حددت وزارة الخارجية قليلاً من السلبيات وكثيراً من الإيجابيات حول قرار مجلس الأمن الدولي (2046) الداعي لوقف العدائيات بين دولتي السودان وجنوب السودان، وأكدت أنها لن تقدم على خطوة دون علم وموافقة القيادة السياسية العليا بالدولة، ووصفت ضم هجليج إلى خارطة الجنوب "بالعدوان" ورفضت نظرية المؤامرة من قبل الدول الغربية على السودان حول القرار بل امتدحت موقف الولاياتالمتحدة من أحداث هجليج وقالت إن الرئيس الأمريكي اتصل على رئيس دولة الجنوب ليطلب منه الانسحاب فوراً من المنطقة، وفندت إدعاءات البعض أن الدبلوماسية السودانية"خاملة" حيث قالت "نحن نعمل بصمت ولا نتجه لإطلاع الإعلام على التفاصيل". وأعابت الخارجية على قرار مجلس السلم والأمن الإفريقي الذي تم إحالته لمجلس الأمن الدولي أنه لم يأخذ القضايا الأمنية كأولوية فيما استحسنت أنه أتاح للسودان التمسك بمبدأ القانون، ومطالبته بالتعويضات عما نجم من خسائر. وكشف وكيل وزارة الخارجية خلال حلقة نقاش عقدت بالوزارة أمس عن تحركات مرصودة لشخصيات من الجنوب لبعض الدول الإفريقية لإحالة الملف إلى منظمة الإيقاد مشيراً إلى اتهام دولة الجنوب لرئيس الآلية ثابو أمبيكي "بالسوداني"، وقال إن الدبلوماسية تعمل في حقل ألغام وأوضح مدير إدارة الأزمة السفير عمر دهب أن السودان وافق على القرار لأنه ليس له أي أطماع في دولة الجنوب وقال إن قرار مجلس الأمن بحث السودان على التحاور مع الحركة الشعبية قطاع الشمال لايعني الاعتراف بها وإضفاء صفة شرعية عليها وتوقع سفير السودان لدى الجنوب د.مطرف صديق أن يبتدر الوسيط الإفريقي ثامبو أمبيكي جولات مكوكية لوضع الترتيبات لاستئناف التفاوض وقال " لا يمكن أن نضع اللوم على الولاياتالمتحدة وحدها ونحن نتهم العالم وننسى أنفسنا" وأردف "يجب أن تكون عندنا الجرأة والمصداقية في الكلمة" وأشار إلى أن السودان خسر عندما فهم رسالة وقوف المجتمع الدولي معه بصورة خاطئة وأن الجنوب أخطأ حينما اعتقد أن مجلس الأمن لن يدينه لأن رايس رئيسة مجلس الأمن.