خليك في بيتك (أسد)...نصيحة ملغومة جداً..!! الخرطوم: فاطمة خوجلي تأثر بالمحيطين به.. ونصائحهم العجيبة والتى تأتي في مقدمتها عبارة (خليك أسد مع مرتك)..تلك العبارة التى طبقها بلا وعي، وألغى بذلك الكثير من الاساسيات من ضمنها الحب والود والرحمة، وتجاهل (العشرة)، والحوار.. فانقلبت كلماته إلى) لكمات)، وهدّد وتوعد وزمجر ب(عنترية) الجهل (أنا راجل البيت) لتترك له زوجته البيت بحاله، وتتركه في مهب الريح، بعد ان اتهمته بأنه رجل (غير متزن)..!!! تطبيق فعلي: وعن القضية تقول (أم خالد): زوجي طبق هذه المقولة فكان (أسداً) علي، وللأسف ابني الأكبر عندما تزوج انتهج منوال والده، مضيفةً إن حياتنا قائمة على الأمر والنهي، بل ولا يدع لي مجالاً لمناقشة أي من شؤون الحياة، سواء ما يخصنا نحن الاثنان، أو ما يخص أبنائنا، مشيرةً إلى أنها وزوجها استمرا على هذا المنوال منذ ما يقارب ( 27) عاماً، ومازال يشعر أن دوره محصور في تأمين المتطلبات والمشتريات لها أو لأبنائها، وماعدا ذلك من متطلبات عاطفية يتجاهلها تماماً، مبينةً أنها مازالت تأمل في تغيير نظرته، مؤكدةً على أنها مازالت صابرة من أجل أن لا يُهدم كيان الأسرة. نصف العصى: بينما يرى محمد حسين أنه استطاع أن يمسك العصا من النص.. فلم يحرم زوجته العاطفة أو السكينة.. وفي الوقت نفسه لم يكن ليّناً في كل أمور الحياة.. مضيفاً أنه مؤمن بضرورة التعامل مع المواقف التي تتطلب الحزم، أما عدا ذلك وفي كافة أموره الحياتية فإنه يتخذ المداعبة واللين والمشاورة منهاجاً، لافتاً إلى أنه لم يكن (مستأسداً) أبداً، ويشعر في ضوء ذلك أنه يعيش في أجواء أسرية رائعة. شخصية تمثيلية: وذكر عبدالعزيز أنه تطغى على بعض الأزواج العصبية، ويشعرون معها بأنهم (أسود)، وسرعان ما يندمون ويراجعون أنفسهم، بل ويلجأون إلى التفاهم مع زوجاتهم بعد أن يهدأوا، مشيراً إلى أنه يسمع عبارة (خليك أسد) كثيراً بين زملائه، لكنه لم يحاول تطبيقها مع زوجته أبداً، حيث أنه لا يستطيع تجاوز شخصيته الطبيعية، إلى أخرى تمثيلية. حيرة وتدمير: وتساءلت نسرين محمود: من أين استمد مجتمعنا هذه الثقافة؟، وهل هي إحدى وصايا ديننا الحنيف؟، أم جاءت من نقص الإدراك والوعي؟، مضيفةً أن عبارة (خليك أسد) مع مرتك، أو في منزلك تحمل معنيين، الأول: خليك ظهر قوي لزوجتك والعمود الفقري للأسرة، وتمثل بذلك قولاً وعملاً، والمعنى الآخر أن تكون مفترساً مهاجماً، متسائلةً: أي المعنيين يختار؟، وإلى أي من الصنفين سينحاز إليه الرجل؟وقالت إن من يتبع هذه العبارة قد يتسبب في دمار أسرته، إضافةً إلى الفجوات المتسعة بين الزوجين، وبين الأبناء ووالدهم. اس المشكلة: أما إيهاب بشير فقد ذكر عدداً من الصفات التي يجب أن يتمثّل بها الزوج مع زوجته، وقال: لست من أتباع هذه الثقافة، ولن أكون، وجميعنا يعلم أن الصراخ والهيبة المصطنعة والمبالغ بها دون مراعاة للرفق واللين، هي أساس المشاكل في كل منزل، بل تزيد كل مشكلة تعقيداً, مضيفاً أنه ما أجمل الزوج عندما يكون هادئاً حليماً، يبتعد عن الزجر والعناد والغضب الذي يفسد السعادة الزوجية، مؤكداً على أنه لا يختلف اثنان على أن تلك الثقافة تولد التشاحن والبغضاء، ومن ثم تؤدي إلى التنافر، لافتاً إلى أنه ما أجمل أن تمنح الزوجة الثقة بنفسها، فلا تكون تابعة، ومعاملتها برفق وحنان، فحتى اللقمة التي يرفعها الزوج بيده إلى فم امرأته هي صدقة يؤجر عليها، وليست فقط كسباً للقلب، ولا ننسى أمراً مهماً وهو الثناء فهي تستحق، ومثلما أن الزوج له مكانته ودوره في الأسرة، الزوجة كذلك، فهي محور الارتكاز. نموذج بحاجة له: الإخصائية النفسية والإجتماعية معزة طه حسن تقول: غريب أمر بعض الأزواج، متسائلةً: أين هم من رسولنا الكريم؟، فحين يخلوا بنسائه يكون ألين الناس، ومن ألطف الناس، ضحّاكاً وبساماً، يستشيرهن في أدق الأمور...مشيرةً إلى أن المدقق في مجال العلاقات الأسرية لحياة الحبيب محمد، يجد فيها دروساً ومعاني نحن بأمس الحاجة لها في واقعنا المعاصر، ولو عمل بها الأزواج، لساهمت في استقرار المنازل، بل وقوّت علاقاتها، ولما توارث الذكور هذه الخصلة واعتبروها سمة يجب تطبيقها والامتثال بها.