الدماء في إسطول الحرية وتحدى الضمير الإنساني الدولي الذي توجه نحو غزة لكسر الحصار وتقديم الدواء لأطفالها ... العدالة المصممة بمواصفات محددة لإطالة أمد الصراع في دارفور ونسف إتفاقيات السلام وتخريب السودان والإطاحة بالحكومة ... ويتضح هذا في الصفقة التي قدمت إبان الإنتخابات ...ينسحب عمر البشير من السباق الرئاسي وتنتهي القصة ... ولا عبرة للدماء ولا الضحايا ولا خلافه ... كلهم كومبارس في مسرح الإستعمار الاوربي الحديث ..! كوفمان بمساعدة الطاقم الممتاز من جامعة تل أبيب كلية القانون مكثوا زهاء الأشهر ينقحون في شهادات الشهود ومعهم طلاب قانون من جامعة تل ابيب ... فالشاهد الدارفوري ربما يكون مشروع تخرج ... أو اطروحة ماجستير أو دكتوراة وهو لا يدري ..! كأنني أرى السيد كوفمان يجلس في صندوق التلقين في المسرح، وهو الخانة الخفية اسفل المسرح التي لا يشاهدها الجمهور فالملقن هو الشخص الذي يدير صفحات كتاب التلقين مع فصول المسرحية ليساعد الممثلين إذا تلعثموا أو نسوا أقوالهم ...وهكذا إنتهت البروفات في جامعة تل أبيب وذهب الممثلون للعرض النهائي في لاهاي والهدف محدد وواضح ... إدانة المسئولين السودانيين وعلى راسهم الرئيس عمر البشير ..! الاخطبوط كوفمان تولى قضية البوربون الليبي الذي أسقطه الربيع العربي الإسلامي وكان يرفض في بداية الامر توصيل رسائل موكله الساعدي القذافي للعالم ويدعى أن "هاتف الساعدي مقطوع" ولكن حدث أمر اجبر الاخطبوط على أن يمد ذراعه الملتوية وهو يحمل رسالة قصيرة من الساعدي وإفادات من عائشة ويبدأ في المرافعة ..! ما هو هذا الامر؟ سنعرف غدا ..!